الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

دار "كسوة الكعبة".. مخزن كراكيب لـ"الأوقاف"

دار «كسوة الكعبة»
دار «كسوة الكعبة»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشعر بالدفء بين البنايات المتراصة وكأن كل ما مر يحيا فى الوجدان، هنا عاش الأمراء، وعلى هذه الأرض شب التاريخ وترعرع، يقودك المسير إلا حارة، خُط عليها بلوحة زرقاء جديدة «شارع الخرنفش» ربما ورد إليك الاسم سابقا ذات مرة ولكنه ظل عالق فى ذهنك، تبدأ بالسؤال عن حكاية الشارع، ليستوقفك كلمة بين «بيوت» الشارع الذى لا يتعدى الـ «٤» أمتار، تحمل عبارة «دار كسوة الكعبة» عندما كانت تخرج من مصر وتوقفت من زمن ليس ببعيد.
عليك أن تنقش الحكاية بكلمات من على لسان من عاصروا هذا المبنى، عندما كان كسوة لقبلة المسلمين، فأصبح قبلة للزوار يتجمعون وهم يشاهدون خير الثياب وهى تحتضن جدران الكعبة الشريفة.
تظل الذكرى لـ عم «سيد طه» صاحب «المغسلة» المواجهة لمبنى دار الكسوة بجدرانها ومضمونها كعابر سبيل يذهب مرة ويقدم مرات، أما «ملاك» صاحب الدكانة القريبة من المبنى فيرى أنه كلما مر بجوارها كأن رائحة الذكريات شمعة تذكره بالماضي، وتحرقه من الدخل لإهمال الحاضر.
كثيرة هى الأماكن التى يظل ماضيها مرتعا للصبا، يصبح متنفسًا وحنينًا، كما قال الشاعر أبوتمام: «كم منزل فى الأرض يألفه الفتى».
عم «طه» يبدأ الحديث «مترحمًا» على أيام مضت: «كانت أيام حضرتها وأنا فى صغري، هنا فى درب الخرنفش، كنت بشوف الجمال تطلع فى موكب رهيب وتلف بيه المحروسة، وكانت طبعا لازم تروح مسجد الحفيد الحسين وبعدها تلف أماكن كتير وإيه موصفش ليك الموقف وإحنا وراها كان عيد نستناه من السنة للسنة، بس خلاص معدش باقى منه غير الذكرى».
حازم جابر مدير آثار قلاون تحدث لـ«البوابة» مبديًا حزنه على الأمر، قائلا: «المفروض المكان دا يكون منارة نفتخر بيها، مش نحوله لمخزن لوزارة الأوقاف، وللأسف المكان اتقفل واتمنعت الكسوة تخرج لأسباب سياسية وليس أكثر، وهو الخلاف اللى معظمنا عارفه بين الرئيس جمال عبدالناصر والملك السعودي، ولسه فى إيدينا إننا نحول المكان لمتحف عظيم، ونستفيد منه وتجربة متحف النسيج فى شارع المعز مش بعيده عنه».
وأضاف: «من غير المعقول إن دار الكسوة تم إنشاؤها عام ١٨١١ ميلاديا وأظن دا أقدم من دول فى المنطقة، تتحول لخرابة منذ عام ١٩٦٢، عقب وقف خروج الكسوة من مصر، الموضوع لسه فى إيدينا وياريت يتم اتخاذ اللازم وتحويله لمزار أو متحف».
وبين ماضٍ عريق حمل بين طياته تاريخا لا ينسى، وحكايات وذكرى لا تجده إلا بين من عاصروا خروج الكسوة من مصر، يغيب المبنى عن أنظار وذاكرة الجميع ويتمنى البعض أن يعود كما كان ولو متحفا.