الجمعة 04 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

كتاب يكشف أصول العبادة في القدس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدر الأب عزيز حلاوة، من كهنة البطريركية اللاتينية، والحاصل على درجة الماجستير في علوم الليتورجية المقدسة من جامعة الصليب المقدس في روما، كتابًا جديدًا بعنوان: "كنيسة المدينة المقدسة وليتورجيتها في القرون الخمسة الأولى".
ونشرت الصفحة الرسمية المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام - الأردن، اليوم الثلاثاء: "يطرح الأب حلاوة في الكتاب الذي وضع مقدمته البطريرك ميشيل صباح، "ماضي كنيسة الأرض المقدسة، بكل ما فيه من غنى وجمال الطقوس، وبهاء البازيليكيات التي شيدت على أماكن الذكريات الإنجيلية، لتصبح ممارسة ومن ثم ناموسًا ليتورجيًا، حذت حذوه كنائس العالم".
وفيما يلي النص الكامل لتقديم الكتاب بقلم البطريرك ميشيل صباح:
"كنيسة المدينة المقدسة في فلسطين وليتورجيتها في القرون الخمسة الأولى"، هذا عنوان دراسة قام بها الأب عزيز حلاوة، من كهنة البطريركية اللاتينية، ومن بلدة عين عريك في فلسطين، في تاريخ كنيسة القدس في مجال الليتورجيا والشعائر الدينية. وقد بين فيها أن صلاة القدس الرسمية كانت مصدر إيحاء لسائر الكنائس، وكانت هي المكون الأول لمختلف الليتورجيات التي تنوعت في ما بعد في الكنيسة الجامعة، بحسب اللغات وثقافات الشعوب المختلفة. من القدس انطلقت بشارة الرسل بعد حلول الروح عليهم يوم العنصرة، وإلى القدس ظل المسيحيون في العالم ينظرون ويصلون معها ومن أجلها.
بدأ الأب عزيز في مقدمة الكتاب فحدد موضوع دراسته قال: "إن البحث في أصول الليتورجيا المسيحية بشكل عام، والليتورجيا الإفخارستية بشكل خاص، يبدو صعبًا في هذه الأيام، لأنه لم تجرِ في هذا الموضوع دراسات معمقة بشكل كافٍ، يمكنها أن تجيب على الأسئلة التالية: هل من الممكن إيجاد عناصر أصيلة في الليتورجيا الأورشليمية الأولى؟ أم هل يمكننا أن نجد في الليتورجيا الأورشليمية القديمة نموذجًا أوّليًا لباقي الليتورجيات المسيحية؟".
تقسم الدراسة إلى أربعة فصول. ويقول الكاتب في المقدمة نفسها عن الفصل الرابع والأخير: "يستمر الوصف الدقيق والمفصَّل لليتورجيا الأورشليمية في الفصل الرابع والأخير. حيث سنعرض فيه مختلف الأعياد والفروض للسنة الليتورجية الأورشليمية. وهنالك اللوائح المختلفة التي فيها نقارن ونفصل الحركات والنصوص الليتورجية المستخدمة، وأيضًا الخرائط والمخططات والرسومات لكي نفهم بشكل أفضل سير وتطور الفروض الليتورجية في هذين القرنين. ويختم هذا البحث بعرض لأنافور مار يعقوب، وسنرى كيف أن هذا الأنافورا قد تأثر بنص من الليتورجيا الأورشليمية، كان يستخدمه هذا الأسقف القديس في كاتدرائيته، أي كنيسة القيامة بعينها".
تطلبت هذه الدراسة جهدًا كبيرًا في البحث في مختلف المراجع وفي مختلف اللغات، وهي تطلعنا، بالإضافة إلى موضوع الدراسة الرئيسي، إلى اللغات التي كانت مستعملة في القرون المسيحية الأولى: السريانية وهي لغة الشعب العامة، واليونانية وهي لغة الثقافة والطبقة الحاكمة واللغة الدولية في ذلك الزمن. ولما كان الفتح العربي غابت اللغة اليونانية (وبقيت في صلاة الكنيسة فقط)، وحلت محلها العربية، بينما بقيت اللغة السريانية في الكنائس والعديد من البيوت في بلاد الشام بلهجتها الغربية، وفي العراق بلهجتها الشرقية في الكنائس السريانية والكلدانية والأشورية.
هذه الدراسة مادة لأطروحة في الدكتوراه في الجامعات الرومانية، وقيمتها لتاريخ المسيحية في هذه البلاد واضحة. يجد المسيحي اليوم فيها مبادئ تاريخه منذ عهد الرسل وما بعده، والحضارات والثقافات التي مرّت بالبلاد آنذاك. فهي مهمة إذ تربط المسيحي اليوم بتاريخ إيمانه في القرون الأولى بعد يسوع المسيح، وتربطه بصورة خاصّة بصلاة أجداده المؤمنين في المدينة المقدسة.
قد يجد القارئ بعض الصعوبة في قراءة هذا البحث نظرا إلى كثرة المراجع والحواشي واللغات المشار إليها أو المقتبس منها، ولكن التعمق في هذه الدراسة أمر شيق ومفيد، بسبب هذا الغوص النادر في أعماق تاريخنا المسيحي في الأرض التي فيها علم يسوع المسيح وتألم ومات وقام وصعد إلى السماء، ثم أرسل الروح القدس إلى رسله ليحملوا الإيمان المسيحي إلى أنحاء العالم.
نهنئ الأب عزيز بما أنجز ونشكره لاختياره هذا المجال من المعرفة ليزيدنا علما بأصول تاريخنا وإيماننا.