الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أفريقيا في قلوبنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"إنى كسرت قواقعي.. وغدًا سأطلق للرياح زوابعي.. أفريقيا دقي طبولك للصباح الماتع..لا.. لن تعود إلى الوراء.. طلائعي!" لم تقف كلمات الشاعر السوداني الراحل محيي الدين فارس، التي أطلقها منذ عشرات السنين في مكانها، بل ظلت هادرة بداخل قلوب المصريين، تحرك سواعدهم، وتنبه عقولهم في استمرار لحمتهم ونسيجهم مع الجزء الأساسي من جسدهم، هي القارة الأفريقية، ولعل نسائم القمة الأفريقية الـ32 التي ستعقد يوم 10 و11 فبراير بمقر الاتحاد بأديس أبابا، والتي يتسلم خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الاتحاد، خير دليل على التلاحم المصري الأفريقي، وتأكيد متانة العلاقات بعد عام من قطيعة الاتحاد لمصر فى 2013، والتى أحدثت جرحا للطرفين تم التعافي منه سريعًا، بفضل المجهودات الدبلوماسية والشعبية، وكان لمكتب الاتحاد الأفريقي في مصر دور كبير في تقريب وجهات النظر بين مصر ونظرائها الأفارقة.
وقد كان عام تعليق عضوية مصر، الذي بدأ منذ الرابع من يوليو 2013، بمثابة الليل الطويل، حيث غضب المصريون من قرار الاتحاد الأفريقي، وأرادوا معرفة الدوافع لذلك، وما كان منا كصحفيين نبحث عن الحقيقة، محبين للوطن في البحث عن خيوط المساهمة في إعادة العلاقات، ومنها مكتب الاتحاد الأفريقي في مصر والذي كان يمثله وقتئذ السفير نادر فتح العليم، الذى أدار بحنكة دبلوماسية وإخلاص وحب لمصر وأفريقيا، في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وشرفت بإجراء أول لقاء صحفي معه، لتوضيح القرار، وتقديم وجهات نظر تساعد في حل الأزمة، ونشر الحوار عبر موقع "البوابة نيوز"، ليكون أول منصة صحفية وإعلامية لانطلاق أفكار تقريب وجهات النظر، وتغيير النبرة الإعلامية الغاضبة تجاه أفريقيا، وبعد لقاءات عديدة، لم تكن للنشر، كان هناك وعي كبير من قبل السفير نادر فتح العليم، لأكون أنا ومجموعة من الزملاء الصحفيين، حلقة وصل لإيضاح المفاهيم الصحيحة من هنا وهناك، وأكد دور الإعلام ودوره في تقريب الشعوب الأفريقية مرة أخرى، فمن هنا طرأ بفكري تأسيس شعبة للشئون الأفريقية والعربية بنقابة الصحفيين، وعلى الفور مع زملاء أجلاء تم تقديم طلب إلى مجلس النقابة وقتئذ، لتتم الموافقة ولكن لم تخرج الشعبة إلى النور، إلا منذ يومين عبر إجراء أول انتخابات لها، لتشهد مع مصر انجلاء الليل وعودة الصباح الساطع في العلاقة مع القارة الأفريقية، ونتمنى أن تكون قاطرة مساهمة في قوة ومتانة العلاقات المصرية الأفريقية العربية، ونتمنى أن يسير مكتب الاتحاد الأفريقي بمصر، على ما بدأه الممثل السابق نادر فتح العليم في التواصل مع الإعلام، فسنظل نكافح على أنغام كلمات الشاعر محيي الدين فارس: 
"لن أحيد عن الكفاح.. ستعود أفريقيا لنا وتعود أنغام الصباح!".