"ربنا يشفيك وترجع لبيتك وأولادك.. الأهلي محتاجك يا بيبو" بهذا الدعاء تضرع عدد من أعضاء النادي الأهلي الكبار في السن في يناير 2012 عندما كان محمود الخطيب يستعد للسفر إلى ألمانيا لإجراء جراحة في المخ لاستئصال "ورم حميد".
هؤلاء الأعضاء رددوا الدعاء ودموعهم تذرف من عيونهم "كنت شاهدا على هذه اللحظة" أثناء خروج الخطيب من صالة الملك فيصل بعد انتهاء اجتماع الجمعية العمومية سمعت المحبين وهم يتضرعون لله أن يشفي "بيبو" الذي يمثل لهم رمز وأسطورة قبل أن يكون نائبا لرئيس النادي في هذا الوقت، فاستجاب رب العالمين لدعاء الطيبين الصادقين وعاد الخطيب بعد جراحة خطيرة في المخ وفي توقيت صعب، خاصة وأنه في اليوم الذي أجرى فيه "العملية" وقعت مجزرة بورسعيد يوم 1 فبراير 2012، ولكن الخطيب قاوم المرض وصدمة استشهاد 74 من جماهير النادي وعاد أقوى من الأول بمشيئة الله وقوة العزيمة ودعاء المحبين.
هذا الموقف لن أنساه ويخطر ببالي كلما وصلتني معلومه عن الحالة الصحية لمحمود الخطيب الذي أصبح رئسيا للأهلي منذ عام تقريبا بضغوط من محبيه وعشاقه رغم أنه حتى قبل الانتخابات الأخيرة بشهور لم يكن يفكر في الترشح أو بمعنى أدق أن الأطباء وبعض المقربين منه يخشون عليه من تأثير الضغوط ومهام عمله رئيسا للقلعة الحمراء أعرق وأضخم مؤسسة رياضية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
الخطيب تحمل أقصى ما يمكن أن يتحمله شخص طوال عام كامل رغم المرض وتراجع الحالة الصحية والتي وصلت في بعض الأوقات إلى مرحلة الخطر ولكنه كان كل يوم يتحامل على نفسه ويتألم في صمت ويفضل مصلحة النادي علي مصلحتك الشخصية والصحية فتراه مرة يرفض السفر إلى أوروبا لتلقى العلاج لارتباطه بوضع دستور الأهلي ومرة أخرى يؤجل العملية الجراحية لإنجاز جزء من البرنامج الخاص بالقائمة عائلة الأهلي ومرة ثالثة من أجل جمعية عمومية لاعتماد اللائحة.. من أين لك بكل هذا الصبر وقوة التحمل وأنت تتألم صحيا.
بيبو تحمل الآلام الصحية من أجل الأهلي وفي نفس الوقت التزم الصمت ضد الحرب النفسية التي يقودها صبية السوشيال ميديا وبعض وسائل الإعلام للنيل من عزيمته ولكن في النهاية انتصر للنادي أولا بتطبيق الشعار الأساسي الأهلي فوق الجميع ولنفسه ثانيا بالتأكيد على أن الصمت لغة العظماء.
والآن حان الوقت ان تهتم بصحتك بعد أن أنجزت جزء من المهمة في اول عام من الجلوس على كرسي العرش بالقلعة الحمراء في فترة الرئاسة الأولى.. اذهب الى رحلة علاج وقلوب المحبين والعشاق تدعوا لك بالعودة معافى من كل داء.. عائدا إلى البيت الكبير الأهلي وإلى أسرتك وأهلك مجبور الخاطر.
يا لك من صبور كتوم تتحمل الوجع وحدك لتكرار سيناريو الثمانينات عندما تتحامل على نفسك كتير وانت لاعبا وتخوض المباريات وانت مصاب من أجل الانتصارات والألقاب والبطولات والان تواصل المسيرة وتتألم في صمت رغم الوجع والمرض اللعين.
وفي النهاية المرض ابتلاء من الله للعبد المؤمن لاختبار قوة إيمانه والجميع شاهد على قوة إيمانك وعزيمتك الفولاذية يا بيبو.. أنت لا تتألم وحدك.. فكل من يحبونك تتقطع قلوبهم من الخوف عليك ويتألمون كما تتألم ويتضرعون إلى الله في كل وقت بالشفاء العاجل والعودة لاستكمال رسالتك مع النادي التي حملها لك مئات الرموز من أبناء الأهلي وآلاف الأعضاء وملايين الجماهير والمحبين للكيان للحفاظ على شعار الأهلي فوق الجميع.