الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اللغة العربية بين التكريم والتهميش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يَعْرِف كثير من المهتمين باللغات عامة وباللغة العربية خاصة أن الجمعية العامة للأمم المتحدة حدَّدت الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يومًا عالميًّا للغة العربية بعد أن أصدرت قرارًا يوجب إدخالها ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة، وجاء ذلك بعد طلب قدمته كل من المملكة العربية السعودية والمغرب، ومنذ ذلك الحين ويحتفل العالم بهذه الذكرى تمجيدًا وتقديرًا للغة الضاد.
ولكن السؤال الذي يتبادر إلى كثير من الأذهان: هل تحتاج اللغة العربية إلى تكريم أو مدح أو إشادة أم أنها غنية عن مدح المادحين وأكبر من أن ينال منها المغرضون؟
إن هذه اللغة التي يتكلم بها أكثر من رُبع سكان الكرة الأرضية هي لغة تاريخ، وعلوم، وثقافة.. إلخ، اختارها المولى عز وجل لتكون لغة آخر كُتبه، فهي لغة القرآن الكريم المُنزّل على آخر رسله صلى الله عليه وسلم، ومدحها الله عز وجل قائلا: {بلسان عربي مبين}، وحفظ كتابه من التحريف فقال: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. فاللغة العربية إذن لا خوفٌ عليها من الضياع بعد تعهد الله بحفظ كتابه، لكن الخوف على أبنائها من النافرين منها والفارين إلى غيرها من اللغات، فتجد بعضنا يتفوه بمصطلحات أعجمية ويقحمها في حديثه أو كتاباته ليظهر مواكبته للعصر، وما ذلك إلا لشعور بالنقص والدونية، فاللغة العربية غنية بالألفاظ والمعاني، ولا تكاد لغة على ظهر الأرض تستطيع أن تضاهيها في القوة والبلاغة والبيان.
إننا بلا شك نسعد باحتفاء العالم بلغتنا العريقة التي أثبتت أنها أثرى لغة في العالم من حيث المفردات والمعاني وجزالة الألفاظ، لكن انسلاخ أبناء العربية من لغتهم يشعل نار الغيرة في قلوبنا، فكيف يفتخر ويعتز كل قوم بلغتهم، ولا يرضون عنها بديلا بينما نحن نحاول البحث عن لغة أخرى لمواكبة العصر، فنذهب للإنجليزية باعتبارها لغة العلم، والفرنسية على أنها لغة الإتيكيت، والصينية على أنها لغة التجارة، ونسينا أو تناسينا أن العربية لغة كل ما سبق!