الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مشروع ضد مشروع «الجماعة»!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مثل الغربان تنعق لا ينافسها فى القبح والخبث سوى البوم وفحيح الثعابين، هؤلاء هم رافعو رايات الإسلام السياسى ادعاء وكذبا، وقد حان الوقت أن نجردهم من أوراق التوت التى تستر عوراتهم، تلك الأوراق التى استخدموها طويلا على مدار أكثر من ٩٠ عاما، لتكون مطيتهم للسلطة وجسرهم الآمن للحكم. 
يطلون من الشاشات التركية يبثون سموما، يختلقون وقائع، يتحدثون باسم الدين والأخلاق والفضيلة، ولا مانع إذا تحدثوا بلسان الوطن، والشعب أيضا فيبرر أحدهم فى بكائية- لعل مظلمته تجد طريقها إلى قلوب المصريين- ملفقة كيف ضحى هو وقيادات جماعته الهاربين إلى اسطنبول وفروا من الوطن الذى يعشقونه- الذى هو مجرد حفنة تراب عند سيده المرشد وأدبيات مؤسس جماعتهم- رغما عنهم (فداء للشعب ودفاعا عنه)، تخيل أن هذا الهراء هو ما يروجه أحد كبار صحفييها، فهم هربوا ليدافعوا عن الشعب «عن بُعد»!!!!! ولو صدق لقال إنه كان يخشى والمارقون معه من المحاكمات والسجون، وهو ادعاء تلوكه ألسنة أكابرهم الذين وقعوا فى قبضة الأمن وهم يفرون عبر الحدود بنقاب وملابس النساء.
تسعون عاما من الكذب والتدليس لدرجة الاحتكار، تسعون عاما من ادعاء المظلومية تتوارثها الأجيال تدرسها أسرهم، ويدعيها كتّابهم، وتوثقها سجلاتهم، لتتحول هذه الافتراءات إلى أمر واقع، وتصبح سيفا على رقبة الحكم والشعب والتاريخ، نفس المنطق الذى تبتز به إسرائيل ألمانيا والعالم بدعاوى معاداة السامية. 
من جديد ينسجون الأكاذيب كما فعلوا فى الستينيات مع الرئيس جمال عبدالناصر، ليحصلوا على التعاطف الدولى ودعم المنظمات المشبوهة، يكتبون الأناشيد والأغاني، ويحكون قصصا مزيفة يبرئون أنفسهم بشهادات على طريقة (إعلام أحمد منصور فى الجزيرة)، يعادون جميع فئات الشعب وطوائفه ويدَّعون فى نفس الوقت الدفاع عنه والحديث باسمه، وهو الذى لفظهم وانتفض ضد مكتب إرشادهم وطردهم من الحكم الذى اختطفوه فى ساعة مظلمة.
هؤلاء الهاربون فشلة فى الإعلام والصحافة والفنون، فما كان لمتطرف الفكر أو إرهابى الفعل أن يبدع، أو يملك خيالا يصنع به سينما مبهجة أو دراما ممتعة.
الماضى القريب الذى فرض الشعب فيه إرادته بإقصاء الجماعة من مشهد السياسة الذى دخلوه تقية، فعادوا كتنظيم يعمل تحت الأرض، يزهق الأرواح ويشيع الفوضى ويصنع الفتن، كاد هذا الماضى أن تنساه الذاكرة، كادت جرائم الجماعة التى لم تنته فصولها حتى اللحظة تندثر وتتلاشى معالمها بفعل عوامل كثيرة، فضلا عن اقتناع الملايين بأن المعركة مع الفئة الضالة قد وضعت أوزارها.
ذاكرة الأمة تجاه هذه الجماعة يجب بعثها من جديد بسلسلة من البرامج الوثائقية التى تفضح ممارساتهم، ودراما تكشف نواياهم، وتأريخا لما جرى منذ ٢٥ يناير حتى العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨، لنروى لأبنائنا والأجيال القادمة قصة الإرهاب وأهله، والجماعة ومرشديها، واختطاف الدولة باسم الدين والخلافة، مواد إعلامية احترافية تخاطب جيل الشباب خصوصا والأمة عموما، وكم أتمنى أن تصل جودة هذا المنتج إلى المستوى الذى نقدمه للميديا فى العالم كله. 
أما الوجه الآخر للوقوف فى وجه «مشروع الجماعة»؛ فيعتمد على مواجهة إعلامية بأجندة يومية تتعامل بمرونة مع تحركاتهم ومخططاتهم، إعلام يفند ويكشف ويفضح، لا يصرخ أو يتهم وفقط، إعلام قادر على التحليل يحاصر الشائعات ويقتلها فى مهدها، ويطرح مشروع الدولة الوطنية المصرية وما حققته كتجربة إصلاحية قابلة للتسويق.
أمامنا فرصة تاريخية لهزيمة الجماعة وذيولها فى معركة الفكر، كما دحرتها على جبهة القتال القوات المسلحة والشرطة المصرية.