الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "55".. حديث العقول عن البِطانة والدستور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الواقع الأسبوع الماضي كان مليئا بالأخبار، بدءا من «هوجة» «الفستان والبِطانة» وصولا إلى حظر بيع الطيور الحية، والمسلسل الذي لا ينتهي الحديث فيه عن تنقية بطاقات التموين، قل معي «آمين» قبل أن اقرأ «الفاتحة»، فهل لو قرأتها كما كتبوها هم ستكون لديك القدرة على رفض «التأمين»؟ أتظن أن هناك حدثا عفويا يقع تنشغل به وسائل الإعلام؟، أتظن أن «سيدة البطانة» تتصرف هكذا من تلقاء نفسها؟ إلى الدرجة التي تجعل البطانة تكتب عن «البطانة» مانشيتات، أتظن أن هذا الصحفي الألمعي الذي ظهر فجأة وأصبح صاحب برنامج، كل ذلك كان موهبته وراءه؟ ضع كل هذا في حسبانك وبعيد عن حديث «الترندات»، تعالى نذهب سويا إلى الملف الأهم، نناقشه بعقل ومنطق في فسحة من الوقت دون أن نكون مضطرين لذلك.. نناقشه دون تحيز لوجهة نظر البطانة، ودون معارضة غوغائية، فهذا وذاك يتبنيان الأمر مقابل أجر، «دون مسحة من وطنية»، البشائر تؤكد أننا نتجه نحو تعديل الدستور أو بالأحرى تعديل فترة الرئاسة، وحتى يكون الأمر أوضح، هب أننا لم نعدل الدستور، وانتهت فترة الرئيس، من سيأتي؟ الذين يتحدثون عن مرشح مدني، أين هي الأحزاب التي ستفرز مرشحا مدنيا قادرا على أن يقود مصر في هذه الظروف؟، حتى لو هبت بعض الأحزاب من نعاسها فجأة في ظل هذه الظروف الصعبة مصادر تمويلها ستكون من أين؟ ومن المؤكد أن بعضها سيكون ستارا لأيادٍ خفية ستستغل الأمر لتلعب لصالحها من جديد في مصر، ربما لم يعجبك هذا المنحى من الكلام، فتعالى معي إلى منحى آخر، هل تظن أن رئيسا آخر سيأتى لك فيعود الدولار إلى الخمسة جنيهات أو أن سعر لتر البنزين سيعود إلى 90 قرشا؟ هل في مخيلتك أن الخطوات الصعبة التي تم اتخاذها على طريق الإصلاح سيتجرأ كائن أيا ما كان ويأخذ خطوة واحدة للوراء ويتحمل فاتورة باهظة إرضاء لرغبة غير مدروسة، في الواقع «الشيلة تقيلة» جدا إلى الدرجة التي لم تعد فيها رئاسة الجمهورية مغنما، يبقى أمامنا زاوية ثالثة وهي الأرجح في حال عدم تعديل الدستور، سيأتى رئيس جمهورية جديد صاحب خلفية عسكرية، فلما نُكلف الدولة ملايين الجنيهات إذا!، أليس من المنطق أن نبقي على الرجل لنرى إلى أين يصل بنا؟ ليأخذ فرصته كاملة حتى آخر رمق، ولنترك الحكم للشعب في النهاية، الجميع أخذ فرصته، استغلوها أم لا هذه قضية يطول النقاش فيها، في 2012 كان هناك أكثر من مرشح مدني، ثم حكم الإخوان عاما، وخلصنا من هذه التجارب إلى أن حُكم بدون قوة على الأرض «لها دعم شعبي كبير» لا معنى له، أنا لست من أبواق الحكم ولا يعرفني هذا ولا ذاك ولكني سئمت الدوران في نفس الدائرة، لذا أتحدث كمواطن يريد أن يعيش في سلام يجد عملا جيدا ويأخذ حقوقه دون إهانة، ويطمئن على أولاده وأهل بيته وهم يسيرون في الشوارع، هذه ليس حسبتي وحدي لكن عموم المصريين كذلك، الشعب المصري لا يلعب سياسة، أزمته أن تلاعبه في «لقمة العيش»، غير ذلك يستطيع أن يتكيف مع كل الأوضاع، هناك ضجر وغضب دفين من ارتفاع الأسعار، لكن هناك بصيص من أمل يداعب الناس بأن الغد أفضل، ستندهش لو قلت لك إن ما أكتبه ليس من وحي الخيال ولا رأي شخصي، لكن اعتبره استطلاع رأي فمن بين عشرة أشخاص تطرح أمامهم الموضوع كاملا برمته يخرج واحد منهم فقط يقول لا، لا أخفي أن التسعة الباقيين يشتكون ويشكون من إجراءات الإصلاح الاقتصادي لكن في النهاية هم يريدون الرجل أن يبقى على طريقة المصريين الشهيرة «لما نشوف آخرتها معاه».
يبقى أن أؤكد أنني لا أتبنى وجهة النظر هذه ولكن الواقع يفرض علينا الأخذ بها، فآفتنا فينا أننا دائما ليس لدينا بدائل، هو اختيار وحيد لنا، ومع ذلك لدينا إصرار كبير في إضاعة الوقت في الاقتراع، في تاريخنا كله لم يكن هناك قوى للمعارضة على أرض الواقع، وحدهم الإخوان كانوا طيلة تاريخهم يلعبون مع الدولة لعبة «القط والفأر»، وهذه المرة أكلهم «القط» وما تبقى منهم سيعيش في الجحور طويلا قبل أن يفكر في إعادة الكرة مرة أخرى، أحمل إليكم من الصراحة ما سيجعل البعض ينتقدني هو حر في رأيه، لكن لا بد أن نعايش الواقع بعيدا عن المحفزات الخداعة والشعارات المطاطية، لا تحملوا شعب «الفول والطعمية» فوق طاقته، ستدفعونه للخروج مرغما كما حدث لكنه سرعان ما سيعود لمن يستطيع أن يقود.. فاعقلوها.