المهتم بالشأن السورى يمكنه أن يرصد انتصار الدولة السورية على كل أصحاب المؤامرات التى نفذت بغرض تقطيع أوصال الدولة وتمزيق وحدتها وضرب استقرارها.
ويرجع صمود الشعب السورى وانتصاره لإيمانه بأن الدولة هى الحماية الوحيدة المضمونة والموثوق فيها، وأن تصريحات بارونات الحرب بأسمائهم المتعددة كاذبة، والدليل ما حدث فى مصر وتونس وليبيا وقبلهما العراق، اتضح من خلال النتائج على الأرض أن رءوس الربيع العربى ومن قادوه هم تجار سلطة أو متآمرون ضد الوطن.. الديمقراطية التى بشروا بها وضعوها تحت الأحذية.
الشعب السورى هنا درس التجربة وانحاز لاستقرار الدولة، وسعى لحمايتها والدفاع عنها والتف حول ثوابته.. وانتصرت سوريا على محور الشر، ولعبت مصر دورًا مهمًا فى اتجاه الأحداث وتحرير الأرض السورية من الإرهاب، عندما رفضت دعوة قطر بتأسيس جيش عربى لمساندة قوى التمرد وجيوش الانتهازيين ممن يسعون للسلطة وتنفيذ أجندة خارجية واضحة لتمزيق سوريا إلى كيانات تخلق حربًا أهلية لسنوات لصالح إسرائيل. رفضت مصر فكرة تشكيل جيش عربى يحارب الحكومة السورية على الأرض، على أن تقوم قطر وعدد من الدول العربية بتسليحه، وأن تقدم مصر الجزء الأكبر من الجنود.. الرئيس السابق محمد مرسى روج للفكرة وكإخوانى كان يسعى لتوريط الجيش المصرى للقضاء عليه. وهو هنا بالطبع ينفذ خطة الإخوان والدوائر الغربية المرتبطة بهم. والتى كانت تحرك الأحداث وهنا كانت الانتفاضة من القوات المسلحة المصرية برفض ومحاربة الاقتراح. وأعتقد أن الرئيس السيسى كان هنا الأكثر وضوحا عندما أعلن رؤية مصر منذ بداية الصراع والتزم بها وروج لها دون أى اهتمام لآراء معارضة، بتبنيه وجهة نظر لحل المشكلة السورية يعتمد على ضرورة المحافظة على الدولة السورية ومقدراتها بما فيه الجيش السورى.السيسى هنا أدرك مبكرا بناء على خبرته العسكرية وتاريخه مع صناعة القرار، إن وحدة الدولة وحماية جيشها نقاط فارقة فى حسم أى قضية.
بالطبع يمكن أن نلاحظ بسهولة أن أول قرارات المتشدقين بالديمقراطية فى العراق أو ليبيا كان تسريح الجيش تحت دعاوى مصطلحات مثل إعادة تحديث أو هيكلة.. والمصطلح سيئ السمعة، وتأكدنا أنه يعنى التسريح وتكوين جيش من الأتباع أو الجواسيس حماية للحكام الجدد. ومصالح أمريكا.
السيسى عندما أعلن صراحة بأن يكون حل الأزمة السورية سياسيًا وليس عسكريًا. كان يدرك أن الحرب يعنى حرق البلد وتشريد الشعب واستنزاف للموارد. بالطبع دول العالم أدركت فيما بعد أن رؤية السيسى هى الأصلح، وانتهجوه كمرجعية للحل، وانضم العالم لفكرة السيسى، ولو ركزنا فى الحلول والشروط التى طرحت كحل للأزمة السورية من جانب الغرب، كانت تبدأ باستبعاد الرئيس الأسد وتغير الدستور. لكن رؤية السيسى بأن القرار للشعب السورى وتحديد المسارات هى حرية له وليس لغيره.. وقد نجح.
انتصار سوريا الدولة والشعب على محور الشر دول ودوائر مخابراتية.وتحرير الأرض السورية من ميليشيات الغرب نقطة فاصلة فى تاريخ الدول العربية.. اعلم أيضا أن هناك دولًا عربية تقلق إسرائيل وأمريكا، وهى مصر وسوريا والعراق. نجحت خطة الغرب فى الاستيلاء على العراق وخلف بؤر شغب وتوتر، ليستمر غياب العراق عن محيطه العربى وهو ما يحدث الآن. وكان الدور على سوريا، وخلال سبع سنوات، صمد الشعب السورى والدولة السورية، ونجحت فى دحر المبتزين وميليشيات التطرف والمدعومة من أمريكا وإسرائيل والغرب.
بالطبع أمريكا والغرب برغم الهزيمة ستغير من أسلوبها؛ حيث ترى تلك الدوائر المعادية أن أى خطوة لسوريا الموحدة نحو الاستقرار يعنى أن الخطر على إسرائيل، ما زال قائمًا.. وأن أمريكا لن تسكت على خسارتها والغرب لمعركة شاركت فيها على الأرض.
وفشل أمريكا قد يدفعها لتغير استراتيجى فى سياستها العدوانية تجاه دولنا العربية.
إنهم يستنزفوننا حربًا أو سلمًا.. العملية واضحة والأهداف أكثر وضوحًا..أمريكا وإسرائيل والغرب يرغبون فى إعادة تقسيم المنطقة لضمان أمن إسرائيل. ومصالح الغرب فى السيطرة على مواردنا والتحكم فى إرادتنا.
وتبقى مصر شوكة فى حلق أمريكا وإسرائيل والغرب، بالطبع ندرك أن هناك تقسيم أدوار بين دول الغرب كل منها مهتم بملف لدولة. وأرى أن خطط تقوية مصر والتنمية التى تحدث فيها يحاول السيسى هنا صناعة حائط صد لحماية البلد ومن فيها، ومستقبلها، أعلم أن أمريكا وإسرائيل والغرب منزعجون مما يحدث فى مصر من تنويع مصادر السلاح ومصادر القوة والانفتاح على العالم.. وانتهاج سياسة تعتمد على مصالح مصر.. أمور تكسر مصطلح التبعية وتقتل الهيمنة.
حماية الدول الآن.. ليست مسئولية الجيوش فقط، بل الشعوب.. وعلينا أن نواصل النضال واليقظة مع تطوير أساليب دول محور الشر وعملية التجنيد التى يمارسها العملاء من الداخل لمحاربة الدولة.. ونعلم سلوكهم لتقليب المجتمع ونشر الشائعات.. يجب هنا أن نزيد من يقظتنا.. جيلنا محظوظ لأنه رأى على الطبيعة حجم مؤامرات الغرب ضد بلداننا..احذر الحرب ضد استقرار بلدنا لم ولن تنتهى.