السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هل نجحت الدول الدينية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتسابق التيارات الدينية - واحد تلو الآخر - في جذب لباب الشعوب المقهورة من حكم ديكتاتور إلى حكم ديني، مسخرة الدين مطية للوثوب على الحكم تحت شعارات براقة "دولة الخلافة الراشدة"، مُقدّمين لشعوبهم وهم العدالة والأمانة والعيش الكريم، بينما الواقع يؤكد أن الدولة الدينية هي دولة فاشية فاشلة.
الدول الدينية يتحوّل الديكتاتور فيها من مؤيّد بقوة البوليس الغاشمة إلى مؤيّد من الله جلّ جلاله، ويقهر المواطن وتسحق الكرامة باسم الله، وتقدم نفوس البشر للذبح والنحر بقلوب مستريحة وأجفان هادئة، لأنها شريعة الله - حسب تفسيرهم الضيق.
بينما تخلص الغرب من فكر الدولة الدينية وانطلق في رحاب العلم والتقدم والرفاهية، ما زال الشرق كسيحا واهما راقدا في أحضان فكر الدولة الدينية، فحاول الكل تطبيق الدولة الدينية حسب فكره الضيق وتفسيره المظلم، فكانت النتيجة دولا متخلفة سادت فيها الصراعات والانقسامات والغدر والخسة بين ربوعها، والأهم هو سحق مواطنيها وعموم التخلف والجهل بين ربوعها، فعلى سبيل المثال:
* السودان مع أفول حكمه عمل على تكريس الدولة الدينية، بعدما تعاون مع الإخوان المسلمين فأصدر قوانين الشريعة عام 1983 في كل أنحاء السودان، وهو الأمر الذي رفضه الجنوبيون - وغالبيتهم ليسوا مسلمين - فكانت النتيجة حربا طاحنة وموت عشرات الآلاف، والدخول في حرب أهلية طاحنة أدت إلى تقسيم السودان، بعدما قضت على الأخضر واليابس في شطريه.
* أفغانستان تم تحريرها من الغزو الروسي، ثم تطاحن شركاء الجهاد فيها، مالكو الحقيقة المطلقة، وبعد أن استأثرت طالبان بالحكم سعت إلى إقامة الدولة الدينية، فأغلقت الصالونات ومنعت الفتيات من الدراسة، وحرّمت الموسيقى وعمّمت ثقافة قرون سحيقة مضت، وأزهقت أرواح مئات الآلاف، فحلّ الخراب والفقر والجهل بين ربوعها، والحقيقة الوحيدة هي أن إنجازها الوحيد هو أنها احتلت موقع الدولة الأولى في العالم في إنتاج الأفيون والحشيش والهيروين، بالطبع ليس حراما حسب شريعة طالبان!.
* غزة، تمكن الإخوان منها، فـأول ما قاموا به هو عزل غزة وقتل شركاء الكفاح والجهاد بلا رحمة في سعيهم  نحو تطبيق دولة الإيمان التي انعدمت فيها الكرامة البشرية، وأصبحت غزة مأوى للصوص، فتسرق مقدّرات دول الجوار وتعيش على سرقات رجالها الذين تحوّلوا إلى مرتزقة في خدمة من يدفع لهم.
العجيب هو أنهم - في سعيهم لكسب شعبهم - رفعوا شعار الكرامة، ليتمّ إهدار كرامة مواطنيهم وليتحولوا من مواطنين إلى رهائن لديهم.
* مصر، شعارات براقة رفعها الإسلام السياسي للدولة الدينية، وبعد تمكنهم من مفاصل الحكم عمّ الخراب والفساد، وتحولت من دولة إلى عزبة للأهل والعشيرة، وعانى بسطاء الوطن، وقُدّم الجميع ضحايا للمشروع الإخواني، ففي سبيل تحقيق مشروعهم أمّنوا إسرائيل واستنسخوا "تورا بورا" في سيناء وموّلوا الجماعات الإرهابية ومدّوها بالمال والسلاح.
* تونس، كانت بمثابة دولة الريادة في حقوق المرأة والإنسان، حكمها تيار إخواني بحكم ديني حصد مكتسبات المرأة وأعاد تونس إلى قرون ماضية بعيدة، قبل أن يتحوّلوا إلى التنكيل بشعبهم.
وبينما تسعى دول الغرب إلى تحقيق الرفاهية لشعوبها، تستميت دول الشرق في تكريس الدولة الدينية، ليست عديمة الرفاهية فقط، وإنما عديمة الإنسانية والأخلاق والدين أيضا.