الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مصر والاختيار الصعب.. أسئلة وشهادات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تبدو الحياة صعبة فى كل مفرداتها وتزداد صعوبة مع اختياراتنا السيئة أو تقديرنا الخاطئ «للموقف - المشهد» ويبدو الطريق شاقا علينا جميعا فى هذه الرحلة التى نبدأها رغما عنا وتكتب نهايتها بغير إرادتنا فلا نحن فاعلون فى البداية ولا أصحاب قرار فى شكل النهاية. 
قد ينطبق هذا التوصيف على الأشخاص ولكنه أيضا ينطبق على المجتمعات والدول فى رحلة الصعود والبناء، أو رحلة هبوطها وانحدارها وتدهور أوضاعها، فالدول والحضارات كما يراها ابن خلدون مثل الإنسان فى مراحل نموه ما بين الضعف والقوة والانهيار من الطفولة ثم النضج والشباب والفتوة فالشيخوخة والعجز والمرض.
الاختيارات هى التى تصنع تجاربنا، وتشخيص أحوالنا، مع تحديد أهدافنا، يجعلنا نرى بوضوح أين نسير؟ وإلى أين نتجه؟ ولكن يظل التشخيص هو الأساس، وهو المعضلة وهو الحل يكمن فيه الفشل والنجاح ويتطلب التشخيص خبرات متنوعة محترفة تملك إخلاصا فى التناول والطرح، فإذا تحدثت صدقت وإذا استشيرت أخلصت مهما كانت النتائج والعواقب، وتأتى بعد ذلك شجاعة اتخاذ القرار فينحاز للحلول الحقيقية وليس المسكنات والدواء المر إذا تطلب الأمر، وإذا كان ورما خبيثا تجب إزالته دخل فورا غرفة العمليات دون تأجيل، لا مجال للتحايل أو المماطلة أو خداع النفس أو المريض. 
أنا أنتمى لجيل سمع كثيرا مصطلح «الشفافية والمصارحة» حتى كادت الكلمات تفقد معناها بل وتصبح مثيرة للشفقة والسخرية، فإذا ما استخدمها أحد نشك فورا فى نواياه، وانضمت هذه المفردات إلى قائمة المصطلحات سيئة السمعة ثم توارت قليلا، وأعترف أننى وجدت تطبيقا نموذجيا وحقيقيا لهذه المفردات مع الرئيس السيسى فى أكثر من أزمة وموقف وقرار، فى الشأن المحلى فى ملفات كثيرة، بل وفى العلاقات الدولية بكل تعقيداتها وتشابكاتها، وعبر الرئيس عن أن مواقفه وانحيازاته التى عبر عنها بوضوح تظل دائما تحت شعار يُؤْمِن به ويتحرك من خلاله «نحن نتعامل بشرف فى وقت عز فيه الشرف» فهو يختار الحلول الصحيحة مهما كانت صعوبتها، فى التصدى للتحديات المزمنة داخليا، ويختار المواقف «إقليميا ودوليا» وفق منهج يُعلى المصالح القومية، وسياسة عاقلة تحترم الآخر، واستراتيجية لا تدعو للصدام بل التوافق والمساحات المشتركة، ربما يكون هذا المسار هو الشائك بل والأكثر صعوبة لكنه هو الأصوب والأفضل مهما كانت فاتورته المؤقتة وأعتقد أن ما حققته هذه السياسة وهذا التوجه يفوق كثيرا ما كان يتوقعه الكثيرون فى هذه الفترة القصيرة، ولعل النتائج التى تحققت هى أفضل إجابة على من شكك وتساءل فى ريبة «إحنا رايحين فين؟»، ولعل الواقع الإقليمى بكل تفاعلاته، وحضور مصر الدولى بكل هذا الزخم ينطق بالحق والحقيقة الصادمة لقلة بائسة، وأغلبية كاسحة داعمة.
يرى البعض ما يتم ويشعر بطمأنينة، لكنه يقع دون أن يقصد أسيرا ولو لفترة قصيرة تحت تأثير بعض الدعاوى أو الإعلام المعادى وسرعان ما يسترد وعيه المسلوب بفعل واقع يتغير أو أمل يتشكل أمامه وهو يبصره عن قريب وهنا تبرز أهمية وقيمة شهادات تأتيى من أطراف خارجية، تحمل كلماتها مصداقية ورأيها فوق مستوى الشبهات، فلا تخلو زيارة رئاسية لدولة عظمى من إشادة وتقدير بالتجربة المصرية من مدارس فكرية سياسية واقتصادية مختلفة من الشرق الأقصى الآسيوي والشمال الأوروبي المتقدم والغرب الأمريكى. 
الألمان يعلمون أن مصر على الطريق الصحيح نحو الديمقراطية وسيادة دولة القانون، هكذا تحدث رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى برلمان ولاية بادن فورتنبيرج الألمانى فيلى شتاشيليه، وذلك قبل زيارة الرئيس السيسى بأيام. 
فى نفس الاتجاه سار واحد من أكبر الشركات فى العالم جو كايزر رئيس شركة سيمنس متحدثا عما يجرى فى مصر: لا يوجد مكان فى العالم شهد هذا التطوير فى البنية الأساسية فى وقت قياسى كما حدث فى مصر تحت قيادة السيسي، هذه شهادة ثانية لا يمكن تجاهلها.
الشهادة الثالثة التي نكتفي بها فى هذا السياق ما قالته المرأة الحديدية أنجيلا ميركل: مصر باتت تمثل نموذجا يحتذى به للاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط. 
هذه هى التجربة المصرية وهذه نماذج لشهادات كيف يرانا الآخرون ولكن هل نرى نحن أنفسنا وتجربتنا؟!