الجمعة 24 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

يتجاوز عمره الـ100عام.. فندق سياحى يحكى تاريخ القصير منذ ٥ آلاف سنة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على بعد ١٥٠ كيلو مترًا، من عاصمة محافظة البحر الأحمر، مدينة الغردقة، تقع «القصير» أقدم مدن المحافظة التراثية، حيث أقدم طريق لربط النيل بالبحر الأحمر «طريق الآلهة»، ومقر حكم المماليك للبحر الأحمر وشون غلالهم، وكذلك أقدم الموانئ البحرية، وأجمل شواطئ البحر الأحمر.
بمجرد أن تطأ قدميك مدينة القصير أو«ليوكوس ليمن»، وهو الاسم القديم للمدينة، والتى يعود تاريخها لأكثر من ٥٠٠٠ سنة؛ حيث بدأت الملكة حتشبسوت رحلتها الاستكشافية إلى بلاد بونت، عليك أن تبحث عن منزل «الشيخ توفيق»، الذى تم إنشاؤه منذ أكثر من قرن من الزمان، تحديدًا فى عام ١٩١٠، والذى قام حفيده مصطفى سباق، بتحويله إلى فندق سياحى، بعد أن انضم الفندق لهيئة الآثار عام ٢٠٠٦، ولكنه ما زال ملكًا لعائلة توفيق، الذى حصل على «البكوية» من الملك فؤاد الأول، فى الفترة التى زار فيها مدينة القصير.
«فندق القصير» ليس كغيره من الفنادق، كما يقول مصطفى سباق حفيد الشيخ توفيق، بل مرتبط ارتباطا جذريا بأقدم مدن المحافظة الساحلية، خلال تواجدك به، لا تسمع أذناك سوى السمسمية، التى تمثل حياة سكانها، الذى يعمل معظمهم بمهنة الصيد، وينتمى جزء كبير منهم لقبيلة العبابدة، بالإضافة إلى المشروب الرسمى وهو «الجَبَنَة»، وهو القهوة التى تتكون من بن وحبهان وزنجبيل، فى فنجان وإناء مصنوع من الفخار، وهى مصدر للطاقة وأقوى أنواع المنبهات التى تحتوى على نسبة عالية من الكافيين.
يضيف «سباق»، تم تجديد الفندق دون المساس بالروح التاريخية للمكان، ليكون فى استقبال هواة الإقامة بالأماكن المحلية، التى تجمع بين عبق التاريخ والبساطة، مشيرًا إلى أن الفندق يضم ٦ غرف فقط، يخدمهم ٤ حمامات خارجية، كل غرفة لها روح مختلفة عن الأخرى، فكل غرفة لها اسم خاص بها، لإحياء ذكرى هذا المكان؛ حيث تأخذك فى رحلة داخل مدينة القصير، فغرفة «التليفريك» تذكرك بأنه كان يوجد هنا فى يوم من الأيام أقدم تليفريك فى الشرق الأوسط، والذى بناه الإيطاليون لنقل الفوسفات من الميناء للشركة، ولم يتبق منه حاليًا سوى القواعد.
وغرفة تحمل «الشركة» إشارة إلى شركة الفوسفات، التى بناها أيضا الإيطاليون عام ١٩١٠، عندما اكتشفوا الفوسفات بالمدينة، وغرفة «الحى الإيطالى» الذى يضم مجموعة من البيوت جميعها مكونة من دور واحد على الطراز الإيطالى، لعمال وفنيى شركة الفوسفات، وتبعد من الفندق دقيقة واحدة وتطل على البحر.
بالإضافة إلى غرفة «المحامل»، وهى الجمال التى تحمل فوق ظهرها هودج، حيث كانت تجوب المدينة سنويًا احتفالا بوصول كسوة الكعبة للمدينة لتتحرك من القصير لأراضى الحجاز؛ حيث كانت «القصير» قديمًا ميناء الحجاج الرئيسى لمصر، وكل دول المغرب العربي، وغرفة «القطاير»، وهى عبارة عن سفن صيد شراعية مصنوعة من الخشب، كانت تستخدم قديمًا فى الصيد.
وغرفة «الميناء»، وتحمل ذكرى ميناء القصير القديم اللى شهد على حملة نابليون بونابارت لغزو مصر وسوريا وسلب الأراضى من العثمانيين، حتى انتبه الإنجليز، وأرسلوا سفنا حربية للقصير عبر البحر الأحمر، لمطاردة الفرنسيين وإجلائهم عن المدينة. اختتم الشاب الجنوبى حديثه لـ«البوابة نيوز» بقوله: «لم يكن التعريف بمدينة القصير هدفى الوحيد عند العمل على الفندق، لكنه ساعد العديد من السيدات الموجودات بالقرب من الفندق للحصول مصدر رزق؛ حيث يقمن ببعض الحرف اليدوية، وعرضها بالفندق ليكون منبرًا ثقافيًا وحضاريًا يدل على عظمة المدينة».