بشكل عام عمرنا كله مر، وأنا أستمع إلى مرادفات مثل الدولة عليها أن تعلمنا، وتقدم لنا خدمات الصحة والتوظيف والمعاش والمواصلات، ويا ريت شقة ممكن نبيعها تعودنا أن الدولة هى ماما وبابا، ومع سهولة المعيشة لم تعد هناك حاجة لاستخدام العقل للبحث عن أفكار لتغيير الحياة إلى الأفضل، وخرج من تلك القاعدة من تربى فى بيت مختلف.
كنا نكره ونسخر من مصطلحات مثل الرأسمالية لاعتقادنا أنها تحول تلك المتطلبات من الدولة إلى الفرد، وهو ما يستدعى بذل مجهودات متنوعة للتهيئة لعمل أكثر ربحية، وبالتالى يتطلب قدرات ومهارات مختلفة، ولأننا كمجتمع لم نتحرر من أفكار الماضى. مازال بيننا من يرى ميرى الحكومة أفضل من شياكة الخاص، وأن الحكومة يجب أن تفتخر بمواطنيها وتقدم لهم كل حاجة ببلاش. يعنى الحكومة تدفع نيابة عنا. كان زمان ده ممكن الخدمات كانت على قد الإمكانيات بمعنى المستشفيات. كان الدواء الأكثر شيوعًا هو السلفا، وعلاج البلهارسيا بحقن طراطير، والحقنة نفسها زجاج بعد أن ينتهى الممرض من حقن مواطن يضعها فى ماء مغلى أمامه.ويحقن الثانى ودفعت الخزانة المصرية ثمنًا باهظًا نتيجة انعدام العناية الطبية بشكل أضر بالمواطن.
فى ظل تحمل الحكومة نفقات معيشة المواطن تم غلق عملية الاستيراد «يدوبك لو أنت طالب جامعة تاخذ بون من رعاية الطلاب وتروح صيدناوى أو شملا تاخد لك بلوفر وكم متر دمور للبيت وقميص وبنطلون. طبعًا الفراخ بالطابور فى الجمعية الاستهلاكية ولو لك واسطة ممكن تحصل على كيلو لحوم مستورد برازيلى. التعليم مفيش إلا مدارس الحكومة والخاص للطالب ذو المستوى المتدنى البلد بشكل عام كانت فى حالة حرب إما مع إسرائيل أو مع نفسها. مساكن شعبية الصحى لم يتحمل ساكنيها فغادر. ده كان الحال بعد التخرج البكالوريوس بـ17 جنيهًا، ومات منا من مات بأمراض مزمنة، وبمرور الوقت تغيرات ضربت المجتمع، وتطور واضح فى كل أوجه الحياة بشكل عام».
لو دققنا يمكننا بسهولة أن نرصد حالة التطور الذى وصل إليه المجتمع المصرى.مع الاعتراف بأن هناك مشاكل من نوع مختلف بالطبع نعانى منها، وفى نفس الوقت هناك منا من يعيش حياته كما ينبغى، أو كما يريد المجتمع المصرى اقترب من مجتمعات متطورة بل له مكانة متقدمة فى لائحة سهولة الحياة، ويمكن أن نرصد ذلك لو كنا بالخارج، ولو دققنا فيما كنا نشتريه عن عودتنا من رحلات الخارج، وما نشتريه الآن مصر متقدمة فى صناعات، ولدينا توكيلات لأكبر الماركات العالمية فى الملابس وغيرها، ومصانعنا تحتاج انطلاقة، ولأن متطلبات المواطن واحتياجاته المتطورة أكبر مما ننتجه داخل البلد الأمر الذى أوجب على الحكومة أن تتطور ليس فى الأداء فقط بل وخططها وطريقة عملها.
طيب وإيه الحكاية الآن. المطلوب من الحكومة، وأيضًا من المواطن.
نتفق أولًا على أن أى حكومة سعادتها أن تتلقى كلمة شكر من مواطنيها، وأن تحقق ما التزمت به أمام الرئيس أو البرلمان أو غيرهما، وبالتالى هى لا تدخر جهدًا فى بذل كل الجهد لنرضى عنها.
نعلم أن البلد فى حالة حرب من نوع خاص من أجل المواطن، وهى المرة الأولى أن تدخل حكومة كمقاول بناء للمواطن، وتفوز بالمناقصة العامة عملية. بناء المواطن ظلت هامشية، وتتحقق من كرد فعل من أجندة العمل، أو كناتج لخطط.
تلك الأهداف تحتاج لإصلاحات معيشية وحياتية مع الأعمار والطرق والكبارى والتنمية بشكل عام.
سائق تاكسى من روكسى إلى عملى لخص لى الموقف الحالى للبلد وللحكومة والمواطن قائلًا: مشكلتنا إن أحلامنا أكبر من إمكانياتنا الناس عايزة كل حاجة زى الكتاب ما بيقول، والحكومة عايزة فلوس للتنفيذ، والمواطن بيشتكى. الحكاية عايزة صبر، ومرة نبص للبلد بعيدًا عن احتياجاتنا.
مش عيب أن تركب مينى باص بـ4 جنيهات لمسافة تتكلف بالتاكسى 50 جنيهًا وبالسيارة 17 جنيهًا +5 جنيهات للسايس أو ميكروباص أو مترو بـ7 جنيهات.
مش عيب أن تدقق فى المحلات التى تبيع احتياجاتك لتتعرف على أوقات الخصومات.
مش عيب أن تقول لزوجتك بلاش تشترى الخضار بكميات كبيرة ومبتعرفيش تخزنيها، والخيار والطماطم والشبت والبقدونس والكرفس باظت..
مش عيب إنك تبحث عن أماكن بيع البضائع ذات الجودة المناسبة، وهى بعيدة عن المولات وبأسعار أقل.
مش عيب تشترى لحوم أقل مع عدد من الدجاج ويومين سمك بإعداد طبقا لعدد الأسرة.
مش عارف ليه كل أحلامنا أن نعيش مثل الأجانب فى الرفاهية بالشكل والمظاهر ونرفض التدقيق ونقل تجاربهم بالتعامل مع الأشياء كسلوكيات.