الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

فيروز السينما

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتواجد الأطفال بالأعمال الإعلامية، والدرامية السمعية والبصرية، وعلى رأسها ما نشاهده يتكرر يوميا «الإعلانات» بين أن يكونوا أبطالها، حين يكون موضوعها عنهم، أو عابرين بمشهد العائلة، وفى الشوارع وبمدن الألعاب وغيرها، الأطفال الممثلون المؤدون لأدوار فى المسلسلات المسموعة والتليفزيونية، أوعبر فنى المسرح والسينما، مُلفتون للانتباه كونهم موهوبين ومالكى قدرات فنية تضعهم فى مصاف الممثلين الكبار (سنًا ونجومية)، إذ إنهم يشاركونهم ظروف العمل زمانا ومكانا، حتى لو سلمنا بكم حجم أدوارهم فى تلك الأعمال، فلا مفر من القول إنهم يمارسون لعبة الفن بكل ما فيها، يقفون أمام «المايك»، أو تحاصرهم الكاميرات، أو يقفون فى مواجهة الجمهور مباشرة، يتلقون ردود أفعاله، ويتأكد كل ذلك وهم يلعبون أدوار البطولة، ومن ذلك نماذج لطفولة ممثلين اشتهروا عربيا وعالميا. 
وكنت استرجعت مع عضوة مجلس إدارة جمعية «أبناء فنانى مصر» النشطة إيمان ابنة الفنان الراحل محمد شوقى أثناء متابعتى لعروض ملتقى أفلام أطفال السينما المصرية (26: 30 ديسمبر 2018) بسينما الهناجر - الأوبرا، ذكريات لمن ظل حضورهم «أطفالا» على شاشة السينما المصرية ومتابعيها من الجمهور العربى، «إيمان» المتابعة بحرص واهتمام سيرة أطفال السينما، منهم من بدأوا أطفالا (دينا عبدالله، والراحل ماهر عصام، وسليمان الجندى، وهدى هانى، إكرام عزو) وواصلوا مشوارهم كبارا، لكنها ترى أن أيقونة الحضور الجاذب والأكثر أعمالا، ومن بدت كممثلة ونجمة معجزة فى قدراتها الفنية كطفلة هى «فيروز»، وكنا خرجنا فى استراحة بين العروض نراجع أداءها رفقة من تقاسمت معه البطولة، الفنان أنور وجدى فى فيلم «ياسمين» 1950م، وقد علقت إيمان أن قيامها بالتمثيل والغناء والرقص يتطلب جهدا فائقا لطفلة فى سنها، والمتفرج على «ياسمين» بالفيلم يلحظ سلاسة أداءها والألفة مع الكاميرا، عدا عن قدراتها الصوتية إلقاءً ومخارج حروف متمازجة مع تعابيرها بمشاعر مختلفة مرت بها، وهى تؤدى شخصية مليئة بالمعاناة حتى وهى المرحة باعثة البهجة، هى تنقل واقع طفلة تفقد أهلها وتمر بتجربة مُشقية ضائعة بين ملجأ، وشوارع يؤُمها المجرمون الذين يتصيدون أطفال الشوارع ويحيلونهم إلى عصابات نهب ونصب، ولا يراعون فيهم براءة الطفولة التى جنت عليها ظروف المعيشة الضنكة، وفقد الرعاية واحتضان الأهل، ولا تبرز طاقة الفنانة الصغيرة «فيروز» الاستعراضية الغنائية التمثيلية فى فيلم واحد، بل مع تلاحق أعمالها (ذهب، فيروز هانم، عصافير الجنة...)، وتنجح فى إقناع جمهورها بأدائها المبهر، بل ويساهم حضورها فى تحقيق إيرادات عالية بشباك التذاكر وقتها، وكونها من جيل شهدت فيه السينما قوة تأثيرها ومفعولها كمًا، ومناخها الذى عرف فيه الالتزام وحس المسئولية للعاملين بقطاعها، وهى تربت فى هذا المناخ وتعلمت فيه، ولذلك جرى تكريم اسمها وحضورها، الممثلة الطفلة، «فيروز السينما» فى تاريخ السينما المصرية كأيقونة بارزة وناجحة فى مشوار قطعته بدأب واجتهاد، وهى الطفلة التى شاركها نجوم كبار وقتها ومخرجين رأووا فيها مستقبل فنانة تستحق الدفع والتشجيع، أسرة فيروز، التى غادرت روحها للرفيق الأعلى فى 30 يناير 2016 تسلمت التكريم المستحق فى ثانى لقاء سنوى لجمعية أبناء فنانى مصر يحتفى بأطفال السينما. 
الأطفال فى السينما نماذج قليلة منهم من حقق الشهرة وبقى بالذاكرة عند جمهورها مما يدلل على صعوبة المهمة الفنية فى إيجاد صدى لها، ومن تلك النماذج الطفل الذى علق بالذاكرة وهو يمثل لأول مرة فى الفيلم العالمى «عمر المختار» الذى أخرجه الراحل مصطفى العقاد، وأنتجته ليبيا 1980م، يبرز الطفل «إيهاب الورفلى» وهو الممثل بدور «على» ذو الست سنوات فى مشاهد عدة ظلت عالقة بذاكرة من شاهدوه محليا وعالميا، طفلا فى زاوية تحفيظ القرآن، ثم مُلاحقا ووالدته، وقد زُج بهما فى جحيم المعتقلات التى ستضحى بنفسها وتنجح وهى تنقذه عند اقتراب المدرعة الإيطالية منه، كما يظهر حاملا نظارة شيخ الشهداء عقب إعدامه فى المشاهد الأخيرة للفيلم، محملا بدلالات كثيرة، ومنها حمله رسالة الجهاد والتضحية من أجل الوطن، هذا الممثل الطفل القادم من شرق ليبيا حظى بانتباهٍ لبراعة موهبته وأدائه التعبيرى، وهو ضمن قائمة أبطال الفيلم ونجومه العالميين وعلى رأسهم أنتونى كوين، وأوليفر ريد، وإيرين باباس من لعبت دور جدته.
ويبقى السؤال الذى يطرح نفسه حول الأطفال الموهوبين الذين يظهرون فى أعمال الدراما فى مختلف فنونها فى يومنا هذا، وكيف نوليهم عناية واهتماما قبل أن نعزز فيهم أن يخرجوا نجوم شباك تذاكر؟ نراعى توعيتهم بمهمة الفنان ورسالة الفن، وقدرتها على التأثير.