تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
فى أيام الأعياد يطيب لى أن نتشارك الفرح، ننثره على طرقات الحياة اليومية، نطبعه كقبله على جباه المسنين وكابتسامة على خدود المحيطين بنا من الجيران وزملاء العمل أو المارين بجوارنا فى الشوارع أو المجاورين لنا فى المحال التجارية ونحن نشترى أشياءنا الصغيرة وكتلويحة مداعبة وفرح للأطفال فى عرباتهم التى تدفعها الأمهات. يطيب لى فعل كل ذلك لأعود الى بيتى محاطة بكرة بلورية من الفرح وطاقة إيجابية لا حدود لها تكاد تدفعنى لاحتضان العالم. ولذا لن أفوت الفرصة هنا لتقديم التهانى بعيد الميلاد المجيد لكل من أحتفلوا به فى ديسمبر وكل من أحتفل به فى 7 يناير، ورأيت أن أسجل ذلك على صفحات جريدتنا التى أفخر بارتباط اسمى باسمها لكونها منارة للوطنية ودرعًا تتصدى لكل الأفكار الهمجية التى تحاول النيل من مصر حجرًا وبشرًا ومستقبلًا. كل عام ومصر بخير بأولادها المخلصين، بجناحيها اللذين تحرسهما الملائكة وعين الله التى لا تنام. يطيب لى أن أتحدث عن الفرح لأزيح سحابة من الحزن حاول الكارهين وما زالوا يجعلونها تخنق فرحنا كل عام وتغلفه بالعويل والذكريات المؤلمة التى يريدون أن يوشموا بها مشاعرنا ومشاعر كل من يتصدى لهم وكأنه عقاب على التوحد والتماسك والوطنية. وهو ما لن ينجحوا فيه أبدا طالما كان هناك وعى وإيمان وبصيرة وجهود أمنة لا تألوا جهدًا ولا تنام. إننا لا ننسى الدماء التى أراقوها فحلقت إلى السماء فى مكان أفضل تلك الدماء التى لم يستطيعوا تفرقتها فى الحياة ولن يستطيعوا ذلك حتى بعد الاستشهاد فى عملياتهم الغادرة لا ننسى الشهداء الذين لم يتوانوا عن تقديم أرواحهم فى سيبل حياتنا وحياة مصر، ولن ننسى الشجعان الذين يتصدون للأفكار الهمجية البربرية التى لم يأمر بها الله ولا يرتضيها أى إنسان سليم الطوية يعرف الله حق المعرفة. يطيب لى فى عيد الميلاد أن أذكر على درب المحبة شخصيات أثرت حياتى بشكل كبير، وأثرت فيها فى مواقف مصيرية حاسمة، ببساطة وبتلقائية دون أن تفكر فيما لو كنت مسلمة أم غير مسلمة لأنهم فكروا فقط فى أننى اختهم التى تعيش معهم فى هذا الوطن أذكر فيمن أذكر المحامى الفذ وائل غالى الذى لا يتوانى عن تقديم المساعدة القانونية هو والسيدة زوجته لكل من يحتاجها وبخاصة من النساء المعنفات أو اللواتى لا تستطعن تدبير رسوم التقاضى. وأقول إننى كنت واحدة من هؤلاء، وأعاد لى كرامتى المهدرة من زميل بالعمل فى قضية سب خلفها ما خلفها من أمور إدارية ولم يتقاضَ مليمًا. أذكر أيضًا الصحفى والوطنى محب غبور، رئيس تحرير جريدة صوت بلادى بنيويورك، هذا الرجل الذى أنقذ ابنى حينما فقد نقوده فى المطار بعد وصوله لأمريكا. أرسل إليه مبلغًا حتى يستطيع التحرك إلى مكان إقامته بشكل قياسى وحاسم فى حياة شاب ليس له أحد فى هذه الولاية، بينما يتناثر أقاربه فى ولايات أخرى يعرقلهم فارق التوقيت ويعرقلنى أنا هنا إجازة يوم الجمعة. لم يكن يعرفنى بشكل شخصى ولم نتقابل ولم يكن عليه أن يفعل ذلك لكن أخلاقه وخبرة المصرى الأمريكى حركته لإنقاذ الموقف. حينما وجدنى أتساءل على فيسبوك عن الأصدقاء الذين يعيشون هناك. تواصل معى وأنقذ الموقف، وهو ما لا أنساه أبدًا، لأن الكثيرين كانوا هناك وكنت أعرف أنهم بالقرب من ابنى وبالتأكيد قرأوا ما كتبت ولم يعيروا انتباهًا لاستغاثتى. أذكر المرحومة كريمة غطاس جارتنا الطيبة فى سنوات الجامعة، حفاظها علينا بشكل أمومى ودعواتها لنا وذكرياتها الطيبة التى تشبه روحها وقلبها المفتوح لنا قبل بيتها. أذكر مارى حنا صديقة فيسبوك المصرية التى لم تنسها باريس، صفات بنت البلد، ودفاعها عن مصر فى كل المواقف الصعبة التى ممرنا بها بتفهم شديد ووعى أنيق ومتزن خير مثال لسيدة مسيحية مصرية مثقفة أتمنى أن ألتقيها فعلًا. والجميلة والنبراس الدكتورة هدى وصفى التى أنارت وتنير دروبًا فسيحة لمن يبحثون عن الضوء، دون أن تكون حتى أحد تلاميذها فهى تعيش الحياة وتعطى فى كل اتجاه بثقة وجدية وتواضع يليق بالعظماء دائمًا، والأهم هى أنها لا تكف عن العطاء والمساعدة لكل من حولها كشجرة وارفة. أذكر كل جميل وكل مخلص وكل ما يبعث على التفاؤل وكل من يحثنا على الفرح لأزين شجرة الحياة بأسمائهم وأضيؤها بمواقفهم لنرى الجمال ونتعرفه.. نفخر بوطننا على الدوام.