من الاستعمار إلى التمكين.. الاستراتيجية المصرية الأخلاقية تقود أفريقيا. القاهرة قاعدة انطلاق لبناء أفريقيا الجديدة. الدبلوماسية المصرية الرشيدة تعلن مبادرة إسكات البنادق فى أفريقيا. والقارة السمراء تودع الحروب والفقر. السيسى يقود القارة الأفريقية للبناء والتنمية المستدامة.
السيسى يؤمن أن الإعمار أفضل الأسلحة والوسائل لعلاج كل المشاكل الاجتماعية بل والسياسية فى مصر وأفريقيا، وأن اللاجئين والعائدين والنازحين خارجيا وداخليا، وغياب التنمية وراء أزمات ذلك الملف بشكل عام. ويجب أن تكون هناك حلول عملية سريعة وقوية المردود للتغلب عليها.
تلك عناوين تداولتها بالتعليق على حدث مهم وهو اختيار مصر رئيسا للاتحاد الأفريقى.
بالطبع أفريقيا تنظر لما حدث فى مصر خلال الثمانى سنوات الأخيرة من أحداث سواء أكانت تحديات أم تهديدات أم عراقيل أم حرائق ومظاهرات وقتل وتدمير وتآمر وحروب داخلية كادت أن تعصف بالبلد وتحرق من فيه. وأيضا تنظر إلى المشهد على اعتبار أن انتصار مصر والمحافظة على وحدة البلد وحياة ومقدرات المصريين أمر استثنائى فى ظل وجود بلدان أخرى عاشت نفس الظروف لكنها لم تنجو.
الأفارقة أيضا تأكدوا أن الدولة المصرية تسير بخطى سريعة فى عملية رفع مستوى دخل المواطن، وأن التنمية التى تحدث فى البلد حقيقية مؤكدة، وأن السيسى تحديدا رئيس قوى لا يهتم ولا يعترف بالمستحيل. لا يعترف بالتهديدات مهما كان مصدرها. مؤمن بالشعب ويحترم تطلعاته ويحتمى به. رجل يحترم كلمته ويدافع عن خياراته. وتجربته أتاحت له معرفة أين القصور.
نجاحات الدولة المصرية خلال السنوات الست الأخيرة فى حجز مكانة دولية من خلالها لمصر الكلمة العليا فى حكمها وبناء مستقبلها. أمر يتابعه الأفارقة جيدًا.
إذ أن اختيار مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقى لم يجئ من فراغ. أفريقيا تعمل على استلهام التجربة المصرية بكل أبعادها فى معالجة مشاكل البلد والمواطن والتعامل مع القوى العالمية والتناغم ما بين طموح المواطن والبلد بشكل عام. أفريقيا تسعى من خلال الرئاسة المصرية إلى حل مشاكلها التاريخية المزمنة واتباع التجربة المصرية فى الاعتماد على التنمية لإسكات البنادق.
معروف أن الحروب الأهلية بالقارة السمراء بأسباب المياه وأماكن الثروات بأنواعها. الرعى. وذات الطابع التجارى والسيطرة على الطرق.وهو ما يختصر الأسباب. فى أمور تهم الثروة والمعيشة والمكانة. بالطبع السيسى فى اجتماع الاتحاد لتسلم الرئاسة، وفى كلمته أوضح خطط العمل ومحاورها، وكشف عن أن بناء عالم أفضل لأفريقيا يعتمد على ملفات التنمية وتمكين المرأة والشباب والسلم والأمن والعلاقة مع الشركاء الاستراتيجيين من دول ومنظمات. والاندماج القارى لإقامة المناطق الحرة وتأكيد تماسك المؤسسات الوطنية وتعزيز التعاون الأمنى لدحر الكيانات المتطرفة. والأمن الغذائى أولا.
الملاحظ أن السيسى يتخلص من أمر استنزف كل طاقات الدول الأفريقية بتفرغها التام لحل النزاعات سياسيا. دون عمل بيئة تنموية تمنع تجددها.والسيسى مؤمن بالحل الشامل والجذرى للمشاكل، بضرورة أن يشمل العلاج تنمية.. زيادة قدرات الدول.. مساعدة فى بناء الفرد.. وصناعة المستقبل، أى التنمية الإنسانية.
رئيس مصر أكد حق الشعوب الأفريقية فى تقرير مصيرها. والاستفادة من ثرواتها. وتثبيت هويتها. والتحول لقارة ذات ندية سياسية.
ومن الواضح أن مصر تنظر للحدث بصورة جادة. وتستضيف القاهرة أنشطه للاتحاد لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات. ومصر الرسمية مهدت للحدث باستنفار شعبى؛ حيث أرادت من خلاله وجود ظهير شعبى مساند. وبدأت الوزارات فى وضع خطط المساندة والمشاركة. واختيار أسوان عاصمة الشباب الأفريقى أمر يؤكد عمليا أن مصر الرسمية والشعبية مؤمنة بالخطوة. مصممة على نسخ تجربتها فى العلاج الجذرى والجراحى لمشاكلها كحلول لمشاكل القارة.
بالطبع سنوات الغربة عن أفريقيا صنعت جدارا بين الثقافة المصرية والأفارقة والعكس وفى كل المجالات. ويظهر أن السيسى مصمم على هدم الجدران التى ظهرت بيننا والقارة.
والعوده لتأكيد الدور المحورى والمؤثر للقاهرة فى أفريقيا منذ كانت وجهة أساسية لحركات التحرر الساعية للاستقلال. وأن تنطلق من القاهرة عملية بناء القارة الأفريقية، وبالطبع أمر يعكس حرص السيسى على تنشيط الذاكرة الأفريقية. وعودة قوة القاهرة وهيبة الدولة.
جهود مصر لمساندة ومساعدة وبناء أفريقيا وتقويتها أمر يأتى ضمن خطط الدولة المصرية لخلق روافد قوة جديدة تساند الإرادة المصرية.وهو ما يسفر عن حشد للأشقاء لدعم استراتيجية مصر لمقاومة التطرف والإرهاب، ويعكس النظرية المصرية فى تعاملها مع القارة السمراء بأن العطاء والمساندة والمشاركة والمساعدة خير وسيلة للتعاون وتوحيد الرؤى.