الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

من السويس إلى رئيس الوزراء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاء اهتمامكم بالانعطاف نحو المحليات بالزيارات الميدانية محمودًا للوقوف على أهم المشاكل ودفع عجلة التنمية وقد بدأتم خلال الفترة القصيرة الماضية بعدة زيارات مهمة لمحافظات الصعيد منها «قنا – سوهاج وأسيوط «مرورًا بمحافظات الوجه البحري الدقهلية – بورسعيد فى انفتاح مع المواطنين والنواب.
وكنا نتمنى أن تلبي دعوتنا وتزور محافظة السويس فى عيدها القومي ٢٤ أكتوبر هذا التاريخ الوطني لأفضل وأنبل معارك المقاومة الشعبية فى تاريخ مصر الحديث وبعد مرور ٤٥ عامًا عليها فضلا عن مرور ٢١١ عامًا على معركة رشيد صاحبة المقاومة الشعبية عام ١٨٠٧ ضد الاحتلال البريطاني.
ولأن السوايسة مشهود لهم بالوطنية ويكفي شهادة الزعيم جمال عبدالناصر الذي قال نصًا «ما من بلد ارتبط اسمه بتاريخ الكفاح المصري كما ارتبط اسم السويس»، وقال عنها الرئيس السادات تكريمًا للسويس «لقد خرجت السويس فى ٢٤ أكتوبر ١٩٧٣ فى معركة شرف ليس دفاعًا عن المدينة ولكن دفاعًا عن مصر والأمة العربية».
إن ذاكرة شعب السويس الوطنية خصبة وإحساسهم بكرامتهم عالية ومن هنا فإنهم يشعرون بالإهمال والظلم لما يواجه المحافظة من تحديات وقد أصبحت لديهم غصة فى حلوقهم بسبب الكثير من المواقف لإهمال التنمية الخاصة بهم يأتي ذلك من خلال:
- عدم تشغيل ميناء بورتوفيق للركاب رغم صرف الملايين على تطويره مما يشكل علامة استفهام رغم قرار رئيس الجمهورية بإنشاء اللجنة العليا لتطوير الموانئ المصرية.
- تناسي وإهمال إنشاء مطار السويس الدولي بعد أن تم طرحه فى مزايدة عالمية «ملف» من أكثر من ١٧ عامًا باعتباره ظهير ميناء جوي يتناغم مع ميناء السخنة البحري ومشروع السكة الحديد الجديد حتي تحقق ثلاثية نقل اللوجستيات الحديثة بمنطقة شمال غرب خليج السويس.. وتم تجاهل المطار وبني بعده مطارات إقليمية عديدة «سوهاج – أسيوط – مرسم علم» وحتي مطار العاصمة الإدارية الجديدة وما زال اسم مطار السويس على خرائط «جوجل» وملف قيد الإهمال.
- عدم استكمال أو الانتهاء من مشروع تنمية شمال غرب خليج السويس رغم صرف ما يزيد على ٨ مليارات جنيه على البنية الأساسية وما زالت نسب استخدام الأراضي لا تزيد على ٣ ٪ رغم كل التسهيلات التى قدمت إلى بعض رجال الأعمال من بنية اساسية أو فى أسعار الأراضي، فضلا عن الإعفاءات الجمركية والضرائبية.
- إهمال حديقة الخالدين أمام مبني محافظة السويس التى أصبحت خالية من أسماء الشهداء بعد أن أكلت عوامل التعرية لوحة الأبلكاش الخشبية التى كان مكتوبا عليها اسم من ضحوا من أجل الدفاع عن السويس والوطنية وخلت الحديقة من أي صور أو تماثيل لهؤلاء الأبطال وأصبحت الحديقة كخيال المآتة!!
- للأسف وبعد ٤٥ عامًا تحولت حديقة الشهداء بالأربعين والتى كانت بداخلها النصب التذكاري مدون عليها «ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا.. بل أحياء عند ربهم يرزقون» تحولت للأسف الشديد إلى موقف ميكروباص للسيارات الأجرة!!
- وللأسف بعد ٤٥ عاما على معركة مقاومة السويس لا يوجد بل أهمل إنشاء متحف السويس الوطني الذي كان من المفترض أن يضم كل مقتنيات المعركة ووثائقها.. وأصبحت السويس بلا ذاكرة وطنية!!
- حتي العمارة السكنية بمنطقة المثلث التى دمرتها الدبابات الإسرائيلية وتركت على وضعها وكتب عليها لافتة «حتي لا ننسي» لتكون رمزًا لتدمير العدو الإسرائيلي وحتي يعرف الجيل الجديد.. تم ترميمها حتى أصبحت اللافتة الواقعية حتي «ننسي»!! كيف تم طمس الحقائق؟.
حتي المشاريع الجديدة التي أصدرها ووجه بها الرئيس عبدالفتاح السيسي من أجل التنمية ورد الاعتبار لمحافظة السويس، ما زالت تتأرجح، وأهمها: 
أولا: الترسانة البحرية الجديدة لإنشاء وتصنيع السفن بمنطقة رأس الأدبية وصدر قرارها عام ٢٠١٦ لم تبدأ بعد.
ثانيًا: مدينة السويس الجديدة شرق القناة داخل الحدود الإدارية للمحافظة فى سيناء لم تبن منها طوبة واحدة فيما المدن الجديدة تتعاظم فى الإسماعيلية – بورسعيد – العلمين – المنصورة وحتى العاصمة الإدارية الجديدة.
ثالثا: أما المنطقة الصناعات الروسية التى بذل فيها أبناء السويس ومطالبها من خلال الدبلوماسية الشعبية بحضور السفير الروسي بمصر إلى السويس فى استقبال ومبادرة شعبية تم انتقالها من السويس إلى بورسعيد الشقيقة بقدرة قادر رغم جودة الأراضي فى السويس واتساعها!!
السيد رئيس الوزراء 
كان طبعًا الإهمال فى عمل المشاريع التنموية مع إغلاق بعض المصانع فى السويس ومع تعثر شركات الملابس الجاهزة والغزل والنسيج وشركة النصر للصناعات الأسمدة مع غلق ميناء ركاب السويس.. كان طبيعيًا أن تتفاقم وتزداد مشكلة البطالة بين شباب السويس التى أصبحت تتصدر المحافظات رسميًا بارتفاع نسب البطالة فيها.
ولعل المشاكل الاجتماعية بتأخير تسليم وحدات الإسكان منذ ٢٠٠١ حتي ٢٠٠٦ وحتي الآن وارتفاع مشاكل محاكم الأسرة وغيرها باعتبارها مظاهرة اجتماعية لا بد من مواجهتها، فضلا عن أوضاع التلوث البيئي وفق التقارير الرسمية خصوصًا تلوث الهواء وتراكم القمامة وغيرها من المشاكل الأخري.
لعل ذلك كان سبب غصة أبناء السويس التى قدمت من كل منزل شهيد عبر معارك الوطنية الحقيقية والتى كان آخرها تقديم أول شهيد فى ثورة يناير والوقفة الشجاعة فى ٣٠ يونيو ضد الإرهاب والتطرف والعنف والفاشية لما يسمى بتيار الإسلام السياسي.
السيد رئيس الوزراء مصطفي مدبولي 
نحن على ثقة أنكم قادرون على رد الاعتبار لشعب السويس الذي يدعوكم لزيارتها لبدء التنمية الحقيقية على أرضها وفق أولويات ومتابعة موضوعية.
ويكفي ما حدث من إهمال للسويس.. الذي يستحق أهلها حياة أفضل بإذن الله.