السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"نخبة" أتلفها الهوى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
.. لم أعد أستمع لبعض المحسوبين على «النخبة» أو الذين يصفون أنفسهم بأنهم «مثقفين»، لم أعد أطيق تصريحاتهم ولا أحاديثهم ولا تنظيرهم ولا كلامهم الفارغ، مثل هؤلاء لم أعد أثق فيهم بعد أن اعتادوا على التصريح بأى «كلام فاضى» والتحدُث بـ «جُمل عفا عليها الزمن» وبـ كلمات تهدف للترويج لـ «بضاعة أتلفها الهوى»، هواهم الشخصى وأهواؤهم الذاتية بعيدة عن هوى ومصلحة الوطن.. بصراحة: لدى قائمة طويلة من بعض المحسوبين على «النخبة» الذين انكشفوا على حقيقتهم أمامى، لدرجة أننى أصبحت على يقين- لا يشوبه أدنى شك- بأن بعضهم لا يقول الحقيقة، رغم أن الحقيقة واضحة وضوح الشمس أمامنا جميعًا.
.. السؤال: لماذا لا يقول بعض المحسوبين على «النخبة» الحقيقة؟ لماذا اختاروا طريق الوقوف على الحياد فى الوقت الذى تحارب فيه الدولة إرهابا عنيفا ممولا ومدعما من الخارج؟ لماذا لا ينحازون للدولة التى أثق بأنها تسير فى الطريق الصحيح؟ وَقُلْت لنفسى: ألم يدركوا أن الحزب الوطنى رحل وغابت الشمس عن رجاله وفساده؟ ألم يُدركوا أن عصر الإخوان ذهب مع الريح دون رجعة وانتهى زمن تجارتهم بالدين؟ ألم يُدركوا أننا منذ ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ونحن نبنى مجتمعا جديدا، نبنى على أسس جديدة ونظيفة فى اتجاهين متوازيين هما: يد تبنى ويد تحارب، «يد» تبنى- بـ تجرُد- فى كل مكان، إنشاءات ومشروعات كبرى وطرق وكبارى وإسكان للغلابة ومدن جديدة ومحطات كهرباء ومزارع سمكية وعمليات إصلاح حقيقية وشاملة للاقتصاد المترهل منذ سنوات تعدت الأربعين عامًا، و«يد» تتصدى للإرهاب وتُطهر سيناء من الخونة الإرهابيين وتسهر لحماية الوطن من غدر الإخوان المتحالفين من تركيا وقطر.
.. لهذا أقول: لم يعد لدينا وقت للتنظير، لم يعد لدينا طاقة للكلام، فقد انتهى وقت الكلام، لم نعد قادرين على الدخول فى جدل سوفسطائى غير مفيد، فجهدنا الآن موجه للبناء والعمل والحرب على الإرهاب فقط، لذلك فإن بضاعة بعض المحسوبين على النخبة أصبحت «بضاعة قديمة»، بضاعة أتلفها الهوى، هواهم المريض، غرضهم غير الشريف، هدفهم الذاتى، فهم يغمضون أعينهم عن نصف الكوب الممتلئ، لا يقفون أمام الإنجازات الحقيقية التى حققها الرئيس السيسى فى خمس سنوات، والأرقام الرسمية التى تُنصف مصر والصادرة عن جهات دولية لا تكذب، ولَم يجرؤ أحد من «النخبة» على ذكرها ويتنصلون منها، ولذلك سأذكرها من باب التفاؤل، فمثلًا: «صندوق النقد الدولى» أكد أن مصر الأسرع نموًا فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و«المنتدى الاقتصادى العالمى» ذكر أن هناك تحسنا فى تنافسية الاقتصاد المصرى بمقدار (٦) مراكز مقارنة بالعام الماضى، وأكدت «فوربس» أن مصر تنفذ أكبر مجمع محطات طاقة شمسية بالعالم فى أسوان، وأكد «البنك الدولى» أن هناك تحسنا فى ترتيب مصر بتقرير سهولة ممارسة الأعمال بمقدار (٨) مراكز مقارنة بالعام الماضى، وموقع Trip-Advisor السياحى العالمى أكد أن الغردقة ضمن أفضل (٢٥) مدينة يُنصح بزيارتها، وذكر تقرير الاستثمار العالمى UNCTAD أن مصر الأكثر جاذبية للاستثمار الأجنبى بأفريقيا فى ٢٠١٨
.. كما أن مؤشرات الاقتصاد لعام ٢٠١٨ فى مجملها إيجابية مثل وصول معدلات البطالة إلى ٩٬٩ ٪، والاحتياطى النقدى وصل ٤٤٬٥ مليار دولار، وارتفعت عائدات قناة السويس إلى ٥٫٧ مليار دولار، وعجز الموازنة وصل ٩٫٨ ٪، ووصلت حصيلة الصادرات البترولية إلى ٨٫٨ مليار دولار وحصيلة الصادرات غير البترولية وصلت ١٧٫١ مليار دولار وزادت تحويلات المصريين بالخارج إلى ٢٦٫٤ مليار دولار، ولأول مرة يصل معدل النمو الاقتصادى إلى ٥٫٣ ٪، والإيرادات السياحية وصلت ٩٫٨ مليار دولار.. كلها أرقام رسمية تدعونا للتفاؤل والثقة فى قدراتنا والثقة فى قياداتنا.
.. فى الوقت نفسه نجد بعض المنتمين لـ«النخبة» مازالوا غير قادرين على مُسايرتنا فى نظرتنا نحو البناء للمستقبل وتحقيق التنمية للأجيال القادمة، ومازالوا يتحدثون عن الماضى ولا يملون من الحديث عن الماضى صباحًا ومساء، يكتبون عن أحداث ٢٥ يناير ويقولون، إنها لم تحكم وتم اختطافها وتم شيطنتها لكى يتم وصفها بالمؤامرة، يقولون إن الحريات مُهدرة وهناك تضييق على الأحزاب السياسية، آراؤهم هى هى منذ السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، لم يتغيروا رغم أن المجتمع تغير وتبدل وأصبحت مشكلتنا الأولى هى محاربة الإرهاب والتصدى للإرهابيين لحماية مصرنا الحبيبة، لكن أفكارهم مازالت «دقة قديمة»، حينما نحدثهم عن المخاطر التى تواجهها الدولة يحدثونك عن ارتفاع سعر كيلو البطاطس، حينما تقول لهم إن العالم كله يقف على مفترق طرق والتحالفات الطاحنة بين الدول الكبرى تأكل الدول الصغرى ولابد من الحرص على الوطن يقولون لك، نحن نطالب بضرورة تعديل قانون التظاهر، حينما تحشد القوى الوطنية وتشد من أزرها لكى تقف مع الدولة لإنجاح المشروعات القومية الكبرى لكى تنشأ مجتمعات جديدة تستقطب الزيادة السكانية الهائلة يقولون لك لابد من توقف المشروعات القومية الكبرى مؤقتًا، وخاصة مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، لأنها التهمت ميزانية الدولة وهم يجهلون كل شيء عن العاصمة الإدارية الجديدة، بداية من عدم تحمل الدولة أى مبالغ مالية باعتراف وزارة المالية التى أكدت فى بيان رسمى أن العاصمة الإدارية خارج الموازنة العامة للدولة ويجهلون أيضًا أن العاصمة الإدارية بها مساكن لمحدودى الدخل ومساكن اقتصادية ومساكن للاستثمار، إضافة إلى منطقة صناعية ومنطقة استثمارية.. فهل سيأتى اليوم الذى نجد فيه بعضا من المحسوبين على «النخبة» يقفون مع الدولة فى خندق واحد للتصدى للمخاطر والتهديدات غير المسبوقة؟ أم أنهم سيظلون عبئًا على المجتمع؟ دعونا ننتظر!!.