السيد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية أكتُب إليك رسالتى هذه وأنا مُتجرد كل التجرُد من أي موقف سياسى، ومُحايد كل الحياد فى كل آرائى، ومُقتنع كل الاقتناع بدوركم الوطنى فى الحفاظ على أمن وسلامة المصريين، ومُحترم كل الاحترام لتضحيات رجال الشرطة الأبرار، ولِتعلم يا سيادة الوزير أن مقالى هذا كاشف لمجهودكم الأمنى الذى لابد من تسليط الضوء عليه، فلستُ أدعى أننى خبير أمنى أو مُنظّر سياسى، ولكنى قبل أن أكون صحفيا مُتخصصا فى قضايا الأمن والإرهاب أعتبر نفسى واحدًا من مصريين كثر يشاهدون حجم الضغوط الأمنية ولديهم كلمات كثيرة يُرِيدُون نقلها إليك.
فى البداية أُريد أن أقول لك: لقد تعاملت عن قُرب مع وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، وأعتز جدًا بصداقتى مع اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق وعاصرته عن قُرب خلال فترة تواجده فى منصبه فى أخطر أيام شهدتها مصر، ومُتابع جيد لوزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم وأقدر دوره وجُهده فى ثورة ٣٠ يونيو، وكنت أتابع جيدًا اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية السابق، أما اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية الأسبق فكانت لدى عِدة ملاحظات سلبية على طريقه إدارته وأنا على يقين بأنه تم معالجة هذه الملاحظات ومٓحوِها نهائيًا.. لقد كنت ومازلت خلال السنوات السبع العجاف الماضية أطالب دائمًا جموع المصريين بضرورة مساندة الشرطة، لأننى أعلم حجم المُخططات الرهيبة التى تُحاك ضد مصر، وأن للشرطة دور أساسى فى التصدى لهذه المُخططات، وقوة مصر تأتى من الاستقرار الأمنى الذى يساعد على النهوض الاقتصادى ومن ثم الخروج من عنق الزجاجة والانتقال لمرحلة البناء والتشييد وتحقيق قفزات لمصر فى ظل منطقة مشتعلة بِفِعِل فاعل
سيادة الوزير: خلال الأسبوعين الماضيين حدثت معى عدة مواقف نتيجة عدد من المشاهد التى رأيتها وعاصرتها وأريد أن أنقلها لك بكل حياد ومصداقية حتى أشد على يديك أنت ورجالك وأعطيكم حقكم وأرصد للرأى العام حجم التغيير البناء الذى حدث للشرطة وحجم التأهب الأمنى والانتشار الجيد للقوات الذى شاهدته، وهى بإيجاز كالآتى:
كانت البداية خلال تواجدى فى «الغردقة» شاهدت التأمين الرائع للمطار والفنادق والمقرات الحكومية والكافيهات والانتشار الجيد لرجال الشرطة فى الشوارع الرئيسية والفرعية واليقظة الملحوظة للقوات بعدها عُدت لـ«القاهرة» لأجد اليقظة الأمنية ترتفع لأقصى درجاتها، ولاحظت تأهُبا أمنيا أمام الكنائس والبنوك والوزارات والمبانى الحكومية والمولات التجارية والأماكن السياحية والأثرية والهيئات الدبلوماسية والسفارات والمنظمات الدولية، وكمائن مُتحركة فى كل مكان، دوريات أمنية مُستمرة فى الشوارع الرئيسية طوال الـ ٢٤ ساعة بعدها ذهبت لزيارة قصيرة لـ«المحلة الكبرى» عبر الطريق الزراعى، ومررت على عدد من الارتكازات الأمنية ونقاط التفتيش الشرطية المتواجدة بين المدن فى طريقى من القاهرة وقليوب وقها وطوخ ثم قويسنا وشبين الكوم ثم طنطا وصولًا للمحلة، فقلت لنفسى: «الحمد لله».
فى آخر يوم لنهاية ترخيص سيارتى يوم ٢٠ ديسمبر الماضى ذهبت لمرور بين السرايات لتجديد الترخيص، وكنت قد عقدت العزم على الذهاب بدون طلب أى واسطة من أى ضابط لقياس مدى الانضباط والحياد وسهولة الإجراءات، دخلت المرور ووجدت احتياطات أمنية كالعادة وشاهدت لافتات كثيرة مكتوبا عليها «الراشى والمرتشى فى النار»، ولاحظت تغيير وجوه كثيرة من الضباط وأمناء الشرطة حتى لا يتم تشكيل إمبراطوريات للفساد، ووجدت تطورا هائلا فى التعامل مع المواطنين وتحديث وميكنة الإجراءات وخلال وقت بسيط جدًا أخذت الرخصة وفى المساء ذهبت لمقابلة صديقى «عبدالرحمن الشريف» وهو محام متخصص فى الجنايات، وبالطبع دار بيننا حوار عن الأمن وقال لى: «أنا مِثلك أُشيد بالأمن وأقول إن علاقة الأمن بالمحامين أصبحت على ما يرام بالمقارنة بالسنوات السابقة وأرى ذلك فى التعامل فى أقسام الشرطة وخلال تواجدنا فى المحاكم، وأيضًا هناك دور كبير للشرطة فى تأمين المحاكم والمتهمين الذين يتم عرضهم على النيابة ولابد من إبراز هذا الدور مع التركيز على نجاحهم فى البحث الجنائى وتنفيذ الأحكام».
السيد وزير الداخلية: أمامكم مهمة ثقيلة خلال بداية العام وطوال شهر يناير من تأمين احتفالات رأس السنة إلى تأمين مباريات الدورى إلى رفع درجة التأهب الأمنى لتأمين الكنائس خلال احتفالات الإخوة الأقباط بعيد الميلاد فى ٧ يناير وتأمين المشروعات الكبرى ومحاربة عصابات تهريب المخدرات، وبعد استعادة الشرطة لقوتها وتحقيقها لنجاحات كبرى فى تتبع التنظيمات الإرهابية التابعة للإخوان وتم القضاء على جميعها ومنها أنصار بيت المقدس وأجناد مصر والمقاومة الشعبية وكتائب حلوان وغيرهم ولم يتبق سوى بعض العناصر الفارة من «حركة حسم» الإخوانية التى يحركها قيادات الإخوان المقيمون فى تركيا طبقًا لنص تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، وقد توصل جهاز الأمن الوطنى لجميع خيوط تنظيم «حركة حسم» وتم غلق منابع التمويل ورسالتى لك هى: اقض على «حركة حسم» نهائيًا، نريد باقى عناصر «حركة حسم» جُثثًا أو أحياءً ليتم تقديمهم للعدالة والقصاص منهم، فرجالك المخلصون قادرون على استئصال هذا التنظيم الإجرامى الإخوانى، وحققوا نجاحات ملحوظة فى الضربات الاستباقية لعناصر هذا التنظيم أعانك الله وسدد خُطاك.