كله عارف التنظيم الدولى للإخوان المجرمين، لكن حد عارف التنظيم الدولى للإخوان السلفيين.
ولمعرفة قصة التنظيم الدولى للسلفيين خد عندك من دراسة موثقة، نجد أن البداية كانت عام ٢٠٠٩.. فهذه السنة تعتبر نقطة تحول كبرى فى تاريخ السلفيين.. ففى ذلك العام، قررت وزارة الداخلية المصرية - بقيادة حبيب العادلى- الاستعانة بالسلفيين لمواجهة جماعة الإخوان، خاصة بعدما حققته الجماعة الإرهابية من مكاسب سياسية، فى انتخابات ٢٠٠٥ !!.. وبذلك كانت الوزارة -كما يقول المثل- كالمستجير من الرمضاء بالنار !!.. وتم فتح المجال أمام السلفيين إعلاميا ودعويا !!. وأسسوا مجموعة قنوات فضائية ساعدتهم فى تكوين جيش جرار من الأتباع السذج فى مختلف بقاع الوطن.. وفى مقابل هذا فقد التزم السلفيون بالبعد عن السياسة.. ولكى يؤكدوا حسن نواياهم، أعلنوا أن الديمقراطية كفر فى بيان رسمى، وأن الخروج على الحاكم حرام، وأن ممارسة العمل السياسى رجس من عمل الشيطان، ووصفوا البرلمان بأنه طاغوت لأنه يشترك مع الله فى التشريع!!.. وتعهدوا بالاكتفاء بإلقاء الدروس الدينية فى المساجد. ولكن فجأة بعد «ثورة» ٢٥ يناير تأكد للجميع، أن السلفيين أشد كذبا من جماعة الإخوان الكذابين، وأكثر كذبا من مسيلمة الكذاب، فقد انفتحت شهيتهم للعمل بالسياسة بحماس شديد، وأسسوا عدة أحزاب سياسية (النور والفضيلة وغيرها)، ودخلوا البرلمان (الذى سبق أن وصفوه من قبل بأنه الطاغوت الذي يشترك مع الله فى التشريع)!!.
وللباحث ماهر فرغلى، دراسة مهمة بعنوان «التنظيم الدولى للسلفيين، النمو الصامت»، قال فيها: «إن السلفيين يبالغون فى السرية ولا يتحدثون مطلقًا عن تنظيمهم الدولى»، وقال ماهر فرغلي: «إنه عقب ما يسمى «الربيع العربي» بدأ التنظيم الدولى للسلفيين فى الظهور رويدا رويدا.. وهذا التنظيم شبيه إلى حد كبير جدا بالتنظيم الدولى لجماعة الإخوان المجرمين.. فكلا التنظيمين يؤمن بفكرة الأممية، ولا يؤمن بالوطن !! ومصر بالنسبة لكلا التنظيمين، هى فقط مجرد ولاية تابعة لدولة الخلافة !! ويرفضان الحدود الجغرافية بين الدول، ويؤمنان بالتنظيم العابر للحدود. وأن الوصول لحكم مصر يحتاج لدعم دولى، وأن هذا الدعم سيأتى عن طريق التنسيق مع فروع التنظيم فى الخارج.
ويعتبر كتاب «السلفيون والعمل السياسي» لصاحبه الشيخ «أبوالحسن مصطفى المأزنى» بمثابة «مانيفستو» السلفيين فى مصر وغيرها من الدول، وهو مرجعهم فى العمل السياسى، وحركة التنظيم الدولي.. وهذا الشيخ داعية مصرى، هاجر من مصر إلى اليمن واستقر هناك.. وقد زاره ياسر برهامى فى اليمن عدة مرات، واتفق الرجلان على أن اليمن ومصر ظروفهما متشابهة، وأن المعوقات واحدة.. وكلا الرجلين على صلة مستمرة ودائمى التشاور.. ولأن ياسر برهامى هو المسئول عن التنسيق بين أفرع التنظيم فى عدة دول عربية، لذلك فإنه يقوم بزيارات متكررة لكل من تونس وليبيا وقطر والسعودية والكويت.. وبعد ٢٥ يناير زار ياسر برهامى السودان عام ٢٠١٢ والتقى بالشيخ «أحمد كرمو حطيبة» - عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية فى السودان - وذلك لتكوين فرع للتنظيم الدولى فى السودان.. والسلفيون فى مصر، قدموا العديد من المساعدات المالية والغذائية والدوائية، للسلفيين فى سوريا، وظهر ذلك واضحًا فى تصريحات ياسر برهامى بشأن «جبهة النصرة» و«أحرار الشام».
وأما بالنسبة للتنظيم الدولى فى الدول الأفريقية، فهذا الملف تولاه المهندس محمد حماد (عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية)، وقام محمد حماد بزيارات مكوكية متواصلة لعديد من الدول الأفريقية، مكنته من تكوين حبل سرى شكل نواة، لتنظيم سرى عالمى. ويعتبر سلفيو الكويت هم مركز التنظيم الدولى للسلفيين بقيادة الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق، وهو مصرى الجنسية وحاصل على الجنسية الكويتية.. وهو مؤسس حزب الأمة عام ٢٠٠٥ وشارك حزبه فى انتخابات البرلمان الكويتي.. وجاء إلى مصر بعد ٢٥ يناير وساهم فى إنشاء حزب النور.. وذهب إلى تونس فى مارس ٢٠١٢ وساهم فى تأسيس حزب جبهة الإصلاح.
وفروع التنظيم الدولى للسلفيين ليست مقصورة على الدول العربية والأفريقية فقط.. فهذا التنظيم له تواجد قوى فى أوروبا أيضا.. فمثلا ذكر البيان التأسيسى الصادر عن «المجلس التنسيقى الإسلامى العالمى» والذى يحمل توقيع الصحفى المصرى د. جمال سلطان، رئيس تحرير جريدة المصريون، ذكر البيان أن التنظيمات السلفية فى أوروبا وحدها بلغت، ١٦ منظمة، (هولاندا، وألمانيا وفرنسا وسويسرا...إلخ).. وفى بريطانيا مثلا، يوجد تنظيم سلفى قوى يسمى «رابطة الأوروبيين المسلمين»، ويرأسه وزير بريطانى مسلم سابق هو «الفريدو تايوليز».. وتحذر صحيفة «ديلى هيرالد» الأمريكية من غزو الفكر السلفى لأوروبا.. وقالت إن فى بريطانيا يدير السلفييون ٧٪ من مساجد بريطانيا البالغ عددها ١٧٤٠ مسجدًا..
وفى عام ٢٠١٢ تم القبض فى مطار القاهرة الدولى على وفد ألمانى سلفى، وبعد التحقيق معهم تبين أن قائدهم هو الداعية الألمانى «ستيفن لو» المعروف باسم «أبو آدم» وهو أحد قيادات التنظيم الدولي، وهو أيضًا المسئول عن التنظيم الدولى للسلفيين فى ألمانيا.. وهو جندى سابق فى الجيش الألماني، واعتنق الإسلام من ١٥ سنة.. ويقول «هانس غيورنج» رئيس هيئة حماية الدستور فى ألمانيا: «إن برلين قد أصبحت عاصمة السلفيين فى العالم» وقال إن مجموعات السلفيين قد تزايد عددها من ٣٨٠٠ مجموعة عام ٢٠١١ إلى ٩٧٠٠ مجموعة عام ٢٠١٧.
وأخيرا بقى القول أن التنظيم الدولى للسلفيين يصف ما حدث فى مصر يوم ٣ يوليو ٢٠١٣ بأنه انقلاب عسكرى!! ويصف تنحية محمد مرسى عن الحكم بأنه جريمة متكاملة الأركان!!.
وبقي أن نقول أن هذا الكلام أخذ من
من أوراق الأستاذ محمود حسنى رضوان.