أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، أن لبنان هو الخاسر الأكبر جراء التأخير في تشكيل الحكومة الجديدة على مدى 7 أشهر حتى الآن، مشددا على الحاجة لإنجاز التأليف الحكومي حتى يمكن التوجه بسرعة نحو معالجة الأزمات الملحة التي تشهدها البلاد.
جاء ذلك خلال تصريحات صحفية أدلى بها السنيورة عقب مشاركته في جلسة المجلس الشرعي الأعلى بدار الفتوى، برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان.
وقال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق: "لا أريد أن أدخل في مجريات الأمور التي مرت علينا خلال السبعة أشهر الماضية واختلاق الذرائع والأسباب للتأخير في تشكيل الحكومة.. أنا أعتقد أن هناك حاجة لإنجاز التأليف الحكومي".. معتبرا أن هناك عملية لاختراع وابتداع مشكلات من أجل تأخير تشكيل الحكومة، وأن مثل هذه التصرفات لا يقبلها الشعب اللبناني.
وشدد على أنه ليس من مصلحة أحد "ومن بينهم من يعملون على اختلاق المشكلات" أن تستمر الأمور في لبنان بدون تشكيل حكومة.. لافتا إلى أنه كان يتطلع إلى أن يتم تشكيل حكومة مصغرة تتولى التعامل مع المشكلات ومعالجتها سريعا.
وأشار إلى أن "المجموعة" التي تتسبب في تأخير تشكيل الحكومة، لم تكن موجودة خلال الاستشارات النيابية الملزمة والتي تم على أساسها تسمية رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، كما أنها لم تكن متواجدة إبان الاستشارات التي أجراها الحريري مع الكتل النيابية والقوى السياسية لتأليف الحكومة، ومن ثم فلا مبرر لوجودها من الأصل.. في إشارة إلى تكتل النواب الستة السُنّة المتحالفين من حزب الله والذين يطلقون على أنفسهم (اللقاء التشاوري) ويرغبون في تمثيلهم وزاريا.
وأعرب فؤاد السنيورة عن أمله في إنجاز تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن، مشددا على أن حجم الأزمات والمشكلات الموجودة حاليا في لبنان، كبير للغاية ويتطلب معالجة سريعة، وإلا ستشهد البلاد "المزيد من الانحدار على أكثر من صعيد".. على حد قوله.
وكان سعد الحريري قد أُعيد تكليفه بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في 24 مايو الماضي، بمعرفة الرئيس اللبناني ميشال عون في ضوء الاستشارات التي أجريت بمجلس النواب، حيث توافقت الغالبية العظمى من الكتل النيابية والنواب على تسمية الحريري رئيسا للحكومة الجديدة التي يجري حاليا العمل على تأليفها بعد إجراء الانتخابات النيابية مؤخرا.
وتعد أزمة التمثيل الوزاري لمجموعة النواب الستة السُنّة المتحالفين مع حزب الله، العقبة الأصعب أمام عملية تشكيل الحكومة الجديدة في الوقت الراهن، وتسببت في تعطيل التأليف الحكومي لمدة قاربت الشهرين حتى الآن، خاصة بعدما أعلن حزب الله تبنيه لمطالب هؤلاء النواب في ضرورة تمثيلهم وزاريا، وأنه لن يسمح بتشكيل الحكومة الجديدة من دونهم.