الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

تحية إلى أطفال مصر في عيدهم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى العشرين من نوفمبر من كل عام تحتفل مصر بعيد الطفولة. هذا اليوم الذى اتخذته دول كثيرة تاريخا موحدا للاحتفال ومنها مصر والعالم العربي. بينما يتم الاحتفال به فى باقى الدول فى تواريخ مختلفة. لكن الدول تتفق فيما بينها جميعا على حقوق وواجبات تعنى بفترة الطفولة بدءا من التعريف وحتى القوانين التى تحكمها كحقه الأصيل فى الحياة، وحقه فى اللعب، وحقه فى التعليم، وحقه فى الصحة، وحقه فى الهوية وحقه فى المياه وحقه فى الغذاء وحقه فى الحماية، وغيرها مما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية. وككاتبة أطفال أقدم اليوم التحية لكل أطفال مصر وأقول لهم: أهدى ورودا بيضاء لقلوبكم البيضاء، وأطلق عصافير تغنى فى سماء عيدكم وأرسل بسمة ترسم السعادة على وجه البراءة وأقول لكم: أنتم قلب مصر النابض بالحب والشمس التى تضىء لنا الطريق لنقطع درب الحياة الطويل بكل ما فيه من مصاعب، تكون ابتسامتكم لنا فيه هى الجائزة الكبرى. أقول لكم أنتم كنزنا الحقيقى ومصدر فخرنا وعكازتنا فى كبرنا. امتلئوا فرحا وفخرا فكل منكم قيمة إنسانية تكبر مع الأيام سيأتى عليها الوقت الذى تتقلد فيه أمورنا، بينما نكبر نحن ونشيخ. وأفتح قوسا كبيرا من المحبة لأقول إن أباك هو من رباك وكل من هو فى سنه أبوك وأن أمك هى من ربتك وكل سيدة فى عمرها أمك. سواء أنجبتك أم لم تنجبك، وسواء كان لمن فى سن آبائكم أولاد أو لم ينجبوا، كما أنكم جميعا أبناؤنا سواء أنجبناكم أو لم ننجبكم. افتحوا أقواس المحبة فما أعذب قلوبكم وما أسمى ثلاثة حروف هى الطاء والفاء واللام. فى هذا اليوم أقدم التحية لكل جد وجدة احتضنوا أحفادهم وحفيداتهم وغذوا أرواحهم بالحكايات وهدهدوهم حتى ناموا، أقدم التحية للاجئين من الأطفال الذين شردتهم الحروب التى لم يشاركوا فيها، أطفال المخيمات الذين فروا من أوطانهم مجبرين حتى تضع الحرب أوزارها. 
أقدم التحية للأطفال الأبطال أصحاب المعارك الحقيقية مع الأمراض المختلفة والشرسة وأقول لهم: منكم نتعلم وستنتصرون. أقدم دعوة بالرحمة إلى أبى الذى كان خير من يعتنى بكل طفل من حوله. وأوصانا برعاية الأطفال المرضى وخاصة المحاريبن منهم فى معركة السرطان. فكان حافزا لنا أن ننشئ كعائلة ورشة لنسعدهم أطلقنا عليها ورشة جدو محمد، ورشة تعتزم نشر الفرحة ورفع الروح المعنوية بأسلوب تربوى نفسى فنى بكامل صوره يشمل الرسم والمسرح القائم على الارتجال والتلوين والأغانى فى حفلات حية داخل المستشفيات، ورشة لا تعتمد فى رصيدها سوى على المحبة والعطاء لأناس من عائلة واحدة لا يألون جهدا منذ أكثر من عامين لإسعادهم بدءا من الجدة التى تقص أوراقا لصنع وردات وحتى أصغر طفل يرتدى باروكة المهرج وهو يزورهم معنا داخل غرفهم أو يشاركهم التسلية فى غرفة اللعب. وأتمنى فيما أتمنى أن تستكمل وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة حلمى الذى أنادى به منذ سنوات وهو عودة المسرح المدرسى بكامل تألقه بعروضه بموسيقاه ببهجته التى تضخ الفرحة وتنشر القيم السامية فى نفوسهم عبر بث مباشر وتفاعلى فى نفس الوقت. أعلم أن لدينا الكثير من المشكلات مثل التمويل وإعداد المكان وأن وزارة واحدة لا يمكنها أن تؤدى مثل هذه الخدمة بمفردها وتفعل كل ما فى وسعها وأشهد بذلك فهناك نشاط مسرحى ضمن الأنشطة المدرسية وهناك من يعملون فى صمت وهناك من يدربون التلاميذ بدأب على الإلقاء والمشاهد المصغرة لكن بهجة المسرح الكاملة تغيب حين تغيب الموسيقى ودقات المسرح والإضاءة أو الستارة التى تعمل كآلة زمن تربط الطفل بزمنه وزمن المسرحية وتترك له دقائق للتأمل والتواصل فى ذات الوقت. المسرح شغف الطفل ودقة قلبه ومعلمه الأول الذى لا ينفر منه أبدا ولا يمله. أعلم أن هناك العديد والعديد من قنوات الأطفال وأن التكنولوجيا قد أوجدت عالما بكامله بين يدى طفل الثالثة أو الرابعة من العمر وأن أمهات كثيرات تتركن أطفالهن أمام الشاشات بينما يقضين أعمالهن المنزلية حتى تحولت قنوات الأطفال إلى جليسة أطفال لا يدفعون لها مقابل الساعات التى يقضيها الطفل معها، أعلم أن لها إيجابيات كثيرة لكنى أعلم أكثر ما لها من سلبيات أطلت برأسها وداهمتنا منها زيادة نسبة التوحد عند الأطفال بدرجة ملحوظة. وانتشار العنف والكوابيس بين الأطفال نتيجة مشاهدة أفلام الكارتون العنيفة، ناهيك عن اتخاذ بعض الأطفال أبطالهم وقدوتهم من إسفنجة مثل أسبونج بوب أو بن تن كبطل تحوله ساعة إلى محارب فضائى بعيدا تماما عن واقعه، والأدهى هو تأثير الألعاب الإلكترونية التى تتحكم فيهم إلى حد الانتحار مثل لعبة الحوت الأزرق ولعبة مريم. أعلم أن العولمة رياح خير لنا أن نعرفها، لكن من الحكمة ألا نسمح لها أن تمحى هويتنا وملامحنا الثقافية الخاصة وأن يكون لدينا من الوعى والحكمة ما ننتقى ما نقدمه لأطفالنا حتى لا تنهزم ثقافتنا أمام الثقافة الواردة، وهذا ما يدفعنى دفعا على الإلحاح على استعادة المسرح لأننا نقدم للطفل ما يرتقى به بشكل مفلتر ومرح وملائم لمجتمعنا. إنه حلم جميل لكن كل ما هو جميل بدأ بحلم. عيد سعيد لكل أطفال مصر وكل أطفال العالم أنتم الفرح وأنتم الغد وأنتم الحياة.