قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، إن رئيس الوزراء سعد الحريري استطاع أن يشكل حكومة وحدة وطنية لا تقوم على الاحتكار أو الاستئثار أو الغلبة، تأكيدا على وحدة لبنان وتمسكا بالوفاق الوطني بين أبناء الشعب، على نحو يحافظ على قيمة العيش المشترك ويحترم الدستور واتفاق الطائف (وثيقة الوفاق الوطني اللبنانية).
جاء ذلك في كلمة ألقاها مفتي لبنان خلال زيارته وقيادات دار الفتوى اللبنانية، صباح اليوم، ضريح رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري الملاصق لمسجد (محمد الأمين) بوسط بيروت، بمناسبة ذكرى مرور 14 عاما على اغتياله.
وأشار إلى أن رفيق الحريري كان رمزا لاستقرار لبنان وأمنه والمستقبل المزدهر للدولة ككل، ولم يكن رئيسا أو زعيما لفئة أو جماعة أو منطقة، وإنما للبنان بأكمله، معربا عن تقديره لمسيرة رئيس الوزراء الراحل وجهوده في إعادة إعمار البلاد.
وأضاف" إن سعد الحريري يستمر على ذات النهج "فكان حافظا للأمانة وراعيا للمسيرة من أجل أن ينعم اللبنانيون بوطن سيد حر عربي مستقل، ولكي ينعم لبنان بالاستقرار والازدهار ورفاهية العيش وكرامة الحياة".
وأكد أن اللبنانيين يقفون إلى جوار سعد الحريري في سعيه لبناء الدولة وحماية الوطن وجمع اللبنانيين تحت سقف الدستور والقانون والمصلحة العليا للبلاد.
واغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير عام 2005 في تفجير ضخم استخدمت فيه مواد شديدة الانفجار، استهدف موكبه في العاصمة اللبنانية بيروت، وأسفر عن مقتله و21 شخصا وإصابة 226 آخرين.
وشُكلت في أعقاب اغتيال الحريري، محكمة دولية خاصة بناء على طلب قدمته الحكومة اللبنانية إلى الأمم المتحدة، تحت مسمى (المحكمة الخاصة بلبنان) ويقع مقرها الرئيسي في مدينة لاهاي بهولندا، وبدأت عملها اعتبارا من شهر مارس 2009 ، وتحددت ولايتها بمحاكمة الأشخاص المتهمين بتنفيذ جريمة اغتيال "الحريري".
وأكد الادعاء العام خلال جلسات المحكمة الدولية، أن مصطفى بدر الدين - وهو أحد القيادات العسكرية البارزة بحزب الله - هو العقل المدبر والمشرف على عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، وقدم الادعاء أمام المحكمة مجموعة من الأدلة التي تفيد أن "بدر الدين" قاد بنفسه المجموعة التي نفذت جريمة الاغتيال.
واتهم بالاشتراك في تنفيذ الجريمة 4 أشخاص يحاكمون حاليا في إجراءات غيابية وهم كل من: سليم جميل عياش، وحسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا.
وقتل مصطفى بدر الدين في تفجير استهدف أحد مراكز حزب الله داخل سوريا في شهر مايو 2016.