رغم كل النجاحات التى حققها فى مجال العقارات، عن عمر لم يتجاوز 44 عامًا، وشهرته لدى الأوساط الاقتصادية الدولية، بعد أن ذاع صيته داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أن البساطة ترتسم على وجهه، فلم يتعال أبدًا داخل مجتمعه، وحياته أشبه بالمغامرة الكبيرة ويعشق الأفكار المجنونة ويراوده دائمًا حلم التميز والنجاح. ونتيجة لإبداعاته وجهوده المتميزة حصد جائزتى أفضل مشروع عقارى فى إمارة الشارقة لعام 2015، ثم أفضل مطور عقارى بالشارقة أيضًا عام 2016، كما نال جائزة أفضل مشاريع إبداعية من مجلة الفوربس لعام 2018.
إنه الدكتور «فيصل على موسي»، صاحب مجموعة فام القابضة بالإمارات، والذى يبلغ حجم استثمارات شركته ٣ مليارات درهم إماراتي، ففي مجالات التطوير العقاري وصناعة مواد التنظيف والإنتاج السينمائي، والدكتور فيصل أول من أطلق فكرة الأبراج الذكية بالسوق العقارية في الشرق الأوسط.
ولأول مرة نراه يتحدث لصحيفة مصرية، ولقاءه مــع «الــبــوابــة» كــان داخــل مقر شركته في مركز برجمان التجاري بقلب مدينة دبي، وبدأ الحديث عن والده لأنه الذي كان له تأثير كبير على حياته وشخصيته وقصته أشبه بالدراما التليفزيونية
ويذكر أن الشيخ زايد رحمه الله، كان قد أرسي علي والد الدكتور فيصل مشروعا بقيمة 40 مليون درهم، وكان هذا العقد حلًما لأن المبلغ يعد كبيًرا وقتها، ونجح الوالد في تنفيذ المشروع وتقليص نصف المدة وأصبح مقاولا ثريا في سبعينات وثمانينيات القرن الماضي.
وعن حياة الدكتور فيصل قــال: إنــه عندما كــان طفلا كــانــت حياته أشــبــه بــالــرســوم البيانية في سوق الأسهم شهدت ارتفاًعا فى الابتدائية والإعدادية ثم انــحــداًرا في الثانوية إلا أن المكاسب تبقى جيدة، وتكللت بالدراسة في كلية الاتصالات، لكنها بمقاييس فيصل غير مرضية.
وبعد تخرجه في الجامعة عام 1998، عمل في شركة اتصالات لمدة 10 أشهر، مرت عليه وكأنها 10 سنوات، أحب فيها مــديــًرا كــان يكرهه الجميع، واستفاد منه في كيفية إدارة المشاريع والانضباط، حتى طلب منه الوالد ترك العمل والالتحاق معه في المجموعة فلديه مهام جديدة سيقوم بها الأب مع أبنائه للتوسع ولم يستطع فيصل رفض طلب والده وهو يحفظ له كل البر والطاعة.
ونجح الدكتور فيصل في تأسيس شركته الخاصة فام القابضة عام 2005 بدبى، وكانت بدايته عبارة عن استثمارات عقارية بيع وشــراء أراض وفلل، وحقق نجاحات كبيرة في هذا المجال، وفى 2008 زادت الأمور عليه صعوبة بسبب الأزمة المالية العالمية، وقرر الابتعاد عن العقارات والعمل في إدارة الفعاليات بجانب التجارة وصناعة المواد الاستهلاكية.
ويرى الدكتور فيصل أن مجموعة والده تحولت إلى مدرسة للعائلة، والتحق بها أغلب إخوته إلا أنه كان يميل نحو الاستقلال، وفى عام 2004 استأذن والده في الاستقلالية والاعتماد على النفس وأخذ بمشورة والده الذى قدم له كل النصيحة وبارك له على الخطوة.
وفي عام 2013 انتعش الاقتصاد مرة أخرى، وقرر الدكتور فيصل العودة للاستثمار العقاري من بوابة التطوير العقاري، قائًلا: أحب أن أطبق أفكار جديدة وفريدة من نوعها في مشاريعي ، وكان بداية عمله في الشارقة قبل أن ينتقل لإمارة عجمان ويبدأ في تنفيذ برج «العامرة» السكني في شـــارع الشيخ محمد بــن زايـــد بــجــوار أبــراج الإمــارات.
وأشار الدكتور فيصل إلى مشروع «سمارت تاور1» في عجمان، حيث من خلاله أصبح أول من أطلق فكرة الأبراج الذكية في العالم العربي، حيث يتم التحكم في التكييف وكاميرات المراقبة والستائر والإضـــاءة وكــل شــيء إلكتروني عن طريق تطبيق موجود على الموبيل.
وأضــــاف أن الإمـــــارات أرض خصبة لجذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم، ولذلك لا بد أن نكون مميزين في طرح أفكار وابتكارات جديدة ونوعية في مشاريعنا بالإضافة إلى تسهيلات في الدفع للمستثمرين ، والحكومة في الإمارات تسن قوانين وتشريعات عصرية من أجل تشجيع الاستثمار الأجنبي في القطاع العقاري في الدولة، حيث تعامل الإماراتي والأجنبي سواسية.
وكان الدكتور فيصل علي موسي يحاول في كل مشروع أن يطرح فكرة جديدة تجعله مميزا عن بقية المنافسين في السوق العقاري مثل مشروع «ارت تاور» في منطقة النهدة بالشارقة الذي نفذ على مساحة 17 ألف قدم وارتفاع 18 دور متكرر، حيث حقق هذا المشروع نجاحا كبيرا من خلال إقبال عدد كبير من المستثمرين العرب والأجانب على الاستثمار في المشروع.
وتم بيع 90% من المشروع على الخارطة، وتمت تسمية (آرت تاور) بهذا الاسم نتيجة التعاون مع الفنان التشكيلي الإماراتي «محمد الأستاذ» الذي زين المشروع باللوحات التشكيلية والتحف المعمارية.
ومن إبداعات فيصل علي موسى أيًضا تنفيذ برج المزرعة، وهو ثالث مشروع له في عجمان بعد سمارت تاور1 وبرج العامرة، ومشروع المزرعة نفذ على مساحة أرض 40 ألف قدم بها محلات ومواقف للسيارات ودور سكنية ويتميز البرج باحتوائه على مزارع تعمل بنظام (الهيدروبونيك سيستم) وهي الزراعة بدون تربة ويتم من خلالها زرع الخضروات وتوزيعها مجانا على السكان
ولم يكتف الدكتور فيصل بذلك حيث قام بإنشاء ملعب تنس على ارتقاع 50 مترا في مشروعه (برج ساركوا) في الشارقة، ومن أبرز مشاريعه أيضا منتجع المهرة في جزيرة المرجان في إمارة رأس الخيمة حيث يحتوي المنتجع على 548 غرفة ومسابح ومطاعم عالمية وجيم وشاطئ خاص. وتتركز استثمارات الدكتور فيصل حاليا في أربع مجالات رئيسية وهي التطوير العقاري والمقاولات وصناعة مواد التنظيف وأخير الإنتاج السينمائي.
وعند سؤاله عن إمكانية الاستثمار في مصر أو دول أخرى حاليا؟، قــال عندي تــجــارب ودخــلــت في مشاريع عديدة بدول مختلفة مثل العراق والجبل الأسود واشترينا أراض بأكثر من 50 مليون درهــم وبحكم البعد وتغير القوانين حصلت مشاكل وأدت لخسائر كما قمنا أيضا بالاستثمار في إقليم كــردســتــان العراق، وكــانــت مغامرة كبيرة خاصة بعد مشاكل الإرهابيين وداعش وغيرها، ولذلك قررنا التركيز حاليا على الاستثمار في الإمارات.
وأصاف: لدينا خطط توسعية في المستقبل وخاصة في التطوير العقاري وستكون مصر بالتأكيد ضمن الأسواق المستهدفة بالنسبة لشركتي.
أما عن دخوله فى قطاع السينما وإنتاج أول فيلم إماراتي «كيمره» الذى فاز بجائزة أفضل إخراج في مهرجان دبى السينمائى، فقال إن السبب خلف نجاحًا هذه التجربة يعود لصديقه المخرج ومؤلف الفيلم الفنان عبدالله الجنيبى حيث طرح عليه الفكرة وأقنعه بها ونفذاها على الفور.
والفيلم مدته ٧٥ دقيقة، وفكرته تدور حول كاميرا كانت رفيقة لبعض الشباب في رحلتهم بمنطقة يسكنها الجن، وبمجرد صعودهم إلى أعلى الجبل شاهدوا عصابة تعلق شخصًا وتعتدى عليه بالضرب، وقاموا بتوثيق ذلك بالكاميرا.
وخلال الحديث عن كيمره داخل مكتب الدكتور فيصل حضر الفنان «عبدالله الجنيبى» مخرج الفيلم الذى نال جائزة أفضل إخراج في مهرجان دبى السينمائي الرابع عشر، وقال لـ«البوابة»: إنه أمضى نحو ٦ سنوات في عملية صياغة السيناريو وتعديله، قبل أن يرى النور، وبعد عرض الفكرة على صديقه الدكتور فيصل شجعه وقال له توكل على الله وقدم له الدعم والمساندة وأنشأ شركة فام للإنتاج والتوزيع السينمائي.
وأضاف الجنيبى أن الفيلم عبارة عن مادة ترفيهية ناضجة لا تمت للواقع بأي صلة على الرغم من وجود رسائل مجتمعية تضمنتها بعض المشاهد، كدعوة الشباب الإماراتي لأهمية الالتحاق بالخدمة الوطنية لكونها شرفًا وفخرًا لهم، ورفض تصنيف فيلمه ضمن «فئة الرعب»، ووصفه بأنه «فيلم إثارة وتشويق» يقدم وجبة مسلية للجمهور.
ثم تحدث الدكتور فيصل، وقال إن السينما الإماراتية: ستشهد خلال الفترة المقبلة تحولًا كبيرًا من خلال خطة مدروسة تم وضعها بفريق عمل متميز ذات خبرة عالمية لدخول مجال الإنتاج السينمائي بصورة عالمية.
وحول الخطة المقبلة للسينما الإماراتية، أوضح الدكتور فيصل أنه حان دورهم لصناعة أفلام عالمية بوضع خطة خمسية لإنتاج مجموعة أفلام بشكل دوري تضع الإمارات على خريطة الإنتاج السينمائي، حيث سيتم تصوير الفيلم الثاني للشركة بمشاركة نجوم عالميين من الهند ومن مصر ولبنان.
وأضاف أن السينما قطاع جديد بالإمارات، وكيمره كان أول فيلم وذهب للأردن والبحرين وعمان وإن شاء الله قريبًا في مصر والسعودية.
وأكد أنهم تعاقدوا مع اتصالات وشوتايم، قائلًا: تعلمنا كثيرًا من الشيخ محمد بن راشد أنك دايما لازم تبدع وتكون رقم ١ في حياتك، ولازم نأخذ الفكرة من قيادتنا الحكيمة أننا نكون قوات في هذا المجال، وقال الشيخ محمد متعة الحياة أنك تعمل عملًا لم يسبقه إليك أحد ولم يتوقعه الآخرون.
وفى النهاية نجد أنفسنا أمام نموذج يقتدى به الشباب في الإرادة والإصرار علي النجاح وتقديم كل ما يمكن فعله من أجل إفادة المجتمع وتحقيق الحلم.