لا تأخذ أحدا بظاهره فمبعث الضحكات أحيانا يكون وجعا.. وحسن الورود لا ينفى كثرة الشوك المستتر.. وهاك الدليل «منصور» ابن الناظر فى مدرسة المشاغبين الذى ظل سنوات مصدر السعادة لكل مشاهديه حتى الأطفال بعدما قدم لهم لنحو ١٨ عامًا شخصية بوجي؛ حياته كانت مليئة بالوجع؛ فهذا الفتى المدلل عاطف بن رمضان السكرى فى مسرحية العيال كبرت، فى الواقع لم ير والده غير فى الصور؛ لأنه مات بعد عامين من ولادته وكان لقاؤه بأبيه فقط فى الصور الفوتوغرافية؛ لاعب الكرة الشراب لم يكن له شقيقا يلعب معه؛ كانت أمه كل حياته حتى أنه كان فى الكثير من الأحيان من فرط حبه لها يعجز عن وصفها أو الحديث عنها، وفى لقاء له ألح عليه المذيع فبكى لمدة ٤٠ دقيقة تم فيها إيقاف البرنامج؛ فور تخرجه من معهد الفنون المسرحية التحق بفرقة الفنانين المتحدين لتتوالى الأعمال المسرحية ومن أشهرها مدرسة المشاغبين ومسرحية العيال كبرت؛ ثم يدخل سباق السينما لتكون حصيلة أعماله ٩٠ فيلما أشهرها إحنا بتوع الأتوبيس وشفيقة ومتولى والكرنك وحكمتك يارب والفقراء أولادي، قبل أن يسقط على خشبة المسرح فى عامه الـ٥٣ ويدخل فى دوامة مريرة من المرض ينفق فيها ما جمعه من ثروة ويستبدل فيها ما زرعه من ضحكات بمرارة ووجع؛ ١٦ عاما حاصر فيها المرض فتى المسرح الذهبى قبل أن يرفع الراية البيضاء ويسلم روحه للسماء ويعلن يونس شلبى الرحيل ١٢ نوفمبر ٢٠٠٧ واضعا عنوانا لحياته «حكمتك يارب» تاركا من ظهره ٥ بنات وولدا لم يرثوا منه غير طيبة القلب، ووصية كانت عنوان فيلم له «الفقراء أولادي».
آراء حرة
حكمتك يارب
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق