ألست مؤمنا بأن الله خلق كل شيء في هذا الكون بقدر؟.. أظن أنه ليس لديك شك في ذلك، لكن يبقى التدقيق في هذا الأمر والتدبر ونظرية شاملة للأمر، بمعنى أن الجبال خٌلقت كأوتاد على قدر مساحة الأرض، وكذا البحار والأنهار يما يحقق العدل والاستقرار، وما من ندرة في مكان إلا ويقابلها زيادة في آخر هدف التعارف والتكافل، لو أخذنا هذا الأمر بالقياس على كل الأشياء لوصلنا إلى نصيحة عم «عارف» هذا اسمه وربما يكون مكتسبه بعد سنين من التأمل قضاها على «مصطبته» أمام الدار وهو يقول لأبنائه وأحفاده وأبناء القرية جميعهم: «لا تضربوا الكلاب يا ولاد الـ.. فقرية بلا كلاب تطمع فيها الذئاب».
كان هذا العم يثور حينما يجد طفلا يربط حبلا حول عنق كلب ويجذبه، يثور لدرجة أن يفك الكلب ويربط الطفل، لم نع قيمة ما كان يفعله سوى حينما وجدنا الكلاب حول قبره يوم دفنه، تشاءم البعض من وجودها ونباحها، ولكن شيخ الجامع قال: «هم شفعاؤه.. ضحك وتلمز وغمز الكثير من المشيعين.. لكنه حكى لهم عن ذلك الرجل الذي سقى الكلب في خفيه فكان سببا في دخوله الجنة»، ومع أن واقعة الرجل الساقي وواقعة عم عارف وغيرها كثير من الحكايات لم ترفع شأن الكلب، لكن غيرها حط من تصرفات بعض البشر حتى جعل «الكلب» أفضل في بعض المواضع، لا أعرف إذا كان ما قصدته من تلك الحكايات وصل إلى أذهان الناس أم لا.. لكنه ببساطة حقيقة يجب أن ندركها أن الكون له معادلة ثابتة إذا حدث خلل في عنصر منها حدث خلل في المعادلة كلها، مهما كان حجم ذلك العنصر وضآلته من وجهة نظرك، إلا ما حلله الله لك.. إذا الأمر ليس فقط مجرد قتل كلب أو قطة أو حتى ذبح حمار أو تعذيب جمال كما رأينا في سوق الإبل، إنها «الروح» نفس الروح التي تسكن جوفك والتي هي من أمر الله، فقط أنت ميزك «بعقلك» وسخر لك ما سواك من خلقه، فكيف تسمح لنفسك أن تزهق روحا حتى ولو كانت لحيوان دون إذن الله وحينما يأذن دون اسمه.
هذا بعيد عن الحديث عن الرحمة والشفقة وكل الحكايات السابقة وحدوتة المرأة التالية التي سأحكي لك عنها بعد سطور، إنما هو تجرؤ على الله.. تجرؤ على الخالق.. تجرؤ على الصانع.. عبث في ثوابت معادلة ربانية خلقها الله بإحكام لهذا الكون.. حتى أهالينا الطيبين في زمن سابق حينما كانوا يحكون عن سفينة نوح «كانت لهم مقولة شهيرة إن الله خلق القطة من عطسة نمر لأن الفئران كانت تقرض السفينة، فكنا ونحن صغار نقول لهم إذا الفئران ضارة لماذا إذا صعدت السفينة ولم يقض الله عليها في الطوفان، والإجابة كانت كما قلنا «المعادلة الكونية» فبعض الحيوانات غذاء لبعض ولو لم تجد الثعابين والقطط والكلاب والثعالب ما تأكله لمثلت خطرا على الإنسان، فحتى هذا الفأر يساهم بشكل ما في آمانك أيها الإنسان، فما بالك بالكلب الوفي أو بالهرة.. خذ من الشعر بيتا آخر مع تطور الزمان بات هناك فوائد أخرى للفئران، فلا دواء يتم اعتماده إلا بعد اختباره على هذا الحيوان، ليس هذا فحسب بل إن أكبر جهاز حي لاكتشاف الألغام ونزعها.. «فسبحان الله خالق كل شيء بميزان واتزان أفلا نتدبر!».
وأخيرا أختم لكم مقالي بحكاية حبيبة القطط الخالة «أم أحمد» السيدة الفاضلة التى حزنت القرية كلها عليها حتى القطط، الأمر ليس قصة روتها الأم لصغيرها حتى ينام، لكنها كلمات نطق بها إمام القرية وخطيبها، فقال: «سبحان الله لولا مواء القطط لما علمنا نبأ موت الحاجة «أم أحمد».. وهذا يؤكد أن هذه القطط أقرب الحيوانات إحساسًا بالبشر» ثم سرد قصة أبوهريرة وساق حديث أبي قتادة عن أنه دخل على كبشة بنت كعب بن مالك وهي زوجة ابنه: فسكبت له وضوءًا فجاءت هرة لتشرب منه فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت: كبشة، فرآني أنظر إليه فقال: أتعجبين يا ابنة أخي، فقلت: نعم، فقال: إن رسول قال: إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوافين أو الطوافات. ونعود من كلام الإمام إلى حكاية القطط منذ سنوات اعتادت الحاجة أم أحمد أن تخرج كل صباح تضع طعاما للقطط، حتى بات الأمر تجمعًا ومواء إذا تأخرت عن الخروج، وعرف أهل القرية جميعا بذلك، كما عرفت القطط حتى أنها أخبرت بعضها وبدأ العدد يتزايد، صبيحة هذا اليوم تأخرت «أم أحمد»، ووقفت القطط تتنظر أن تفتح السيدة الفاضلة الباب، لكن دون جدوى مرت الساعات، وظلت القطط على الباب حتى صباح اليوم التالي فشعروا بريبة، فانطلق المواء دون توقف حتى تنبه الجيران، فقرعوا الباب ولم يأتهم الرد ففتحوا فإذا بالسيدة ممددة على الأرض وفى يدها طعام القطط.
هذا بعيد عن الحديث عن الرحمة والشفقة وكل الحكايات السابقة وحدوتة المرأة التالية التي سأحكي لك عنها بعد سطور، إنما هو تجرؤ على الله.. تجرؤ على الخالق.. تجرؤ على الصانع.. عبث في ثوابت معادلة ربانية خلقها الله بإحكام لهذا الكون.. حتى أهالينا الطيبين في زمن سابق حينما كانوا يحكون عن سفينة نوح «كانت لهم مقولة شهيرة إن الله خلق القطة من عطسة نمر لأن الفئران كانت تقرض السفينة، فكنا ونحن صغار نقول لهم إذا الفئران ضارة لماذا إذا صعدت السفينة ولم يقض الله عليها في الطوفان، والإجابة كانت كما قلنا «المعادلة الكونية» فبعض الحيوانات غذاء لبعض ولو لم تجد الثعابين والقطط والكلاب والثعالب ما تأكله لمثلت خطرا على الإنسان، فحتى هذا الفأر يساهم بشكل ما في آمانك أيها الإنسان، فما بالك بالكلب الوفي أو بالهرة.. خذ من الشعر بيتا آخر مع تطور الزمان بات هناك فوائد أخرى للفئران، فلا دواء يتم اعتماده إلا بعد اختباره على هذا الحيوان، ليس هذا فحسب بل إن أكبر جهاز حي لاكتشاف الألغام ونزعها.. «فسبحان الله خالق كل شيء بميزان واتزان أفلا نتدبر!».
وأخيرا أختم لكم مقالي بحكاية حبيبة القطط الخالة «أم أحمد» السيدة الفاضلة التى حزنت القرية كلها عليها حتى القطط، الأمر ليس قصة روتها الأم لصغيرها حتى ينام، لكنها كلمات نطق بها إمام القرية وخطيبها، فقال: «سبحان الله لولا مواء القطط لما علمنا نبأ موت الحاجة «أم أحمد».. وهذا يؤكد أن هذه القطط أقرب الحيوانات إحساسًا بالبشر» ثم سرد قصة أبوهريرة وساق حديث أبي قتادة عن أنه دخل على كبشة بنت كعب بن مالك وهي زوجة ابنه: فسكبت له وضوءًا فجاءت هرة لتشرب منه فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت: كبشة، فرآني أنظر إليه فقال: أتعجبين يا ابنة أخي، فقلت: نعم، فقال: إن رسول قال: إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوافين أو الطوافات. ونعود من كلام الإمام إلى حكاية القطط منذ سنوات اعتادت الحاجة أم أحمد أن تخرج كل صباح تضع طعاما للقطط، حتى بات الأمر تجمعًا ومواء إذا تأخرت عن الخروج، وعرف أهل القرية جميعا بذلك، كما عرفت القطط حتى أنها أخبرت بعضها وبدأ العدد يتزايد، صبيحة هذا اليوم تأخرت «أم أحمد»، ووقفت القطط تتنظر أن تفتح السيدة الفاضلة الباب، لكن دون جدوى مرت الساعات، وظلت القطط على الباب حتى صباح اليوم التالي فشعروا بريبة، فانطلق المواء دون توقف حتى تنبه الجيران، فقرعوا الباب ولم يأتهم الرد ففتحوا فإذا بالسيدة ممددة على الأرض وفى يدها طعام القطط.