الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

أيادي الإمارات البيضاء.. انخفاض الإصابة بشلل الأطفال في باكستان بنسبة 98%

انخفاض الإصابة بشلل
انخفاض الإصابة بشلل الأطفال في باكستان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد عبدالله خليفة الغفلي، مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، أن المشروع نجح في خفض عدد حالات الإصابة بشلل الأطفال في باكستان من 306 حالة في العام 2014 إلى 4 حالات في مطلع أكتوبر من العام الحالي وبنسبة انخفاض بلغت 98 بالمائة.
وقال الغفلي، في حوار لوكالة أنباء الإمارات "وام"، إن جهود التغلب على شلل الأطفال في باكستان في طريقها إلى القضاء على المرض نهائيا، مشيرا إلى نجاح المشروع الإماراتي الذي يأتي تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، والتي تترجم سياسة دولة الإمارات الهادفة إلى دعم الجهود العالمية الرامية إلى الحد من انتشار الأوبئة والوقاية من التداعيات الصحية السلبية حول العالم.
وأضاف أن الدعم اللامحدود لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ساهم في اقتراب البشرية من القضاء نهائيا على المرض بعد أن استفاد منها أكثر من 400 مليون شخص حول العالم.
وقال الغفلي: "في عام 2013 استضافت العاصمة أبو ظبي القمة العالمية للقاحات والتي شهدت إطلاق مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، والإعلان عن تبرع سموه بمبلغ 120 مليون دولار للقضاء على المرض، وعلى ضوء ذلك صدرت التوجيهات الكريمة من القيادة الرشيدة لإدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان بإطلاق حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في جمهورية باكستان الإسلامية بهدف تعزيز الجهود الميدانية المبذولة في محاربة مرض شلل الأطفال في أكثر المجتمعات والمناطق التي ينتشر فيها ويهدد حياة أطفالها المعرضين لخطر الإصابة به.
وأوضح أن الحملة استهدفت في العام 2014 أكثر من 13 منطقة في إقليم خيبر بختونخوا وإقليم المناطق القبلية، وهي المناطق التي كانت قد سجلت أكثر نسبة من حالات الإصابة بشلل الأطفال في باكستان، كما كانت تعاني من توقف حملات التطعيم بشكل تام في معظم مناطقها بسبب التهديدات الأمنية، فيما توسعت التغطية الجغرافية خلال الخمس سنوات الماضية ليصل نطاق تغطيتها في عام 2018 إلى 83 منطقة في أربعة أقاليم باكستانية، مستهدفة 13 مليونا و545 ألف طفل باكستاني شهريا بلقاحات التطعيم ضد شلل الأطفال.
وأكد أن الإعداد لإطلاق الحملة لم يكن أمرا سهلا، فحجم المسئولية تجاه الثقة التي توليها القيادة الرشيدة لإدارة المشروع الإماراتي للاضطلاع بتنفيذ هذه الحملة في أقاليم ومناطق عجزت الحملات الوطنية والدولية من العمل فيها ووصلت جهودها إلى مرحلة التوقف نهائيا، يحتاج إلى القيام بدراسات ميدانية صعبة ووضع خطط حديثة ومبتكرة لتجاوز التحديات والمشاكل الميدانية، والتي كان أصعبها هو تغيير مفاهيم وقناعات المجتمع والأشخاص عن الأمصال، وزرع الثقة في قلوبهم عما يقدمه أعضاء فرق التطعيم.
وقال: لقد كان اسم دولة الإمارات وأصحاب السمو قادة الإمارات مبعث ثقة وترحيب بين مختلف القبائل والسكان والأسر التي تستفيد من جهود الحملة في مناطقها، كما تم إعداد خطط أمنية لتغطية جميع المناطق وتأمين أعضاء فرق التأمين أثناء عملهم في إعطاء اللقاحات بمشاركة ودعم من الجيش الباكستاني ووزارة الداخلية الباكستانية، وتحديث وتطوير خطط التنقل والتنفيذ اليومية في جميع المناطق، مع إطلاق حملات توعوية تبدأ قبل بداية الحملات الشهرية بعدة أيام للتأثير على المجتمع بطريقة إيجابية والحصول على تعاونهم ومساعدتهم في تنفيذ الحملات والتقليل من نسبة حالات الرفض والامتناع عن أخذ التطعيمات.
وتطرق الغفلي، إلى أبرز الصعوبات التي واجهت الحملة في بداياتها ومن أبرزها الأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة والشائعات المغرضة لدى السكان عن المرض والتي تم التغلب عليها بفضل السمعة الحسنة والمحبة الكبيرة التي يكنها أبناء جمهورية باكستان الإسلامية لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، إضافة إلى تأثير حملات التوعية الاجتماعية وتطوير قدرة فرق التطعيم على التأثير في أفكار ومفاهيم أهالي الأطفال المستهدفين.
وأشار إلى دعم فرق التطعيم من الشخصيات المؤثرة الذين شكلوا مجموعة متابعة ودعم للفرق التي تتعرض للرفض والمنع من الوصول للأطفال، حيث تتدخل مع عناصر الأمن لإقناع أهل الطفل والسماح لفرق التطعيم بإعطائه جرعات التطعيم المخصصة له، بالإضافة إلى استخدام المدارس والجامعات لإعطاء محاضرات توعوية عن المرض وتشجيع الأهالي والأطفال على الاستجابة لحملات التطعيم.
وأشاد الغفلي، بجهود أعضاء فرق التطعيم الذين وصفهم بالجنود الحقيقيين في حملات التطعيم والركن الأساسي لنجاح التنفيذ، مشيرا إلى تطبيق استراتيجية خاصة لتطوير أدائهم وزيادة نسبة النجاح في جهودهم، تمثلت في رفع المكافآت الشهرية المخصصة لهم، وتعديل وزيادة فترة التدريب المخصصة لهم.
ولفت مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، إلى استحداث وتطبيق نظام فرق التطعيم المجتمعية، وهي فرق تتكون من سكان المجتمع أو المنطقة التي يعملون فيها وتتميز بمعرفتها بجميع الأطفال في منطقتها، كما أنها تكون محل ثقة أكبر من قبل الأهالي، وتعمل على مدار عدد أكثر الأيام الإضافية لمتابعة أي طفل لم يتم الوصول إليه أيام تنفيذ الحملة.
وأشار إلى مشكلة توقف حملات التطعيم خلال عام 2018 في جمهورية أفغانستان الإسلامية في عدة مناطق بسبب الأوضاع الأمنية، حيث إن هناك أكثر من مليون و500 ألف طفل لم تستطع الحملات الوصول إليهم هذا العام من أصل 9 ملايين و500 طفل أفغاني مستهدفين بحملات التطعيم، وإذا علمنا أن هناك نسبة عالية من هؤلاء الأطفال يدخلون إلى باكستان يوميا فإننا نقدر أن الفيروس يمكن أن يظهر في أي وقت من جديد في باكستان.
وتابع الغفلي: إزاء هذا الوضع بادرت دولة الإمارات وبتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شئون الرئاسة إلى عقد اجتماع تنسيقي في العاصمة أبو ظبي خلال شهر مارس 2018، بحضور ممثلي منظمة الصحة العالمية وممثلي وزارات الصحة وإدارات الحملات الوطنية في باكستان وأفغانستان، تم خلاله دراسة وتنسيق الخطط المستقبلية السنوية لحملات التطعيم على المستوى الاستراتيجي، وتبادل المعلومات والبيانات ومؤشرات الرصد اليومية للفيروس، ووضع خطط لمراقبة نقاط العبور الحدودية بين البلدين والتأكد من تنفيذ الإجراءات السليمة التي تمنع انتقال الفيروس من خلال النازحين واللاجئين.
وأوضح أن الحملة مستمرة في خططها بإعطاء جرعات التطعيم للأطفال الباكستانيين خلال عامي 2019 – 2020، طبقا لالتزام دولة الإمارات العربية المتحدة، بإعلان المؤتمر الدولي الذي عُقد في مدينة أتلانتا بالولايات المتحدة عام 2017، بالوصول إلى صفر حالة شلل أطفال في العالم، مشيرا إلى أن الحملة تعمل في نهاية كل عام على مراجعة النتائج وأساليب التنفيذ ودراسة المعضلات والتحديات الميدانية مع الشركاء الرئيسيين، لنقوم بعد ذلك بتطوير الخطط ومعالجة التحديات لزيادة نسبة الإنجاز والنجاح.
ونوّه مدير المشروع الإماراتي في باكستان إلى رؤية ونهج صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تعزيز الجهود الدولية لاستئصال الأمراض المعدية والقاتلة مثل مرض شلل الأطفال ودودة غينيا والملاريا، وغيرها من الأمراض التي تهدد مستقبل البشرية، موضحا أن المبادرات والدعم السخي الذي يقدمه سموه يعد من العوامل الأساسية التي تستند عليها الكثير من المنظمات والدول الفقيرة في الوصول إلى غاياتها وتحقيق أهدافها بحماية الشعوب والأطفال الأبرياء من الأمراض التي تهدد صحتهم ومستقبلهم ودرء المخاطر عن كاهل الضعفاء.