أكد عدد كبير من الناشرين المشاركين في معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي ستنطلق فعالياته بعد غد الأربعاء، أنهم لا يخشون إثارة الإخوان للقلاقل والمشكلات خلال المعرض لأن التنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وأبدى الغالبية العظمى من الناشرين تحديهم لإرهاب الجماعة مؤكدين على تواجدهم بقوة للوقوف ضد "الإرهابية" مشيرين إلي أنهم فقدوا القدرة على الحشد وأصبح تأثيرهم في الشارع المصري ضعيفا للغاية.
من جانبه قال الناشر مصطفى الشيخ مدير دار آفاق للنشر والتوزيع أنني ليس قلقا من الإخوان على الإطلاق ولن يؤثروا على سير فعاليات معرض الكتاب هذا العام؛ لأنهم فقدوا القدرة على الحشد وأصبح تأثيرهم في الشارع المصري ضعيفا للغاية؛ حيث أصبح الشعب واعيا تماما لحيلهم وألاعيبهم ولن يخدع فيهم مرة أخرى.
وأضاف "الشيخ": كان من باب أولى أن يحشد الإخوان مؤيديهم بعد عزل مرسي فأنا أرى أن عزله عندهم أهم من الاحتفال بذكرى ثورة يناير؛ رغم توقع حدوث مناوشات منهم وهذا قد يكون واردًا بعد الاستفتاء على الدستور الذي جاءت نتيجته غير مرضية لهم.
واكد على أنه "يثق في الإجراءات التي اتخذها الجيش والشرطة حيالها والتصدي لها".
بينما أكد شريف جوزيف رزق المشرف على دار التنوير للنشر والتوزيع أن الدار ستشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب بـ42 عنوانا جديدا في الإبداع والنقد الأدبي والفلسفة والعلوم الطبيعية والإنسانية والروايات مثل "جبل الزمرد" للكاتبة منصورة عزالدين، و"كتاب الأمان" لياسر عبدالحافظ.
وأكد شريف: ان "الدار تعني بنشر الكتب الفلسفية والكتابات العلمية إيمانا بدورها التنويري ومساهمة في ارتقاء الوعي ومن الكتب التي ستشارك في المعرض "الفلسفة في الحاضر" لـ"سلافوي جيجيت وآلان باديو"، وكتاب "التصميم العظيم" لـ"ستيفن هوكنج"، الذي يعرض أحدث نظريات الفيزياء في كتاب ملون بالكامل ثم يطرح أسئلة من نوعية "ما هو الكون؟" ويتكلم عن النظريات القائلة بتعدد الأكوان وميكانيكا الكم ويتناول بعض الأسئلة الفلسفية من خلال النظريات العلمية، ويتساءل: هل يمكن للعلم أن يثري الفلسفة أو يأخذ مكانها في الإجابة على بعض الأسئلة؟، وأما كتاب "سحر الواقع" لـ"ريتشارد دوكنز" فإنه يطرح أسئلة علمية عن ماهية الإنسان الأول وقوس قزح وبعض الظواهر الطبيعية الأخرى، ويقدم الإجابات عليها من خلال ما ذكر عنها من أساطير، ثم يقدم التفسير العلمي، ومن هنا يؤكد على أن الإجابة العلمية تتسم بالجمال والسحر بطريقة تضاهي الأساطير بل وتتفوق عليها.
وأضاف: تقدم دار التنوير ضمن اصداراتها في المعرض أول رواية مصورة مترجمة عن الإنجليزية بعنوان "فلسطين" وهي من تأليف الكاتب الأمريكي "جوزاكو" وتقديم المفكر "إدوارد سعيد"، والرواية المصورة عمل فني يتكئ فيه المؤلف على الصور بجوار النص بحيث تكون الصورة جزءًا من العمل الإبداعي.
وعن أهم المشاكل التي واجهت دار التنوير بالمعرض في الدورات السابقة قال شريف: قابلنا عدة مشاكل مثل نقص الخدمات والنظافة وعدم الرؤية وسوء التنظيم ونتمنى ألا يتكرر هذا الوضع في الدورة الحالية.
بينما صرح الناشر ياسر رمضان مدير دار "كنوز" للنشر والتوزيع، أنه ليس قلقًا من أن يقوم الإخوان بأي عمل إرهابي أو اجرامي خلال معرض الكتاب؛ رغم تزامن فعاليات المعرض مع الاحتفال بثورة يناير التي يتخوف البعض من أن يستغلها الإخوان في بعض التظاهرات التي قد تمنع توافد الزائرين على المعرض.
وأضاف "رمضان"، أنه على ثقة كبيرة في ما سيقوم به الجيش والشرطة في تأمين المعرض وأخذ التدابير والاحتياطات اللازمة للتصدي لأي محاوله إخوانية هدفها إثاررة الشغب في ذكري الاحتفال بثورة 25 يناير خاصة أن تنظيم الإخوان بات يعاني من سكرات الموت ولن يستطيع بأي حال من الأحوال أن يكون حجر عثرة في طريق المبدعين لأداء رسالتهم.
في حين أكد حازم عبدالستار مدير التسويق والمعارض الخارجية أنه غير متخوف من أن يقوم الإخوان في ذكرى ثورة يناير بأي عمل إجرامي أو إرهابي قد يؤثر على فعاليات معرض الكتاب هذا العام.
وأضاف "عبدالستار" أن تنظيم الإخوان قد انتهى، وأنه فشل في الحشد في الأزهر وفي الجامعة وأصبح التنظيم على وشك الانهيار، وخاصة بعد استفتاء المصريين الشرفاء على دستور 2014، وحصوله على نعم الساحقة، التي كانت بمثابة آخر مسمار يدق في نعش الإخوان، وأكمل "عبد الستار" أنه يتوقع إقبالًا جماهيريًا لا نظير له هذا العام على معرض الكتاب.
أما محمد البعلي المشرف على دار "صفصافة" للنشر والتوزيع فأكد أن الدار ستشارك هذا العام بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والأربعين بإصداراتها جميعًا ومنها خمسة عناوين جديدة أهمها كتاب "حرية الإرادة" لـ "إيراثموس" والذي هو محاورة بين مؤلفه المذكور وبين المصلح الديني مارتن لوثر مؤسس المذهب البروتستانتي، وهذا الكتاب هو الأول في سلسلة تعنى بنشر وإعادة نشر كتب الفكر والآداب والفلسفة الكلاسيكية في أوروبا.
وقال البعلي: تقدم الدار في المعرض مجموعة منوعة من الكتب الإبداعية حديثة الإصدار مثل كتاب "أشياء تختفي" وهو مجموعة قصص مترجمة عن الألمانية للكاتبة جيني أرنديت، ورواية "هذه الزهرة البراقة" للكاتب الألماني ستيفان مولر، ورواية "رحلات ابن البيطار" لعلي بريشة، والكتاب الساخر "جومابيل زهدي" للصحفي إيهاب البدوي، والرواية الإيرانية المصورة "فردوس الزهراء" وهي مترجمة عن الإنجليزية.
وعن أهم المشكلات التي واجهت صفصافة في الدورات السابقة للمعرض قال: "قابلتنا مشكلة اهتمام الجمهور العالي بالسياسة ما صرف الأنظار نسبيًا عن الكتب الإبداعية، وأيضًا ظروف البلد التي جعلت الناس تحجم عن زيارة المعرض بعض الشيء".
في حين قال الناشر رضا عوض مدير دار "رؤيةط للنشر والتوزيع: إنني لست متخوفا من أن يعرقل الإخوان سير معرض الكتاب هذه الدورة لأنني أرى أن معرض الكتاب ملك المواطن المصري الحقيقي الغيور على هذا الوطن والباحث عن استقرار البلد وأمانه وتحرره من الطغيان والفساد.
وأشار إلى أنه يجب على كل مواطن غيور وحريص على هذا الوطن أن يدافع عن حرية الثقافة ويحاول المساهمة في إنجاح معرض القاهرة الدولي للكتاب نظرا لقيمته التاريخية ودور مصر الرائد في النهضة الثقافية العربية.
وناشد عوض جميع المصريين الشرفاء الحريصين على استقرار البلد الذين يؤمنون بثقافة الاختلاف أن يحافظوا على إنجاح دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام لتقديم صورة مشرفة للعالم إيذانا بنهضة ثقافية جديدة بعد محاربة الطغيان والفساد والاستبداد.
وقال: إن من يقف أو يحاول عرقلة معرض القاهرة الدولي للكتاب لا يستحق أن يكون مواطنا مصريا.
