سلم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، السفير الإيراني لدى لبنان محمد جلال فيروزنيا مذكرة موجهة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني تطالبه بالإفراج عن السجين اللبناني في إيران نزار زكا.
جاء ذلك خلال استقبال الحريري اليوم "الثلاثاء" للسفير الإيراني، حيث تم خلال اللقاء استعراض آخر المستجدات السياسية في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، وسبل تقوية العلاقات بين البلدين، وذلك بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء اللبناني.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد ألقى القبض على الخبير في تكنولوجيا المعلومات نزار زكا عقب حضوره مؤتمرا علميا في طهران في شهر سبتمبر عام 2015، واتهمته السلطات الإيرانية بالتخابر لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وقُضي بمعاقبته بالسجن لمدة 10 سنوات.
وقال السفير الإيراني، في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء، "ندعم كل الجهود الرامية إلى التسريع في تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري، ونأمل أن تبصر الحكومة اللبنانية النور في أسرع وقت ممكن".
وأضاف "إننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد دائم لتوثيق وتعزيز العلاقات الثنائية مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، ونحن لطالما تعاونا مع الدولة اللبنانية سابقا وحاليا وسوف نستمر في هذا التعاون في الاتجاه الذي يرسخ الهدوء والأمن والاستقرار في ربوع هذا البلد الشقيق".
وتابع: "على صعيد التطورات الإقليمية نريد أن نقول في هذا الإطار أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد أن تروج لنفسها على أنها دولة غيورة على مصلحة هذه المنطقة وشعوبها، فهذا المنطق لا يصدقه أحد، فهي لطالما كانت تدعي أنها حريصة على أمن هذه المنطقة واستقرارها وهدوئها وازدهارها، ولكن هذا الموقف النظري يتناقض مع السلوك العملي".
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية "لطالما نقضت الكثير من التعهدات والالتزامات الدولية الملقاة على عاتقها، وهي لا تسعى على المستويين الإقليمي والدولي، إلا لتحقيق المآرب التجارية والاقتصادية والمالية التي ترمي إليها، وأكبر دليل على أن الأمريكيين ليسوا غيارى على مصلحة هذه المنطقة وشعوبها، هو هذا الدعم الأمريكي المطلق للاعتداءات التي تمارسها إسرائيل بشكل يومي وسافر" (على حد قوله).
وقال "للأسف الشديد فإن دول هذه المنطقة تدفع أثمانا باهظة نتيجة للسياسات الأمريكية الخاطئة وغير المنطقية، خاصة في ظل حكم الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترمب الذي أدت سياسته إلى رفع مستوى التوتر والتشنج على المستوى العام في هذه المنطقة".
وأضاف: "نعتقد أن الظرف الأمثل لهذه المنطقة كي تبصر النور، ليس فقط عندما تسحب الولايات المتحدة الأمريكية قواتها العسكرية من الأراضي السورية بل أن تلملم نفسها وتخرج بشكل نهائي من كل هذه المنطقة، وأن تكف الإدارة الأمريكية عن تقديم هذا الدعم المطلق لإسرائيل، بالشكل الذي يسمح لكافة دول المنطقة وحكوماتها أن تتعاون مع بعضها البعض بما يحقق الغد الأفضل لهذه المنطقة، ويرسخ الأمن والهدوء والاستقرار والازدهار لشعوبها".