الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "43".. أنا مش نبي.. هكذا قال لي الرجل!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم"، "وما أنت عليهم بمسيطر"، وغيرها الكثير والكثير من الآيات الصريحة التي يرسخ بها المولى عز وجل قاعدة أساسية وهي عدم فرض وصاية عبد على عبد من عباده، فإليه الرجعى والحساب، حتى هذا الحساب أو العفو غير خاضع لمعايير لكن لمن يشاء؛، لذا أتعجب من هؤلاء الذين دائما وأبدا يرتدون ثوب النصيحة ويتشدقون بالمبادئ هنا وهناك؛ فإذا ما نشر أحد صورة أسرة فقيرة وعرض حالتها؛، يدخل أحدهم ويكتب فلتحافظوا على كرامة الفقراء؛ حافظ يا أخينا أنت عليها وبر جارك وأخرج زكاتك ولا تكن عاقا لوالديك، أو حادثني على الخاص وقل لي أنك ستتبرع لتلك الحالة وأنا أعرف أنك تستطيع؛ لكن حتى في فعل الخير طالنا ما انتشر في كل المجالات "الخبراء"، وكأنهم وحدهم من يعرفون الله؛ هؤلاء ذكروني بأحد الرجال كان دائما ينصحني بالحرص على صلاة الفجر حتى بت كل صبح أقف جواره في الصلاة؛ كان يبكي وهو يقول: "يا رب سترك" وأنا أتعجب من شدة إيمانه؛ حتى ضبطه الناس يوما لدى إحدى النساء بعد صلاة الفجر؛ فأنكر وادعى أنه كان يعطيها صدقة في الخفاء؛ وما دلهم على فعلته سوى مسبحته التي وجدوها على فراشها؛ وهذا الذي ظل طيلة حياته يتحدث عن المبادئ كان في نظر الشباب معارضا ثوريا حتى امتلك سيارة وفيلا فكتب على بوابتها "دع الخلق للخالق"؛ ماحيا كل حشو دسه في رءوسنا، مواقف كثيرة كونت لدي قناعة أن الله لو أراد أن يخلق ملائكة على الأرض لفعل؛ لكنه خلق الإنسان بكل تناقضاته ونقصانه ليحاول جاهدا أن يصل للكمال ولن يصل؛ لكن الله يحب مسعاه لذلك، يحب ندمه واستغفاره واعترافه بعثراته، وتودده إليه بالنفس والمال والولد، تلك القناعات جعلتني لا أكره الرجل الذي غوى بعد صلاة الفجر؛ بل أطلب له توبة نصوحى؛ ولا أكره ذلك المعارض "فنجري البق" بل أحاول أن أكون أنا نموذجا مغايرا؛، الله يرضى بالقليل منا ولا يحاسبنا على اللغو ولا السهو ولا الجهالة؛ يقبل ويستر ويصفح؛ فلا تسدوا أمام أحد باب الرجعى؛ هذه الرخصة لم يعطها الله حتى لرسوله؛ لنقبل الآخر بكل سوءاته.. لنعفو ونرحم ونتراحم؛ وقبل كل هذا لندرك أننا خطاءون.. جميعا هكذا بدرجات متفاوتة.. وإلغاء هذا ينزع عن الله صفة المغفرة والتوبة والرحمة؛ فلا تنازعوا الله في إذاره ودعونا وأوزارنا إن رأيتموها أوزارا له، فإنا نحسن الظن بالله.. نتدلل عليه وهو يقبل منا ذلك.. فالدين الحب، لا صلبان ولا أوشمة ولا كتب توضع على الصدر.. الدين الإنسان.