أرصد حركة مهمة وجهود مؤكدة فى عملية الحوار مع المجتمع.. تقوده الدولة سواء بشأن القرارات الخاصة بالقضايا التى تمس المجتمع بشكل عام مثل التعليم والصحة والأسعار.. وأرى أيضًا إصرارًا من الدولة والنظام على ضرورة إشراك المجتمع فى البحث عن صيغ لحلول لمشاكل البلد بشكل عام.
مع إيمانى بأن الحوار من أفضل الطرق للوصول للحقائق.. وصنع حالة من الانسجام السياسى بين أطرافه.. ولأن الشباب هم أكثر الشرائح احتياجًا لهذا النوع من التفاهم.. من هنا أرى أن جهود وزارة الشباب فى هذا الملف مهمة وضرورية وتحتاج لدعم متنوع من جهات خارج الوزارة.. فى تلك النقطة وللوصول لتحقيق الأهداف.. أرى أن هناك جزءًا بشأن الحوار يبدأ من الجذب والضرورة أن تكون المجموعة المهتمة تتوافر فى عناصرها المصداقية.. وقد غابت عن الحوارات ولعبت الدور التخريبى فى إفشال معظم الجهود.. لم يسأل أصحاب الحوار أو الداعين له وقتها.. لماذا فشل الحوار.. واستمر الوضع.. فى مجموعة تجلس خلف مائدة أمامهم ميكروفون ومجموعة تستمع.. وكانت معظم تلك الصور عبارة عن مكلمة.. وهناك استثناء.
وإذا غابت الثقة فى تلك المرحلة عن الحوار أسقطته.. والنتيجة.. مؤلمة ومزيد من فقدان الثقة بين الشباب وكل مسئول.
الآن أدرك د. أشرف صبحى أن هناك ضرورة على صناعة الثقة بين أطراف الحوار.. والشباب.. ويروج لتلك القناعة فى أماكن تجمعات الشباب وإقامتهم.. وصبحى هنا يعمل بنفسه.. ليستطلع تضاريس العملية الحوارية برمتها كمرحلة أولى.. الوزير يعتمد على الزيارات كأهم سبل المواجهة المباشرة معه والشباب.. يريد أن يتعرف على الخريطة الشبابية بنفسه.. ويجمع المعلومات للمرحلة الثانية من الحوار.
وزير الشباب يدرك أيضًا أن 66 مليونًا من المصريين شباب.. ولا يمكن بأى حال أن تصل الوزارة إلى هذا العدد من السكان سواء بالحوار أو حتى الخدمات.. ومن هنا يصر على وجود شركاء من هيئات تابعة لوزارته.. مختارة بدقة ولا تقاطعات فى العمل أو الجهود المبذولة.. واشترط أن يكون هناك ما يفيد، وأن تكون تلك الجهة تملك كوادر مؤهلة لهذا النوع من العمل.
من الواضح ومن خلال المتابعة أجد ضرورة لكى تحقق وزارة الشباب خطتها بشأن بناء المواطن، وهو هنا الشاب أو الفتاة أن تمتد خطته إلى جذب شركاء من الجامعات المصرية.. والبحث فيها عن المؤهلين لاستكمال أجندة العمل أو تحديدًا المرحلة الثانية من عملية بناء الشباب.
على صبحى أن يدرك أن عملية الحوار مع الشباب تحتاج تركيزًا وجهدًا ذهنيًا ورؤية وأهداف.
وأن أدقق فى ضرورة أن يكون لدى من يساعد فى هذه العملية من القدرات المساعدة والمطلوبة والمتطورة بما يتلاءم مع ما لدى الشباب من إمكانيات.
من غير المعقول أن نتعامل مع الشباب فى عملية الحوار بمقومات نهمل فيها تأثير التكنولوجيا الحديثة على العقلية المستهدفة.. وعملية التواصل الاجتماعى وغيرها من أشياء أجبرتنا على التغير على الأقل لنتعايش معها ونتفادى أضرارها و«الفيسبوك» عنوانًا لها.. لدى قناعة بأن جهود صبحى فى شأن الجذب نجحت إلى حد ما فى جذب الانتباه لتحركاته.. ولكن هناك ضرورة لاستكمال أجندة العمل فى هذا النشاط.. فيما لو أراد أن يكون جزء من الحراك الدائر بشأن تحرير الحركة الشبابية من كل أنواع القيود التى عطلت انطلاقتها وهددت سلامتها.. وساهمت فى عزلتها لسنوات أكثر من خمسين عامًا.. هذا الحراك الذى يقوده السيسى بنفسه كأحد أهم ركائز التنمية بشكل عام.
لو أراد صبحى المشاركة كرقم مهم يعيد الثقة لوزارته على أنها جادة فى القيام بدور إيجابى كاستكمال لما يحدث وعلى أن يكون موجود.. بقوه وليس مهمشًا كضيف.. هو هنا مطالب. بالإعلان عن خطة مبرمجة ومتدرجة.. تتضمن أماكن المنصات وأسماء المشاركين وكيانات الشراكة.
أمام وزير الشباب فرصة ذهبية.. بأن يقدم وزارته على أنها جزء من حركة التطوير.. فعل وليس رد فعل.. وأن ينمى عملية حلمنا على قدر إمكانياتنا.. كمرتكز لينسف ظاهرة تعليق كل مشاكلنا على الدولة.
أمام صبحى أن يستنسخ تجربه د.عبد المنعم عمارة.. وفكرة حورس يزيد عليها ما يراه.. ويصحح فيها.
عليه أن يجد صيغة لتجميع فئة تتحرك بقوة خارج كل الجدران. متحررة وتهيم فى شوارع المحروسة.
نعم هناك جهود مبذولة فى الأحزاب والمدارس والجامعات والجامع والكنيسة.
والحقيقة أن كل من داخل الجدران نسبتهم لا تتعدى مائتي ألف بينما الملايين خارج الجدران.
هل يفعلها صبحى لجذب من هم خارج الجدران؟.
ياريت..