الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المناخ السياسي: الواقع والمأمول

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أن المناخ السياسي في مصر أصبح في ضرورة مُلحّة لانعاش؛ أو كما يُمكننا القول لـ "قُبلة حياة". وسأكون واضحا في مَقصدي مَنعا للتأويل؛ حيث إننا فعلا في حاجة ماسّة إلى إعادة إحياء للحياة السياسية والحزبية مرة أخرى.
ولابد من الاعتراف أننا في مصر نُعاني منذ أن سلك السادات مسلكا صادقا لتأسيس حياة حزبية وسياسية تملئ حالة الفراغ الحادثة بأوساط الساسة. 
حتى التصنيف الأيدلوجي قد انحرف مساره إبان ثورة يناير ٢٠١١م حيث قُسّمت الخريطة السياسية إلى قسمين: الإسلام السياسي وذيول النظام؛ وكُنا بالفعل مُخطئين في تقديرنا للأوضاع.
واتجه العالم في إيجاد صيغة حزبية إلى التنظيم بدلا من الأيدولوجية؛ التي لا نزال نتمسك بها جهلا بما يسلكه العالم.
فالحزب في حقيقة الأمر هو قطاع مهم جدا من قطاعات المثلث متساوى الأضلاع في أى دولة من الدول؛ يخدم مصالح المواطنين من خلال تقليل الفجوة بينهم وبين الحكومة؛ وتقديم مشروعات تشريعية تخدم رضاهم وتُتيح التطور في دولتهم. 
لدينا مُشكلة في فهم هذا المعنى؛ واقتصر أداء الأحزاب في مصر على تقديم مساعدات أو عمل معسكرات لجذب السوشيال ميديا؛ أو اقتصر الأداء على الوجاهة الاجتماعية بالحصول على مسميات تسمح بالتواجد في المناسبات العامة أو المؤتمرات الرئاسية أو غيرها من الفعاليات. 
وهذا لا شك ليس تعميما على كل الأحزاب لكننا أمام هذا الحال إذا وقفنا لتقييم أداء الأحزاب في مصر.
ونستطيع أن نقول إن هناك حلولاً سريعة لحل مثل هذه الأزمة؛ أولها في الجانب التشريعي وذلك لوقف حالة السيولة الحزبية التي أدت بنا إلى تأسيس ١٠٤ أحزاب سياسية أستطيع أن أُجزم أننا لا نعلم منها إلا اسم أو اثنين أو ثلاثة على الأكثر. 
حيث يتطلب ذلك تعديلاً لقانون تأسيس الأحزاب السياسية؛ وطبيعة عملها؛ وبرامجها؛ وتمثيلها في أية انتخابات. 
كما يتطلب ذلك البدء في إعادة صياغة برامج الأحزاب لتتضح الرؤية العامة لكل الأحزاب؛ والتي قد تُسهم وتساعد في خلق حالة جديدة بين المواطنين.
كما يجب أن نعطي الفرصة لبعض الأحزاب لأن تنصهر داخل كيان واحد مع ترميم الشكل التنظيمى بما يسمح لها بالمنافسة في أي انتخابات سواء محلية أو نيابية أو رئاسية؛ وبما يضمن تقدم الشباب المؤهل في صفوف هذه الكيانات الأولى. 
كما يجب أن نهتم بجذب المواطنين للعمل السياسي؛ وخاصة الشباب بمعايير واضحة تضمن تواجدهم في أماكن تناسب قدراتهم؛ وبما يتيح مشاركتهم الفعالة في تقديم برامج تخدم رؤية الدولة نحو التقدم.
أن الأمر قد يحتاج إلى عقل يفكر فيما بعد ١٠ سنوات؛ ولا يفكر في مقتضى حال اليوم؛ وقد يحتاج الأمر للتخلي عن الهوى الشخصي؛ وإعلاء قيمة الوطن.
والحق أقول إن الحياة السياسية والحزبية في مصر تُمثل دافعا ضخما للاقتصاد المصري؛ كما تُمثل اتجاها جديدا يضخ الدم في صُلب شرايين الكوادر السياسية المصرية؛ والذي سيضمن بالتأكيد نوعا فريدا من صناعة النُخبة. 
وأظن أن الرئيس فتح المجال أمام كل الأحزاب السياسية لإعادة النظر في أحوالها وتعديل برامجها وطريقتها في التعامل مع المواطنين واجتذاب اهتمامهم؛ كما أعطي الاهتمام الأكبر في خلق كوادر جديدة في كل المجالات من خلال الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب؛ والبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة.
والدور المهم في تنفيذ هذه الخطط يقع على هذه الأحزاب والمؤسسات والأفراد المهتمين بالعمل العام.