قال المخرج الكبير صلاح أبو سيف، إنه قام بإخراج أعمال كثيرة لإحسان عبدالقدوس، مضيفا أن هناك فهما خاطئا للواقعية، فالكثير يعتقد أنها تعنى تصوير الفقر والحارة، فالواقعية بتعبيرها الصادق، هو الصدق فى التعبير عن مشكلة أو تحليل قضية والإتقان فى العمل، والتعبير عن رأى صائب سياسيا وأخلاقيا واجتماعيا، وعندما نطبق ذلك على كتابات إحسان عبدالقدوس نجد أن جميع كتاباته واقعية.
وتابع المخرج الكبير، أن كل روايات إحسان عبدالقدوس الشخصية المحورية بها هى المرأة، وهو من أحسن الكتاب الذين استطاعوا تحليل نفسية المرأة، فإحسان عبدالقدوس فاق كل النساء التى كتبت عن تحليل نفسية المرأة وقضيتها ومشاكلها، فكل أفلامه تحمل قضايا ومشاكل مهمة واستطاع أن يتغلغل فيها بروح وبشكل مؤكد أنه وصل إلى الجميع، وهذا يعبر عن أنه إنسان رقيق المشاعر ويحمل المعانى الإنسانية ويقدر المرأة ودورها.
وقال الكاتب الكبير الدكتور يوسف إدريس، أنه كان فى قلب إحسان عبدالقدوس ظمأ شديد جدا إلى المرأة، لأنه حرم من طفولته من الأمومة، لانشغال والدته بدورها الفنى والصحفي، فأحب النساء جميعًا فى صورة أمه، فلم أجد شخصا غير إحسان يتحدث عن والدته باستمرار وبهذا الشكل الرائع، فكان يحب فى أمه جميع النساء، ففضل دائما أن يكون البطل امرأة.
وأوضح أن الأساس عند إحسان هو الفكرة، وليس البطلة فهو يستخدم البطلة لصياغة الفكرة وليس العكس، فهو مدرك دائما أن البطلة موظفة عنده لخدمة فكرة معينة، وإحسان عبد القدوس ولد ثائرا وهذا ساعده على التمرد على المجتمع وتمرد على العلاقات الأسرية وغير الأسرية الموجودة فى المجتمع، ثم بدأ يكتب، وأول من تمرد عليها هى المرحومة والدته روز اليوسف، فتمرد عليها وعمل فى دار الهلال، وعندما عاد كان له أسس وكتابات مختلفة، قبلت السيدة روز اليوسف هذا الاختيار.
تقول الفنانة يسرا، إنها التقت بإحسان عبدالقدوس قبل «لا تسألنى من أنا»، فى مسلسل تليفزيوني، وهو «أنف و٣ عيون»، وكان من أهم خطواتها التي حبب الناس بها، وكان المسلسل مع كمال الشناوى والفنانة ليلى علوى وماجدة الخطيب، وتضيف يسرا أن إحسان هو الحب والصدق وأكثر من أحس بالمرأة ومشاكلها بكل أنواعها، فالمرأة متنوعة ولها أكثر من شخصية وأسلوب فكان يعرف كيف يحب وعلمنا الحب بمختلف أنواعه كالحب بين الناس والعمل والأصدقاء، وتعلمنا منه أن لا أحد يستطيع أن يعيش بدون الحب.
وقالت الفنانة سهير البابلي، إنها عندما قدمت مسرحية «فى بيتنا رجل» كانت صغيرة وكانت تشعر بالسعادة لأن كاتب كبير مثل إحسان عبد القدوس، قام برسم شخصية ستقوم هى بتجسيدها، وبالفعل قامت بتقديم شخصية «نوال» البطلة، فكانت من أنجح المسرحيات وعرضت فى مسرح محمد فريد، ونجحت نجاح «خرافى» لم يحدث من قبل، وكانت الشخصيات مرسومة بشكل مبدع، متابعة أن إحسان يعتبر كاتبا عظيما كله مشاعر ومواقف، فهو رجل فن وسياسة، وقلمه أيضا يشع أملا للفنانين والساسة ولكبار الكتاب، وربى أجيالا من الفن ومن الكتاب وتتلمذ شباب الجامعات على وراياته، وجسد المرأة بأسلوب مختلف وأخرج من المرأة مشاعر حقيقية لم يستطيع أحد الوصول إليها.