الأربعاء 16 أبريل 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

في مثل هذا اليوم.. 1922 الشيخ الغاياتي يصدر "منبر الشرق" من جنيف

الشيخ على الغاياتي
الشيخ على الغاياتي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد الشيخ على الغاياتي، فى مدينة دمياط سنة ١٨٨٥ م، وتلقى تعليمًا دينيًا فى جامع البحر بدمياط التابع للأزهر الشريف، وظل فى دمياط إلى أن بلغ الثانية والعشرين من عمره، ثم توجه إلى القاهرة فى العام١٩٠٧ م، محررًا بجريدة «الجوائب المصرية» لصاحبها خليل مطران، وكان ينشر شعره فى «الوطن»، و«المؤيد»، و«الدستور»، ثم فى جرائد الحزب الوطنى مثل «اللواء»، و«العلم» وكان رقيق الحال يشكو من الفقر، والعوز، والضيق فى قصيدة عنوانها «إلى الله حرية الشكوى بين العبد وربه» يقول فيها: «خلقت العباد وأرزاقهم، فمنهم سعيد ومنهم شقي، وقد ساء حالى بين الوري، كأنى يارب لم أخلق، فإن أك عبدًا فمن رازقي، وها أنا للآن لم أرزق».
ورغم أنه نشر أشعار ديوانه «وطنيتي» متفرقة فى الصحف إلا أنها لم تثر قلقًا أو بلبلة، إلا عندما جمعها فى ديوان، وقدم له الزعيم محمد فريد والشيخ عبدالعزيز جاويش، وقام «الغاياتي» بطبع ديوانه فى مطبعة صاحبها فرنسى اسمه «كستيولا»، وانتهى من طباعته يوم ٢٤ يونيو سنة ١٩١٠ م.
كان من بين النسخ التى أهداها «الغاياتي» إلى أرباب الثقافة والأدب والصحافة، نسخة أهداها إلى الشيخ على يوسف رئيس حزب «الإصلاح على المبادئ الدستورية» والذى توجد بينه وبين الحزب الوطنى بزعامة محمد فريد خلافات سياسية، وكان الشيخ «يوسف» على ولائه للخديو، أما محمد فريد فقد نبذ الخديو، فوجد «يوسف» نفسه مسبوبًا فى ديوان «الغاياتي»، فأراد الانتقام من الجميع بمقال مطول فى «المؤيد» بتاريخ ٤/٧/١٩١٠ م هاجم فيه ديوان «وطنيتي»، وبعد وقت قصير تمت مصادرة جميع نسخ الديوان، وكان قد طبع منه ألفى نسخة، بيع منها ستمائة وألف، وكان ثمن النسخة قرشين، فارتفع إلى جنيه، وبتاريخ ١٠/٧/١٩١٠ م، قام القائم مقام «عطوفة محمد سعيد باشا» بنشر صورة الشيخ «على الغاياتي» على رجال البوليس السرى لتساعدهم فى البحث عنه وضبطه.
علم «الغاياتي» بأمر القبض عليه، فقصد أناسًا استدان منهم مالًا للسفر، ووصل إلى الأستانة، فأقام فيها لمدة أسبوع، وبتاريخ ٢/١٢/١٩١٠ م ترك «الغاياتي» أسطنبول خشية القبض عليه، وكان قد تلقى دروسًا فى اللغة الفرنسية على يد شاب يهودي، واشترى ملابس إفرنجية، وركب قطار الشرق، ليصل إلى جنيف ليكون فى استقباله طالب مصرى هو «خليل مدكور»، ولما لم يجد الطلبة الذين وعده «محمد فريد» بمقابلتهم فى جنيف، وأنهم يحتاجون إليه لتعليمهم اللغة العربية، عمل مدرسًا للغة العربية فى مدرسة «برلتس»، ومعهد «لانسي» بضواحى جنيف، وكان يراسل جريدة «العلم»، مقابل ثلاثة جنيهات شهريًا، لم تدم سوى شهرين.
والتحق بكلية العلوم الاجتماعية بجنيف واستمر بها ثلاث سنوات ولكنه لم يحصل على شهادة لعدم الوفاء بالتزاماته المادية، وفى أغسطس ١٩١٢ م تزوج من فتاة سويسرية، أنجب منها خمس بنات، وصبيا، وظل يعمل مترجمًا فى الصحف السويسرية، ويكتب مقالات فى «لاسويس»، و«جورنا لدى جنيف».
سقط الحكم بالحبس الصادر ضده، بمضى المدة، وفى العام ١٩١٥ م حضر إلى مصر ليتابع أخبار الحرب العالمية فى منطقة السويس، إلا أن رئيس الوزراء حسين رشدى ارتاب فى تصرفاته، واعتقل «الغاياتي» فى سجن محرم بك، لعدة أيام، وفور الإفراج عنه ركب السفينة وتوجه عائدًا إلى جنيف، وفى عام ١٩٢٢ م أنشأ صحيفة «منبر الشرق» النصف شهرية، وكانت مكونة من صفحة عربية واحدة، وثلاث صفحات فرنسية، وكان يكتب الصفحة العربية بخط يده.
وفى أواخر أغسطس عام ١٩٣٨ م، أغلق «منبر الشرق» فى جنيف، وعاد إلى القاهرة بصحبة زوجته السويسرية، وبناته الخمس وابنه، حيث أقام بعمارة فى ميدان التحرير، وفى ٦/٥/١٩٣٨م أعاد إصدار «منبر الشرق» أسبوعيًا وباللغة العربية، حتى توقفت فى منتصف أغسطس ١٩٥٦ م، وانتقل الشيخ «على الغاياتي» إلى رحمة مولاه فى ٢٧ أغسطس ١٩٥٦.