فى شرم الشيخ من 2-5 نوفمبر الحالى 5 آلاف مشارك يمثلون شباب العالم والمهتمين والمهمومين والخبراء فى هذا الشأن ومن بيدهم القرار. اجتمعوا لإعادة صياغة خريطة الحركة الشبابية العالمية كاستجابة لدعوى وجهود الرئيس السيسى بضرورة توحيد رؤى شباب العالم تجاه قضاياهم والمجتمع بشكل عام من تهديدات ومعوقات ومشاكل وحلول، وبالتالى تعميم وتعرف عن قرب لمعاناة الفرد والدول.
نجاح منتدى شباب العالم 2018 يأتى امتدادًا لمصداقية المنتدى الأول 2017 والنقاش والحوار والتعاطى ومعالجة مشاكل العالم بشفافية. وأعتقد أن مصر من خلال رئيسها أثبت من خلال المنتدى أنه يملك رؤية ناتجة من التعمق فى مشاكل تكاد تكون موحدة تضر العالم. ويملك أيضًا الحلول وهى خليط من جهود متنوعة لجهات متعددة داخل المجتمع الواحد، وأيضًا بتنسيق عالمى، أكدت مصر أيضًا من خلال النقاش أن العالم لن يكون بأمان لو لم تدرك الدول بضرورة المشاركة مع غيرها بتقديم وتبادل العون للنجاح.
المنتدى قدم نموذجًا عندما تتفرغ الدولة لنجاح حدث. معظم التجارب السابق فى هذا الشأن تكاد تكون مؤتمرات معلبة القرارات، وأعتقد أن السيسى أدرك واطلع على أسباب فشل كل نسخ المؤتمرات السابقة ومنذ عشرات السنين. وتوصل إلى أن غياب المعلومات والمصداقية والاحترام للعقلية الشبابية، أمور قوضت أهداف أى تجمعات سابقة. ومنذ أن تولى السيسى مسئولية قيادة البلد حرص على جذب الحركة الشبابية بكل الطرق للمشاركة فى تحمل مسئوليتها تجاه المجتمع والبلد والعالم.
مصر من خلال المنتدى صنعت تقاربًا بين حركات الشباب فى العالم.من خلال توحيد أهدافها ورؤيتها وخط سير الحلول لمشاكل نعانى منها والعالم وبأن الإنسان هو محور الحياة والتطور لذا يجب أن يكون الإنسان أولا. وتقديم كل المساعدة والمساندة له لتسهيل حياته وحمايته من الأخطار، المنتدى نجح فى لفت أنظار العالم كمنصة انطلاق للتبشير والترويج لأفكار إنسانية وبرامج تهدف بشكل واضح إلى تكريس السلام. واحترام اختيارات الجميع. والتعامل بعدالة وأيضًا الدفاع عن حرية العقيدة والحياة.
نجاح المنتدى لمصداقية كل الأمور المحيط به والالتزام بأن تكون الشفافية هى العنوان الرئيسى وفى كل الأمور. وأعتقد أن تعامل مصر مع شبابها نمط جديد وتجربة جاذبة لغيرنا من الدول. وهو انعكاس لقيم الدولة المصرية والتى فرضتها على السلوك العام للدولة، وبالتالى على علاقة الدولة بغيرها.
منتدى شباب العالم وقبله مؤتمرات الشباب صنعت حالة من الإلهام للشباب وغيرهم نبهتنا إلى أن الشباب ومهما أصاب حركتهم من عطب.هو مؤقت. ويجب تشجيعهم ومساندتهم وإطلاق حزمة مساندة كتحفيز لهم على الانطلاق.
تجربة الرئيس الناجحة فى شأن اندماج شرائح المجتمع فى تنفيذ أجندة البناء والحماية للبلد بشكل عام وتعدى الحلم إلى تشكيل قوى عالمية موحدة تعمل على حماية المجتمعات ونشر قيم الخير يجب أن تنتقل لوزارة الشباب. وأقصد تحديدًا، وهى وزارة من مهامها دعم فكرة الرئيس والترويج لجهوده لزيادة الحركة لتصل لشباب القرى والنجوع وشباب أطراف الدولة. بالطبع إمكانيات الوزارة لا تنافس إمكانيات الدولة. ومع الأنشطة يجب أن تكون هناك جهود معمقة بشان تدعيم الحركة الشبابية المصرية بشكل ما كمكمل لما يحققه البرنامج الرئاسى.
أشفق على وزير الشباب د. أشرف صبحى لأنه مطالب كتكليف رسمى باستكمال جهود وأيضًا بتنفيذ خطة شاملة لتجديد أفكار البرامج وأفكار القائمين عليها، ولدىّ اعتقاد بأن بناء جديد أسهل عشرات المرات من بناء على الأنقاض أو التنكيس، مطلوب أيضًا من وزارة الشباب جمع مواد المنتدى والحوارات من أفلام أو أوراق، وعمل لجنة من خبراء فى هذا الشأن مع الاستعانة بمميزين من الجامعة الأمريكية وغيرها والمطلعين على الأفكار الجدية للترويج لما حدث فى شرم الشيخ.
من الممكن أن ينسخ أشرف صبحى التجربة الرئاسية ويعمل على عمل دوائر كتقوية، وهو هنا سيجذب شريحة لم تشارك، ومع بذل الجهد يمكنه أن يزيد من فاعلية العمل وزيادة أعداد المستفيدين من البرامج الشبابية.
أعلم أن هناك تفاوتًا وصراعات فكرية بين رؤية صبحى، وما يتم على الأرض، وأعلم أيضًا أن دخوله كمنفذ يوضح عدم وجود كوادر حاليًا للمساندة كوادر بخبرات تراكمية للتثقيف والتدريب، وتلك النقطة تحديدًا لم يكن هناك اهتمام بها فى ظل التخوف بين القيادات على صناعة تقاطعات مع الدولة فى ظل أهداف غير معلنة ناتجة من انعدام الرؤية العامة فى التعامل مع الحركة الشبابية، الآن لدينا دولة واضحة فى تعاملها مع الملفات، ومنها الشبابية.
على صبحى أن يستكمل العمل بترتيب البيت باختيار قيادات للتثقيف والتدريب العقلى، وهى مختلفة عن لجان الأنشطة أو البرامج الموجودة؛ ليستكمل بها ما يقوم به شخصيًا بشأن الحوار والنقاش مع الشباب.