الأربعاء 19 فبراير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

عبدالعزيز فرج.. القارئ "الخاشع"

المبتهل الشيخ عبد
المبتهل الشيخ عبد العزيز علي فرج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الثلاثاء، الذكرى الثانية والتسعون، علي ميلاد القارئ والمبتهل الشيخ عبدالعزيز علي فرج، أحد أعلام مدرسة التلاوة المصرية، الذين سجلوا أسماءهم بأحرف من نور بين قراء القرن العشرين من القراء المصريين، والذي جمع بين عذوبة الصوت والتنويع بين المقامات الأصلية والفرعية وقوة الحنجرة. 
ولد الشيخ في 22 من يناير 1927م، بقرية ميت الوسطى التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، كفيفًا وعاش بإعاقته، لكن إعاقته لم تمنعه من حفظ واجادة وقراءة القرآن الكريم، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم تعلم أحكام التلاوة والتجويد على يد العالم الجليل أحمد الأشموني.
انتقل من مسقط رأسه بقرية ميت الوسطى بمركز الباجور، محافظة المنوفية للعيش في منطقة حكر أبودومة، في منطقة شبرا بالقرب من موقف أتوبيس الأقاليم، حتى يسهل له السفر إلى بلده كلما أراد.. ثم انتقل إلى شارع الجسر بنفس المنطقة أيضا بعد زواجه، وذلك حبًا وعشقًا لهذا الحي.
طاف الشيخ القارئ عبدالعزيز علي فرج رحمه الله كل مدن مصر، لتلاوة القرآن الكريم وتعليم أحكامه في المناسبات العامة والدينية وفي المأتم، ودروس العلم، وكان رحمه الله لا يتاجر بكتاب الله تعالى فكان يقرأ القرآن الكريم لوجه الله ولا يشترط أجر على تلاوته في أي مكان يذهب إليه، وكان يرضى بالقليل من الأجر وفي أوقات كثيرة لا يأخذ أموالا أصلًا من أحد حسية لوجه الله تعالي.
كان الشيخ كثير العود والزيارات للمرضى من جيرانه وأحبابه، حريصًا على أن يصلح بين المتخاصمين من الأزواج والزوجات ويوفق بينهما بإذن الله بدلًا من الطلاق وضياع الأولاد بهذه الأسر المتخاصمة.
وكان الشيخ القارئ عبدالعزيز علي فرج رحمه الله صاحب موهبة قرآنية فذة وصوت جميل وخاشع لله تعالى فمن يستمع لتلاوته المسجلة في الإذاعة المصرية أو في الفضائيات العربية والمصرية ينبهر بتلاوته الجميلة والخاشعة فيزاد المستمع حب علي حب لكلام الله تعالى العظيم.
كما كان يذهب بصفة يومية للقاء الفقهاء والقارئين والمبتهلين في مقهى الفقهاء في شارع أبو العلا في القاهرة، تقدم إلى الإذاعة المصرية عام 1962 و لقراءة القرآن الكريم، وكان عدد المتقدمين وقتها 170 قارئا، لم يقبل منهم إلا أربعة من بينهم الراحل عبد العزيز على فرج. 
قرأ القرآن الكريم في أول صلاة فجر تنقلها الإذاعة المصرية من مسجد الحسين بالقاهرة، وشارك في إحياء المناسبات الإسلامية وليالي شهر رمضان المبارك، كما شارك في إحياء المناسبات الإسلامية وليالي شهر رمضان المبارك، وترك للمكتبة الإذاعية الكثير من التسجيلات.
للقارئ الراحل أقوال عدة منها: "تلاوة القرآن الكريم يجب أن تكون بعيدًا عن طريق التربح وجمع الأموال، فالقرآن الكريم ليس سبوبة للثراء والغني وإنما هو كتاب هداية وتلاوة وإصلاح للبشرية ومرضاة الله تعالى في الدنيا والآخرة، كما أن فعل المعروف يقي الناس من مصارع السوء في الدنيا ويرفع الناس أعلى المنازل والدرجات في الآخرة.
وأيضًا: "التواضع والكرم وإتقان العمل من صفات الناس الصادقين في الدنيا وحب الله ورضائه في الآخرة"، ويري أن الغلو والتشدد والتطرف والإرهاب وسفك دماء الناس ليس من الدين، وإنما من فعل الشيطان وكل هذه الأفعال المذكورة تغضب الرب تعالى على صاحبها في الدنيا والآخرة إلا من تاب وأناب ورد الحقوق والمظالم إلى أصحابها في الدنيا وقبل أن يموت ويلقى الله في الآخرة، فدين الإسلام وكافة الشرائع السماوية جاءت بالتسامح والرحمة لكل الناس".
أصيب الشيخ وهو في سن صغيرة بمرض السكر الذي كان سببًا في وفاة كثير من القراء، أمثال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ليرحل عنا الشيخ عبدالعزيز إلى جوار ربه في شهر مارس لعام 1977م وهو لم يتجاوز الخمسين عامًا.