«خلوا بالكم من مصر».. كلمات قالها الشهيد البطل العقيد ساطع النعمانى نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور الأسبق، ووصى بها محبيه والشعب المصرى قبيل وفاته فى لندن، أمس، وهى كلمات لا تصدر إلا من بطل حقيقى الذى تصدى للإرهاب الإخوانى وفقد عينيه فى سبيل الدفاع عن الوطن ضد العنف الإرهابى الإخوانى قبيل ثورة ٣٠ يونيو، والذى توفى فى بريطانيا عقب إجراء عملية جراحية له هناك، ارتقاء الراحل إلى السماء شهيدًا ملوحًا بعلامة النصر، مع رسالة من أب لابنه تعبر عن قيمة أبطالنا فى وجدان كل مصرى، قائلًا: «دا يا ابنى بطل شجاع ساطع وهيفضل ساطع بطل شجاع فى قلب ووجدان مصر».
وبخطوات بطيئة أثقلتها أثار الجراحات المتكررة وصل بلاده بعد رحلة علاج طويلة إثر إصابته دفاعًا عن الوطن أمام اعتداءات مجموعات من الإرهابيين، بعد اعتصام تنظيم الإخوان فى ميدانى النهضة ورابعة العدوية عقب ثورة ٣٠ يونيو، رصاصة طائشة استقرت فى عينه اليسرى ليدخل بعدها فى غيبوبة طويلة واستمرت الحالة سوءًا إلى أن توفى، وارتقت روحه الطاهرة إلى عنان السماء.
فهذا الشهيد الذى ضحى بروحه من أجل رفعة هذا الوطن وسلامة أراضيه الشهيد البطل العقيد ساطع النعمانى الذى ضرب أروع الأمثلة فى حب الوطن والتضحية من أجله، وسجل اسمه من نور فى سجلات أبطال الوطن الذين ضحوا بأرواحهم، ووقفوا بصدور عارية فى مواجهة إرهاب أسود وغاشم، ومن أجل هذا أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى، اسم الشهيد ساطع النعمانى، على ميدان النهضة بمحافظة الجيزة التى شهدت اعتداء جماعة الإخوان الإرهابية على الشهيد بعد فض اعتصامى النهضة رابعة المسلحين، حيث واجه الشهيد النعمانى إرهاب الإخوان المسلح.
وكانت أن البطل ساطع النعمانى هو بمثابة مسمار جديد فى نعش جماعة الإخوان الإرهابية التى لفظها الشعب المصرى، وسيبقى اسم الشهيد ساطع النعمانى سيظل محفورًا فى وجدان كل مصرى وفى تاريخ الوطن، بعد أن ضحى بروحه فى سبيل تحرير الوطن من جماعات الظلام والإرهاب الأسود.
وكان الرئيس السيسى قد كرم الشهيد ساطع النعمانى فى ٢٠١٥ خلال حفل تخرّج دفعة جديدة بكلية الشرطة، وتمت ترقيته استثنائيًّا إلى رتبة عميد لأول مرة فى تاريخ الوزارة، موجهًا التحية والتقدير للعميد ساطع النعمانى نائب مأمور قسم شرطة بولاق، مشيدًا بتضحيته بنفسه فى سبيل الوطن، وقبّل الرئيس رأس العميد النعمانى، فيما أهدى النعمانى الرئيس ميدالية عليها دماؤه إثر إصابته فى مواجهات مع جماعة الإخوان الإرهابية بمنطقة بين السرايات.
وهناك كلمات قالها الشهيد قبل وفاته خلدها التاريخ مثلما قال حين التقى نجله الوحيد ياسين، بعد عودته من رحلة العلاج فى لندن، فى محاولة منه لمواساته بسبب حالته التى بدأ عليها «إن كان بابا مش شايفك بعنيه فمصر كلها عنين بابا».
وكان الشهيد النعمانى يروى تفاصيل ما جرى فى بين السرايات يقوله: «سمعنا إطلاق نار كثيف أعلى كوبرى ثروت، وتجمع معظم أهالى المنطقة أمام القسم، وطلبوا منى التدخل لحمايتهم من الإخوان الذين اعتلوا جامعة القاهرة وأطلقوا الرصاص بطريقة عشوائية عليهم، وكان فى ذلك الوقت اعتصام للإخوان فى ميدان النهضة ومحيط جامعة القاهرة، وعلى الفور انتقلت إلى مكان إطلاق الرصاص أعلى كوبرى ثروت. استكمل النعمانى حكايته مع الإخوان، قائلًا: أُصبت بعد ١٠ دقائق بطلقة فى الوجه أفقدتنى الوعى، وجرى نقلى إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، دخلت العناية المركزة لعدة ساعات، ولكن لم يتمكن الأطباء من إسعافى لعدم وجود الأجهزة الطبية الحديثة بالمستشفى، وفى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى، جرى نقلى بطائرة خاصة للعلاج فى أحد المستشفيات بسويسرا، بعد أن أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، قرارًا بعلاجى خارج البلاد.
شكرًا لمصر وشكرًا للرئيس السيسى الذى أصر على إطلاق اسم الشهيد النعمانى على ميدان النهضة الذى شهد اعتصام جماعة الإرهاب الإخوانية لفترات من عمر مصر المحفوظة بأيدى الله وأبنائها المخلصين الشرفاء أمثال الشهيد النعمانى، رحمه الله.