وأنا أقلب في ألبوم صوري لم أجد نفسي ولو لمرة واحدة عابسا؛ في كل الصور أكون مبتسما؛ غير متصنعا لذلك؛ لكني اليوم وجدت نفسي مكتئبا.. حاولت الخروج بشتى الطرق من هذا الاكتئاب دون جدوى؛ أحمل جسدي من على الفراش فيغلبني ويسقط؛ لاتغفل عيناي ولا يرتاح ذهني؛ يعتصرني سؤال وحيد ماذا بعد؟ هل ستظل الحياة تتسكع على هذه الطريقة.. لا حلم.. لا حب.. لا طموح.. لا جديد في شئ.. في أي شئ.. لا معنى لشئ.. في منتصف الليل نادى علي "آدم" وقال لي: "عروسة المولد انتحرت"؛ ابتسمت بالكاد لكنه ظل يكرر الجملة؛ فخرجت إلى "الصالة" ولم أكن أعلم أنه سيضيف إلي وجع آخر.. وكان الصغير قد خطف النعاس من جفنه فيلم "عروسة المولد" الذي كان يضم كوكبة من النجوم منهم محمود المليجي وعبد العزيز محمود وشكوكو وتحية كاريوكا وسعاد مكاوي ونيللي مظلوم؛ الفيلم قصة وسيناريو وإخراج عباس كامل؛ الفكرة في الحقيقة بسيطة لكنها رائعة فأحداث الفيلم تبدأ بعرائس من الحلوى معروضة في المولد تتمنى واحدة منهن أن يكون لها روحا مثل البشر؛ تدب فيها الحياة فترقص وتغني وتتمتع؛ بعد إلحاح تتحقق أمنيتها لكنها تجد عكس ما حلمت وتمنت؛ حقد وغش وخداع ورياء.. تتعرض لكثير من المحن فتلقي بنفسها اختيارا في صهريج صهر الحلوة لتعود إلى هيئتها الأولى.. طالت الليلة مع "آدم" وأنا أحاول أن أجد له مبررا يقنعه بانتحار عروسة المولد؛ أطالع صفحات التواصل الاجتماعي وأرى كل الفتيات اللاتي ألححن في طلب تلك الأمنية ثم أراهن يبحثن عن صهريج صهر الحلوى فلا يجدنه.. هن وبطلة الفيلم طلبتن الروح فوهبها الله.. لكنهن لم يتيقن أن الروح هبة لا توهب إلا بأمر من وهب.. استعجلن موضعها وممشاها فنفذت طاقتها.. وضاعت مناسبتها.. حزين على كل عرائس المولد التي انتحرت.
