وصلت طائرة تابعة لليونيسف محملة بالمساعدات الإنسانية إلى مجموعات القبالة في عاصمة جنوب السودان، جوبا، حيث استأجرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة- اليونيسيف، طائرتين لنقل المساعدات والأدوية لمكافحة الملاريا والالتهاب الرئوي وغيرها من الأمراض، لمساعدة الآلاف من النساء والأطفال في جميع أنحاء جنوب السودان.
وقال ديرموت كارتي، نائب مدير عمليات الطوارئ في مكتب اليونيسف بجنوب السودان: "نحن نجلب علاج الملاريا للأطفال الذين يعانون من الجفاف الناجم عن الإسهال، والمغذيات للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، إضافة إلى المغذيات الدقيقة والفيتامينات والمضادات الحيوية والمسكنات وقطع القماش المشمع والبطانيات، كما يوجد من بين الإمدادات معدات لتوفير المياه النظيفة".
وعن إمكانية توزيع المساعدات في ظل الظروف الأمنية المتدهورة، قال ديرموت كارتي: "في الوقت الحالي الوصول صعب لأسباب أمنية، ونحن نحاول تكييف برامجنا لتكون أكثر مرونة ونكون على أهبة الاستعداد للاستفادة من أي فرصة سانحة لتوزيع المساعدات".
وتابع: "لكن هذا بالطبع يعتمد على الوضع الأمني، فمثلا كنّا على وشك الذهاب أمس إلى منطقة أوريا ولكن الوضع الأمني تغير، فأوقفنا العلمية، إلا أننا مازلنا مستعدين للذهاب وسنبقى على وضع الاستعداد لنستفيد من أي فرصة سانحة".
وذكر نائب مدير عمليات الطوارئ في مكتب اليونيسف بجنوب السودان أن وضع الأطفال سيئ للغاية وهم عرضة للموت، حتى بسبب أقل الأمراض خطرا، وذلك لعدم تمكن عمال الإغاثة من الوصول إلى الجميع في الوقت المناسب.
وأضاف: "نحن نسمع تقارير مأساوية عن موت الأطفال دون داع بسبب سوء التغذية وأمراض يمكن الوقاية منها مثل الحصبة والملاريا، مشيرًا إلى أن المواد التي يجلبونها ستساعد في معالجة ذلك، لافتًا إلى أن المنظمة توفر أيضًا المياه والصرف الصحي في كثير من الأماكن".
يشار إلى أن الآلاف من سكان جنوب السودان فروا من منازلهم خلال الشهر الماضي في أعقاب اشتباكات بين القوات الحكومية والجنود الذين يدعمون نائب رئيس البلاد السابق ريك ماشار.
وتتزايد أعداد النازحين بسرعة، حيث إن قرابة 494،000 مازالوا داخل جنوب السودان، في حين أن 86،000 فروا إلى البلدان المجاورة، إضافة إلى 70،000 من النازحين داخل البلاد قد لجأوا إلى مراكز حماية المدنيين ببعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، و80 في المائة منهم من النساء والأطفال.
وتقدم اليونيسف وشركاؤها الإمدادات الأساسية المنقذة للحياة والخدمات، مثل المياه النظيفة والصرف الصحي والغذاء والمواد المغذية للأطفال، والتحصين، كما تساعد في البحث عن المفقودين من الأطفال المنفصلين عن أسرهم لكثير من المشردين، وقد تم توصيل المساعدة إلى أكثر من 200،000 شخص، وكان وصول المساعدات بشكل محدود في المناطق التي تشهد قتالاً عنيفًا.
