رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«فيروس سي».. و100 مليون رياضة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حسنًا، الدولة تعالج المصريين من الأمراض المزمنة. فيروس الكبد، الضغط، السمنة، وهى حاله لم تحدث من قبل. الملاحظ هنا أن هناك إرادة دولة وتصميم وحساب وعقاب، ومراجعة واهتمام غير عادى، والجديد المصداقيه التى توافرت على المنظومة المنفذة للمشروع.
موقف عملى، أحد أقاربى ذهب للكشف بالقليوبية، موظفة مركز الشباب طلبت بطاقة الرقم القومى، وكتبت بنفسها البيانات، والتفتت للمواطن وسألته. اسمك على الكمبيوتر بيقول إنك غير مستحق للخدمة.وسبق لك الحصول عليها. المواطن قال لها: لم يحدث أن كشفت ولا تلقيت العلاج، قالت له اذهب إلى مستشفى كذا. واستجاب المواطن وتكرر نفس الرد نأسف ليس لك حق فى العلاج.. بدورى طرحت أسئلة على المواطن وهو أحد أقاربي، وأقسم لى بأنه لم يتلق أى علاج من الدولة، ولم يكشف لدى أى جهة حكومية، ولأنى أثق فى المواطن قلت اسأل وأتابع على الأقل لا تعرف على الحقيقة. حرصًا على نجاح المشروع، وأيضًا للوصول لإجابة عن المتسبب فى الموقف.
لى صديق د.خالد عاطف ويشغل منصب رئيس الغرفة المركزية لإنهاء قوائم الانتظار فى مبادرة الرئيس لعلاج فيروس سى اتصلت به وشرحت له المشكلة. قال لى: مش ممكن يا نهار اسود. أنا اتخضيت وشعرت بتوتر صديقى وانزعاجه وهو سلوك مختلف لم أرصد مثيل له فى عملية التعامل مع الأمور الحكومية، وقال لى انتظر اتصال بعد نصف ساعة.. تليفون أنا د.محمد حسان من فضلك إيه الموضوع حكيت القصة، وقرأت بيانات المريض من ورقة الكشف التى كتبتها الموظفة من واقع بيانات الرقم القومى للمواطن، وكان رد د.محمد حسان بالفعل الكمبيوتر بيقول إن المواطن ليس له حق، وطلب منى انتظار تليفون، وأثناء قراءتى لبيانات ورقة الكشف فضلت القراءة لبيانات المواطن من البطاقة الرسمية، وهنا حدثت المفاجأة وسبب الأزمة حيث اتضح أن بيانات المواطن المدونة على كارت الكشف والمكتوبة من طرف الموظفة غير دقيقة وخطأ، وعاد د.محمد حسان متصلًا وأبلغته بالمفاجأة، ورد انتظر، وعاد لى قائلا: للمواطن الحق فى العلاج، وبعد دقيقتين اتصل بى د.جلال عضو بفريق العمل المشرف على المبادرة وأبلغنى أن للمواطن الحق فى العلاج حيث لم يسبق له العلاج.
القصة فى مضمونها أن هناك اهتمامًا واحترامًا وانضباطًا غير عادى بشأن مبادرات الدولة ككل، وفى كل أنواع العمل والتنمية والحلول التى تطلقها لمشاكلنا المزمنة، ولا أبالغ إذ قلت إن مصداقية النظام الآن. أصبحت عنوانًا للتعامل بين المواطن وكل الجهات بالدولة، ولأنه نهج جديد لم نتعود عليه قد يظهر وسط تلك الحالة ما يبطئ النتائج مؤقتًا.
سرعة الرد والتفاعل من جانب قيادات حملة «100 مليون» حدث بالنسبة لى، ومفاجأة، وتأكيدًا على أن البلد بتتغير، وإن هناك إصرارًا على احترام المواطن وتقديره وتسهيل حياته. الناس وأنا بشكرهم قالوا لى: «دع عملنا وشغلنا، ولو فيه مشكله أبلغنا ووجدت نفسى أتلقى الشكر منهم، هو إيه اللى بيحصل إيه التعامل المحترم ده، هو إحنا فى مصر».
الرئيس السيسى لم يكتف بعلاج من افترسهم المرض مسببًا للمرضى والأسرة الكثير من المشاكل النفسية والمالية، وأيضًا الدولة بفقدها عناصر القوة كموارد بشرية مطلوبة لاستكمال تنفيذ خطط التنمية بل اتجه إلى تجفيف مصادر الأمراض بإطلاق دعوة لـ«100 مليون رياضة» فرض على كل المصريين ممارسة الرياضة وشدد على إجبار التلاميذ بالمدارس، وقرار د.طارق شوفى وزير التعليم على أن تكون مادة التربية الرياضية لها درجات بالمجموع.
علاج المشاكل من الجذور سياسية، أو اقتصادية أو غيرهما، وحتى الأمراض.أعتقد أنه إيمان بضرورة وقف العلاج بالمسكنات والتدخل الجراحى لإتمام الشفاء حتى لا يعاود المرض. دى سياسة الدولة المصرية الآن، وهى تقلل النفقات وتختصر الوقت وتعالج المشاكل علاجًا جذريًا. الدولة وأعتقد أن مصداقية الحكومة والدولة زادت بين المواطنين بصرف النظر على أن هناك من يتألم من الصراحة والشفافية والحسم نتيجة التغير فى نوع الإدارة وفرض الحلول.
أنا أشفق على وزير الشباب والرياضة د.أشرف صبحى، ود.طارق شوقى وزير التعليم، ود.خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى على المطلوب منهم بشأن حملة 100 مليون رياضة يعنى ما هى الخطط، والبرامج، ومن هم القيادات التى تشرف على التنفيذ، وما هى آليات المتابعة، وأعتقد أن صبحى الحاصل على التفويض من الوزيرين سيتحمل أمامنا النصيب الأكبر من الجهد فى تنفيذ تلك البرامج.
وعلى وزير الشباب أن يعلم بأن الرياضة فى المدارس هشة وموسمية، ولا تلقى أدنى اهتمام فى ظل الدروس والأهم أن يعلم أيضًا عدم وجود ملاعب كافية لممارسة الأنشطة الرياضية، ويعلم أن مراكز الشباب وملاعبها وتجهيزاتها هى رأس الحربة فى تنفيذ فكر السيسى، ويدرك أن الرئيس عندما يطلق برنامجًا يملك مقومات النجاح، وهو غير متسامح مع من يتقاعس.
صبحى فى اختبار هو يدرك أن صحة المواطن فى خطر، وأن السيسى فخخ الأفكار الميئوس منها وحرق خطط فى الرياضة أوصلتنا لما نحن فيه من أمراض أو أزمات مزمنة، وأن عليه مسئولية وطنية أن ينجح فى ترجمة حلم رئيس فى صناعة دولة فتية وقوية مواردها الأساسية «مواطن خال من الأمراض بشكل عام».