الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

التماسيح تلتهم أسماك بحيرة ناصر.. نقيب الصيادين: تمثل خطورة كبيرة على حركة الصيد.. وخبراء: لا يوجد دليل علمي على تدني مستوى الإنتاج

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت دراسة علمية بكلية تكنولوجيا المصايد والأسماك بجامعة أسوان أن التماسيح ليست هي السبب الرئيسي في تدني الإنتاج السمكي في بحيرة ناصر كما يقال لأنها لا تستهلك كميات كبيرة من الأسماك.

وأشارت الدراسة التي أجراها الدكتور محمد شوقي القطان، بكلية تكنولوجيا المصايد والأسماك جامعة أسوان، إلى أن التماسيح في بحيرة ناصر يتراوح عددها الفعلي بين 6000 – 30000 تمساح فوق اليابس وفي الماء، وأوضحت الدراسة أن الغالبية العظمى من التماسيح ذات أحجام صغيرة ويبلغ عمرها عاما تقريبا، بينما 10% منها فقط تماسيح بالغة وأحجام كبيرة.


قال أحمد نصار، نقيب الصيادين: إن التماسيح لها خطورة كبيرة على الأسماك والصيادين أيضا، وذلك موجود في بحيرة ناصر بشكل واضح لأن بها نسبة أسماك عالية ولكن لا أحد يقدر على الاصطياد بها، ولكن التماسيح ليس موجودة بكل البحيرات، مضيفا أن هناك خطة بين وزارة الزراعة وبين كليات الثروة السمكية، لكن لا أحد يهتم بذلك، نحن في انتظار تعديل القرار بمجلس النواب، وإلغاء هيئة الثروة السمكية وعدم تبعيتها لوزارة الزراعة وإنشاء الجهاز القومي لتنمية الثروة السمكية، ليكون هناك جدية في التعامل مع الصيادين.

وتابع خلال حديثه أنه يمكن استغلا التماسيح اقتصاديا، وأن وزارة البيئة قامت بنقل مجموعة من التماسيح في مصر لتستطيع استخدام التماسيح استخدامًا اقتصاديًا، أن التمساح النيلي لا يوجد في غير القارة الأفريقية، وموجود في 41 دولة أفريقية، ويعد ثروة مهمة ولكنها خطرة على الثروة السمكية والصيادين لأنها تأكل الإنسان، ونقص إنتاج الأسماك بسبب الإهمال الذي يتولى بحيرة ناصر من قبل الهيئة وانتشار التماسيح في بالحيرة تلتهم آلاف الأطنان من السمك يوميًا، ما يؤثر على الإنتاج السمكي في البحيرة.

وتحدث أيضا عن اتفاقية سايتس الدولية، التي تضم كل دول العالم، حسب كميات التماسيح لدى الدولة، استغلال التماسيح بعودتها بالنفع على الدولة، للحفاظ عليها من الانقراض ولكن لم يكن على حساب الأسماك والمواطنين، مؤكدا أن متوسط الغذاء اليومي للتمساح الواحد الذي يبلغ طوله من 2:3 م هو نصف كيلو من الأسماك في اليوم.

وفي نفس السياق، أشار إلى أن هناك جانبا إيجابيا يمكن النظر إليه من حيث النفع الاقتصادي، كما تم عمل أبحاث عديدة على التمساح وتبين أنها تستعمل كمطهرات للبحيرات والمسطحات المائية، ولكن علينا توخي الحذر بخطورة التماسيح على الثروة السمكية، لأن اكثر من 25% تتغذى التماسيح على الأسماك ببحيرة ناصر، وحوالي 75% من الكائنات العضوية الموجودة بالبحيرة.


ويقول الدكتور خليل المالكي، رئيس البحوث الزراعية بوزارة الزراعة سابقا: إنه لا يوجد شك أن أعداد التماسيح في بحيرة ناصر كبيرة جدا وأنها تتغذي علي أطنان كبيرة من الأسماك، لذا فهي سبب جوهري وراء خفض الإنتاج من الثروة السمكية، حيث إن إنتاج بحيرة ناصر من الأسماك كان كبيرا في وقت من الأوقات، وقد كان الإنتاج كبيرا من الأسماك حيث كان هناك مصنع مخصص لإنتاج الفيليه في أسوان.
وأكمل "المالكي" أن كان هناك إنتاج كبير من سمك البلطي، حيث كان يتخطى وزن السمكة 5 كيلوجرامات، كما أنه من المفترض أن يوجد منهج سليم للإنتاج والصيد، حيث إنه تحدث عمليات صيد وتهريب بدون قيود بالبحيرة؛ مما يقلل نسبة الإنتاج ويجعل من الصعب عمل إحصائيات سليمة عن إنتاجية البحيرة لزيادة إنتاجها أو زيادة الزريعة بالبحيرة، وما إلى ذلك من الطرق التي من شأنها أن تحل المشكلة.

ويضيف الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضي والمياه، بكلية الزراعة جامعة القاهرة ومستشار وزير التموين المصري الأسبق، أنه لا توجد أي معلومة علمية تؤكد أن التماسيح هي السبب الرئيسي في تدني مستوى الإنتاج السمكي، حيث إنه كانت هناك مقترحات من البعض بأنه يتم اصطياد التماسيح وتصديرها إلى الخارج ولكن هذا المقترح خاطئ تماما ولا يمكن أن يحدث، حيث إنه لا بد من الحفاظ على التوازن البيئي والحيوي ولو قمنا بعمل مجزرة للتماسيح من بحيرة ناصر فمن المؤكد أننا سندان بشدة من منظمة الحفاظ على البيئة والتوازن الحيوي مع إمكانية فرض العقوبات علينا.

وأضاف "نور الدين"، أن التوازن البيئي في أعداد التماسيح من الصعب المساس به ولا يوجد سبب منطقي لتكاثر وزيادة الأعداد بصورة كبيرة في بحيرة ناصر إلى جانب وجود بحيرات مماثلة لبحيرة ناصر مثل بحيرة فيكتوريا التي تقارب مساحتها مساحة بحيرة ناصر تقريبا، وهي موجودة في تنزانيا وبها أعداد كبيرة من التماسيح ومع ذلك فهم يصدرون أكبر كم من الأسماك من أفريقيا إلى أوروبا، كما أنها موجودة أيضا في بحيرة ألبرت في أوغندا ويتم تصدير كميات مهولة منها أيضا وهم يعتبرونها مزار سياحي كبير لرؤية التماسيح على الطبيعة.

و"أردف" أنه لا بد أن يكون هناك خطة محكمة من الحكومة لزيادة الزريعة في بحيرة ناصر ونهر النيل أيضا لزيادة الإنتاج السمكي بها حيث إن المشكلة ليست في التماسيح أو غيره ولكنها في قلة الزريعة وفشل النظام الذي ينظم عملية صيد الأسماك بهما.