الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لا تتركوا شبابنا بلا هوية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الشباب هم عصب الحياة وشركاء أساسيون فى التنمية والتغيير ولدينا فى مصر إحصاءات رسمية صادرة من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام 2018 بأن عدد الشباب الذين تترواح أعمارهم ما بين 18 -29 حوالى 21% من إجمالى سكان مصر، يعنى أكثر من 22 مليون نسمة تقريبا يحتاجون إلى الاهتمام من قبل الدولة، وهذا ما فعله الرئيس السيسى عندما بدأ عام 2016 فى إطلاق سلسلة مؤتمرات الشباب فى مصر ومحافظاتها، وعلى مستوى العالم مثلما رأينا مؤتمر شباب العالم الذى استضافته مدينة شرم الشيخ وضم أكثر من 5000 شاب من مختلف الجنسيات للتحاور حول المشكلات التى تعانى منها الدول وهى مشكلات عديدة بلا شك.
من أهمها مشكلة الفقر والبطالة بين الشباب وعدم القدرة على أن يحصل على فرصة عمل بالجهاز الحكومى وأيضا فى العمل الخاص إلا من خلال واسطة أو معرفة للشاب داخل هذه المؤسسة أو ذاك الأمر الآخر الدولة لم تصمت على هذا، فهى على قدر المستطاع تحاول العثور على فرص عمل للشباب من خلال المشروعات الصغيرة وتقديم القروض من خلال جهاز تنمية المشروعات ومبادرة البنوك الوطنية من أجل تقديم القروض للشباب من مختلف الأعمار وبشروط ميسرة.
الشباب يحلم ولديه الطاقة والقوة والنشاط يستطيع تنفيذ مهام عديدة عندما نمنحه الفرصة والقيادة، مثلما تفعل الدولة حاليًا لبعض الشباب وعندما تكرم الشباب المتفوق فى كل المجالات، وهذا شيء محمود بلا شك تقوم به الدولة تجاه هذه الفئة التى تعد الأكثر حركة وحماسا ولديها أفكار جديدة وليس أفكارًا معلبة عفى عليها الزمن.
ومن ناحية أخرى يستقى بعض الشباب ثقافته من وسائل التواصل الاجتماعى ومواقع اليوتيوب والأخبار المختلفة ولم يسع إلى القراءة بل يهجرها تماما، بحيث لا تجد شابًا مهتم بالقراءة والتثقيف والتدريب بل يلجأ إلى الشيء الأسهل واليسير وربما ينساق إلى أشياء غير مرغوبة وخطيرة تهدد أمن الوطن من أجل الحصول على المال بأى طريقة أو اللجوء إلى الإدمان للهروب من واقع البطالة والإحباط والفراغ وعدم وجود أهداف لديه، الأمر الذى جعل هناك نسبة كبيرة من المتعاطين للمخدرات بين الشباب والمدمنين الذين يعانون من ثراء فاحش لدى آبائهم أو فقر مدقع يجعلهم يلجأون إلى وسائل غير شرعية للكسب والعيش كالسرقة والنصب والغش التجارى، حيث يعد الفقر واحدة من أهمّ المشاكل التى يعانى منها الشباب، فالفقر يمتلك أشكالًا كثيرة كعدم الحصول على عمل جيد، بحيث يستطيع أن يغطّى تكلفة معيشته اليوميّة!.
والدولة لا تستطيع أن توفر للشباب فرص عمل فى الجهاز الحكومى المتخم بالعمالة والموظفين بأى حال من الأحوال، وهذا ما يخلق مجموعة من المشاكل الكثيرة، كعدم التمتّع بصحة جيدة، وقلّة الاهتمام الشخصيّ، كما أنّ نسبة كبيرة من سلوك الشباب تكون طائشة وغير متوقّعة، كاعتماده على السرقة، وتعاطى المخدرات والتى تزيد من حد القضيّة، وقد تؤدى به إلى السجن، وربما تؤدّى به إلى الوفاة!.
ومن ناحية أخرى فمسئولية تنمية الحوار بين الشباب ضرورة ومسئولية الدولة فى هذا الأمر عظيمة مثلما هو حادث الآن من مؤتمرات الشباب المتعددة منذ أكثر من عامين، وهو مسئولية الأسرة فى البداية فيجب على الأب والأم تشجيع أبنائهم على الحوار، إذ يتوجب وجود حوار بناء بين الأبناء داخل البيت الواحد وبين الجيران وبين الأصدقاء فى المدرسة والنادي، حيث يكون تحت رقابة الأهل من أجل تعديل بعض المعلومات والمفاهيم الخاطئة، وضرورة وجود حوار يجمع ما بين الأب والأم والأبناء، أو أحد هذه الأطراف معًا من أجل مناقشة قضية ما، وبالتالى تنمية مهارة الحوار لدى الأبناء، وفى المؤسسات التربوية تشجع المدرسة الأبناء والشباب على تنمية الحوار لديهم، كحوار المعلم مع طلابه، وكذلك حوار الأستاذ مع تلامذته فى الجامعة، وحوار الطلاب مع بعضهم البعض، وهذا ما ينمى حوار الشباب والتواصل مع بعضهم البعض من أجل تحقيق حوار بناء. دور العبادة يجب خلق حوار بناء ما بين الشباب وعلماء الدين، ويتم ذلك بمناقشة الآراء، والأفكار، وتعديل ما لديهم من آراء خاطئة، ومعتقدات. ورش العمل والمراكز الثقافية تهتم المراكز الثقافية بتنمية الحوار لدى الشباب باعتبارها على درايّة تامة بالمسئولية التى تقع على عاتقها فى بلورة أهمية الحوار بالنسبة للشباب، وذلك بعقد ورش عمل تتعلق بقضايا الشباب.. الشباب هم شركاء المجتمع فى التنمية والتغير إلى الأفضل، فلا نتركهم فريسة للجهل والبطالة والمخدرات وفقدان الهوية وعدم الانتماء.