من الأدوار المنتظرة من قبل الجامعات الخاصة التى تعمل جنبًا إلى جنب الجامعات الحكومية والمعاهد العليا أن يكون لها دور متميز يساهم فى حل أزمات المجتمع وقضايا التعليم العالى، وليس فقط مجرد إعطاء شهادات تعليمية يحصل عليها الطلاب، ولكن لا بد أن يكون للجامعات الخاصة العاملة فى البلاد منذ ما يقارب ربع قرن حتى الآن، دور علمى واقتصادى وثقافى واجتماعى يعود بالنفع على المجتمع كله بجانب طلاب جامعة أنفسهم. ومن أجل هذا قامت الجامعة البريطانية فى مصر بافتتاح مركز النانو تكنولوجى للأبحاث العلمية المتقدمة، بحضور الدكتور فاروق الباز العالم الكبير فى وكالة ناسا الفضائية الأمريكية وعدد من الشخصيات العامة الحريصة على خدمة المجتمع وتقدمه فى كل المجالات.
والجامعة البريطانية بالقاهرة تُعد نموذجًا متميزًا للجامعات الخاصة التى تحرص على تقديم المهارات اللازمة للطلاب وتُعد «بعد المركز الذى تأسس فى مدينة زويل» أول جامعة خاصة فى مصر تؤسس مركز بحثى فى مجال النانو تكنولوجى وتطبيقاته، وهى مبادرة جميلة وإنجاز لم يسبق له مثيل من قبل فى الجامعات الخاصة الأخرى تم من خلالها فتح معامل مركز النانو تكنولوجى لجميع الباحثين المصريين لإجراء تجاربهم البحثية التى تساهم فى حل المشكلات بالقطاعات الحيوية والمهمة مثل أبحاث المياه والزراعة والطاقة حيث يحتوى المركز على ٨ معامل متخصصة فى مرحلته الأولى، وهى معامل تصنيع المواد النانومترية، معمل للتشخيص الفيزيائي، معمل التشخيص والتوصيف الكيميائي، معامل التطبيقات البيولوجية وهى تساعد على حل بعض المشاكل التى تواجه المجتمع المصرى فى عدة مجالات منها: الطاقة الجديدة والمتجددة، مجالات الزراعة والمياة، والأبحاث الدوائية والطبية، وهو ما يعزز توطين علوم وأبحاث النانو تكنولوجى وتوظيف تطبيقاته فى حل المشاكل التى تواجهها الدولة بأحدث التقنيات العالمية.
وهذا يأتى من منطلق أن هذه الجامعة تؤمن بأهمية البحث العلمى ومدى تأثيره فى تغيير مسار الدول وتقدمها، لذلك نفتح مركز النانو تكنولوجى أمام جميع الباحثين المصريين ونقدم لهم كل الخدمات التى تمكنهم من إجراء التحاليل والفحوصات البحثية على الأجهزة الموجودة به، وهو ما يُعد خدمة عامة تقدمها الجامعة البريطانية لجميع الباحثين المصريين والمتخصصين فى مجال الأبحاث العملية المختلفة.
كما أن مركز النانو تكنولوجى برئاسة د.مصطفى السيد هو واحد من ضمن مراكز الأبحاث البالغ عددها ١٤ بالجامعة البريطانية تنشر جميع نتائج أبحاثها فى الدوريات العالمية، وهو ما جعلها تحصل على المركز الأول على الجامعات الخاصة فى مصر للعام الرابع على التوالى طبقًا للتصنيف. والجامعة البريطانية من خلال المركز، تقود قاطرة النانو تكنولوجى فى مصر، حيث يعد هذا المركز الأول من نوعه فى الشرق الأوسط وأفريقيا، من حيث الإمكانات التقنية والفنية والمالية. والجامعة البريطانية فى مصر، تضم أكبر واحة للعلوم والابتكار فى الشرق الأوسط بالتعاون مع كبريات الجامعات الصينية.
ومركز النانو تكنولوجى بالجامعة يحتوى على أجهزة متطورة للغاية فيما توصل إليه العالم من تكنولوجيا فى هذا المجال، حيث يضم المركز ما يسمى بالميكروسكوب الإلكتروني، بالإضافة لجهاز حيود للأشعة السينية، وهذه المعامل نفتحها أمام الباحثين والأكاديميين لخدمة أبحاثهم، ويضم المركز ٦ علماء من أكبر خبراء وباحثى العالم فى مجال النانو تكنولوجى العاملين بالولايات المتحدة الأمريكية والصين بالإضافة لمصر.
ويذكر أن مارس المقبل سيشهد مركز الجامعة البريطانية فى مصر لبحوث النانو تكنولوجى أكبر ملتقى علمى وبحثى فى علوم النانو تكنولوجى «قمة النانو تكنولوجي» بهدف تسهيل عملية نقل التكنولوجيا، ووضع خارطة طريق لمستقبل النانو تكنولوجى فى مصر.
على أى حال فنموذج الجامعة البريطانية فى مصر كإحدى الجامعات الخاصة المتميزة وما تقوم به من أنشطة علمية وثقافية وتنويرية وأعمال متنوعة لخدمة العلم والتعليم والمجتمع خاصة مع وجود تخصصات دقيقة ومهمة غير موجودة فى مثيلاتها من الجامعات الحكومية والخاصة أيضًا، تؤكد أن بعض الجامعات الخاصة لا تهدف إلى مكاسب شخصية بقدر ما تهدف إلى خدمة المجتمع والطلاب ومسيرة التنمية الاقتصادية والثقافية المجتمعية، وتلغى فكرة أن الجامعات الخاصة فى مصر غير قادرة إلى الآن على الإضافة الجديدة إلى الحياة التعليمية، والبحثية، وتؤكد أنها وبعد مرور ما يقرب من 20 عامًا على بداية تجربتها فى مصر، لم تكن تكرارًا هزليًا لنظيرتها الحكومية التى تواجه الكثير من المشكلات والأزمات البيروقراطية! بل إنها أصبحت مع وجود نموذج مركز النانو تكنولوجى بالجامعة البريطانية بالقاهرة تعد رافدًا مهمًا من روافد التعليم فى مصر، لا نزال ننتظر منها الكثير لخدمة المجتمع والوطن الغالى الذى ننتمى إليه ونعمل جميعًا فى خدمته ورفعته.