تطور واضح يمكن رصده للمهتم بالوزارات. بوجود تنافس يكاد يصل لحد الصراع بين وزراء حكومة د. مصطفى مدبولى فى إظهار لياقتهم البدنية للمواطن. بمعنى أوضح الوزراء والآن أدركوا بأن هناك ضرورة لاكتساب اللياقة البدنية كمهارات مع غيرها. لم تعد الملاعب حكرًا على وزير الشباب. بل وجدنا وزراء التعليم العالى والاستثمار والتضامن يتصدرون المشاركة فى سباقات الجرى وركوب العجل. والمشاركة تكسر الحواجز وتصلح الفواصل بين المسئول والناس، وأن عددا من المحافظين ورؤساء الجامعات يسيرون على نفس الطريق، وبمرور الوقت نجد حكومة مدبولى بكاملها تشكل فريق كرة قدم أو منتخب مصارعة أو كاراتيه وتنافس غيرها بل وتتحدى وتحقق البطولات.
بالطبع سلوك الرئيس السيسى بشأن قيادته وبنفسه لعملية نشر الرياضة بين أفراد الشعب وإصراره أن يتقدم الصفوف. لإيمانه بأن الرياضة حياة. وقاية وعلاج لأمراض الجسد ومحفز قوى للإبداع وإتقان الأعمال. والرئيس أيضًا مؤمن بأن الوقاية من الأمراض تبدأ من الصغر والرياضة هى الحماية المؤكدة للحسم والعقل. السيسى ركب الدراجة. وقاد مجموعات مشاركًا فى الماراثون، وصنع حالة أراها جاذبة للشعب لممارسة الرياضة بل للوزراء أيضًا.
والرئيس هنا ببساطته المعتادة فى تعامله مع الشارع جذب الانتباه إلى أن أى خطوة فى ابتعاد المجتمع عن الرياضة تشكل عائقا فى عملية صناعة التنمية، وأن هناك حلولا بشأن توفير عناصر الجذب لها من ملاعب أو غيرها وألمح إلى أن المارثون ليقام بالشوارع وماراثون الدراجات ليس شرطًا أن يتم فى أندية أو داخل أسوار، وها هى الفكرة انتشرت بين شباب الجامعات وبالمحافظات.
لو دققنا فى المشهد أرى أن الحالة البدنية للمسئول أى أن كان منصبه أمرًا مهما يتساوى مع الحالة الذهنية وهناك ارتباط بينهما ولا يمكن أن تحقق إحداها هدفًا فى غياب الأخرى.
بالطبع د. أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، وهو كابتن فريق التشكيل الوزارى فى الملاعب. لم ينتظر الوقت ولا الظروف كاشفًا عن إيمانه بالرياضة وتأثيرها على القرار وصاحبه. ولم يترك فرصة إلا واستغلها مشاركًا فى اللعب. تنس طاولة. كاراتيه. كرة قدم. ماراثون دراجات. والرجل اكتسب مهارات متنوعة. ويطبق خطة لعدد من المشروعات لجذب ١٠٠ مليون مصرى للمشاركة فى الأنشطة الرياضية وتحت مسميات مختلفة. وهو ما جعله يدمج مؤسسات صناعة القرار فى تلك الإدارات المشرفة على نشر الرياضة بين المواطنين. لتعظيم ومراقبة العائد والنتائج مما يتيح له استمرارية التقييم وبالتالى تطوير آليات العمل لضمان تحقيق نتائج مرضية تتلاءم مع الأهداف العامة لخطط وزارته. وصبحى مطالب الآن بخطط لنشر الرياضة لتصبح للجميع. وليس حكرًا على أعضاء الأندية أو مراكز الشباب. ثم خلق ظروفا أو عوامل لجذب شرائح المجتمع للتفاعل مع خطط وزارته. بالطبع هناك جهود مبذولة فى هذا الشأن لكنها تظل منقوصة حيث الأمر يتطلب عملا وزاريا متكاملا، أو منتخب وزراء وهو أمر ملح. الأعداد المستهدفة بالملايين وإمكانيات الشباب والرياضة متواضعة أمام هذا الرقم. وأعتقد أن هناك شركاء من الممكن جذبهم للمشاركة فى التنفيذ مثل مؤسسات المجتمع المدنى وغيرها.
ولنحقق معادلة تطبيق توجيهات السيسى بأن الرياضة أسلوب حياة للمصريين. ولكى يكون هناك تنفيذ على الأرض أرى أن الأمر لو ترك هكذا كما يحدث الآن. لن نتحرك على الأرض مترًا واحدًا فى تنفيذ المبادرة الرئاسية. ولكن مطلوب خطط واضحة تنشر للمهتمين. تظهر فيها الأدوار وأصحابها والبرامج وكيفية التنفيذ. والبرنامج الزمنى لها. نشر الرياضة بين الشعب أمرًا فى غاية الصعوبة وعملية ليست مظهرية كما تطبق منذ سنوات. وتحتاج جهود دولة وليست لجنة. الوقت يمر ونحن فى أمس الحاجة الآن لتحقيق المبادرة تطبيقًا وحفاظًا على الصحة العامة والموارد والوقت. وما يساعد فى تحقيق أملنا هنا هو إيمان المنتخب الوزارى الشخصى بالرياضة وأهميتها وحالة التسابق بينهم لممارستها على الأرض. يعنى الأمر مشجع والوزراء جاهزون ولياقتهم واضحة. ينقصنا صافرة البداية. علينا أن نشعر بالغيرة من نجاح غيرنا فى تنفيذ المبادرات القومية والتى تهم المجتمع. والمحافظة على صحة الشعب مسئولية الحكومة ماراثون كله. وأكرر مطلوب مشاركة وزارية وليست وزارة بعينها فى تشجيع الشعب على ممارسة الرياضة وليست وزارة وحدها. سواء التعليم والتعليم العالى والشباب والرياضة أو هما معًا. التشبيك المطلوب هنا بين كل وزراء الحكومة. «ده لو عاوزين نطبق مبادرة السيسى فعلًا وعملًا وليس قولًا».