اعتبر المشاركون في الاجتماع الأسبوعي للقاء سيدة الجبل (تجمع سياسي – ثقافي يستهدف تعزيز قيم العيش المشترك المسيحي الإسلامي في لبنان) أن الأزمة الحقيقية وراء تعطيل تشكيل الحكومة، تتمثل في "وضع يد إيران على القرار الوطني اللبناني".. على حد وصفهم.
وأشار أعضاء اللقاء إلى أن الإرادة الوطنية والسياسية والدستورية في لبنان، غائبة عن التصدي لهذه الوصاية الإيرانية والتي تتمثل في رفض حزب الله تشكيل الحكومة إلا بعد توزير عدد من حلفائه.
ودعا أعضاء اللقاء إلى تشكيل تيار وطني جامع، يأخذ على عاتقه "رفع وصاية إيران عن لبنان" دفاعا عن الدستور وحفاظا على قيم العيش المشترك بين أبنائه.
وكان حزب الله، قد أعلن أنه لن يسلم لائحة أسماء مرشحيه للحقائب الوزارية التي حصل عليها، إلا بعد أن يتم تمثيل حلفائه من طائفة السنة بفريق (8 آذار) داخل الحكومة، وهو الشرط الذي عقب عليه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري مؤكدا أنه لن يسمح به، حتى وإن اقتضى الأمر اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة.
ويستند الحريري في رفضه التمثيل الوزاري لأحد النواب السنة المتحالفين مع حزب الله، وعددهم 6 نواب بالبرلمان، إلى أن تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء، يمتلك الأغلبية النيابية الكاسحة عن الطائفة السنية في لبنان، فضلا عن أن "التصويت الشعبي" أظهر أن هؤلاء النواب من فريق 8 آذار، لديهم أقل من 9 % من أصوات الناخبين في الانتخابات الأخيرة، كما أنهم لا يشكلون كتلة نيابية متضامنة فيما بينهم، وإنما هم منضمون لتكتلات نيابية متعددة قائمة بالفعل، ومن ثم لا يمكن تمثيلهم وزاريا وإلا يكون بذلك قد تم احتساب حجمهم النيابي مرتين.
وتلقى الحريري قبل أيام دعما في هذا الموضوع من قبل الرئيس ميشال عون الذي قال في حديث تلفزيوني بمناسبة مرور عامين على انتخابه رئيسا للبنان، إن "العقدة السنية" مفتعلة وغير مبررة وأن هؤلاء النواب كانوا أفرادا وتجمعوا أخيرا ولم يكونوا كتلة نيابية.