أعلن نائب رئيس الوزراء، وزير الصحة اللبناني غسان حاصباني، اليوم، عن إطلاق السجل الوطني الإلكتروني للسرطان، الذي يستهدف رصد توجهات المرض من حيث العدد والنوع والانتشار، وما إذا كانت الإصابة به في تزايد.
وأوضح وزير الصحة اللبناني، في مؤتمر صحفي عقده اليوم بحضور مديرة برنامج مكافحة السرطان بالوزارة، وعدد من مسئولي شركات أدوية الأمراض السرطانية، أن السجل الإلكتروني سيوفر معطيات وبيانات تستطيع معها وزارة الصحة أن ترسم سياسات عامة أكثر فعالية، كما تستطيع المؤسسات الطبية والدوائية وضع خطط على المدى البعيد، ومن ثم يعمل المعنيون جميعا بطريقة أكثر دقة وفعالية للتغلب على المرض.
وأكد أن كلما تحسن الوعي عند الناس كلما زادت نسبة الكشف المبكر ومن ثم تحسنت سبل ووسائل التعامل مع المرض والقدرة على رصد المعلومات ومتابعة المعطيات بدقة لتحديد كيفية التعامل مع هذا المرض بدقة أكبر.
ولفت إلى أن لبنان يواجه صعوبة كبيرة في العمل على مكافحة السرطان، في ضوء تعدد المخاطر والأضرار البيئية، مثل تلوث المياه وعدم معالجة مياه الصرف الصحي التي تلوث المياه الجوفية أو مياه الري أو البحر، بالإضافة إلى الضعف المعرفي بكيفية استخدام المبيدات الزراعية والتي تستخدم بطريقة عشوائية على نحو يسبب الأمراض السرطانية.
وشدد على أن انتشار التدخين وعدم الالتزام بقانون منع التدخين في ظل الانخفاض الكبير في أسعار بيع السجائر ووسط ثقافة عامة لا تشجع على مواجهة هذه الآفة، من أهم مسببات الأمراض السرطانية.
وقال: "كنت أتمنى لو يتم ربط الإصابة بالسرطان بمضار التدخين والتلوث والأضرار البيئية الكثيرة عندنا والتي لم تعد قنبلة موقوتة بل أصبحت بمستوى قنبلة كيماوية انفجرت في كل المناطق اللبنانية وترمي أضرارها على الجميع.. كنت أتمنى تسليط الضوء الإعلامي على هذه المخاطر ونشر الوعي للتصدي لهذه المخاطر التي تؤدي إلى الإضرار بشكل كبير بصحتنا".
وأضاف: "إن العلاج لا يقتصر فقط على استخدام الأدوية بكميات كبيرة وبأنواع متقدمة ومتطورة بأسعار باهظة، إنما علينا العمل على تفادي المرض وكشفه بشكل مبكر، فنختصر بذلك العلاج وتكون أوجه العلاج سريعة بدلا من أن تكون متشعبة ومعقدة، تكلفة العلاج التي تتزايد تدريجيا ، يمكن أن تتقلص إذا ما تم الكشف المبكر عن المرض وإذا كانت هناك معطيات عن الأمراض ومراحلها بطريقة أكثر وضوحا".