عن سلسلة "كتاب الهلال"، سبتمبر 2018، يُقدّم خيري حسن تجربة متفردة قوامها حوارات عميقة ثرية مع أبناء عدد من رموز الحياة المصرية، السياسية والفنية والأدبية والدينية والصحفية. البداية مع عبد الرحمن الأبنودي، والنهاية مع مرسي جميل عزيز، وبينها أسماء ذات مكانة وشأن: رفعت المحجوب، عماد حمدي، يحيى الطاهر عبد الله، توفيق الدقن، سيد النقشبندي، محمود شكوكو، محمود السعدني، عبد الحكيم قاسم، محمد رشدي، محمد نوح، رياض القصبجي، حسن البارودي، علي إسماعيل، بدر الدين أبو غازي، يحيى حقي، علي سالم، حسين رياض، كابتن غزالي، عمرو عبد السميع، أحمد فؤاد نجم.
عنوان الكتاب: "أبي كما لم يعرفه أحد"، يختصر الفكرة ويكثفها ويكشف عن جوهر الرؤية التي يستهدفها خيري. للآباء المشهورين جوانب لا يعرفها إلا الأبناء، وحكاياتهم الذاتية ليست إلا محاولة لاستكمال الإطار الموضوعي الذي يبحث عنه من يعرفون الرابط بين هؤلاء الآباء جميعًا؛ الوطن.
قد يتباين تقييم قارئو الكتاب لعطاء الأفذاذ الذين يضمهم كتاب خيري، لكن الحقيقة الراسخة التي لا تقبل الاختلاف تتمثل في الدور البارز الذي يقومون به في تشكيل شخصية مصر، وقوتها الناعمة الصلبة التي تتجاوز المؤشر السياسي التقليدي إلى الشعر والفيلم والقصة والرواية والابتهال والصحافة والأغنية والموسيقى والفن التشكيلي والمسرح والكاريكاتور.
مصر فاحشة الثراء بالتعدد والتنوع هي موضوع الكتاب غير المسبوق في موضوعه ومُعالجته، ذلك أنه يجمع بين الفكرة الصحفية المتوهجة، في زمن تتراجع فيه الأفكار والصحافة معًا، والأسلوب الأدبي الذي يحترم جلال اللغة ويُدرك أنها أداة للإضاءة واقتحام الأعماق، فضلًا عن التشكيل السينمائي الذي يتحول معه كل حوار إلى مشروع فيلم قصير ذي بناء درامي مشوّق مُثير.
يتحدث الأبناء عن آبائهم في حب ومودة، وهل يَملُك الابن إلا أن يفعل؟، أمّا القارئ فإنه يستغرق في القراءة فيهمس لنفسه: هؤلاء آباؤنا وليسوا آباء آية وإيمان ونادر وأسماء وإيزيس وشجون وغيرهم.
كتاب خيري حسن وجبة دسمة مشبعة، البطولة فيها للإنسان الذي قد يكون مُمثلًا فذًّا أو شاعرًا عبقريًا أو كاتبًا رائدًا، لكنه إنسان في المقام الأول. في هذا الإطار، لا ينبغي النظر إلى حوارات خيري كأنها الوثائق التاريخية، بل إنها شهادات دافئة تعود بنا إلى الدفء الذي نفتقده، والعظمة التي نبحث عنها في ظل الارتباك والتخبط الذي يُهيمن على واقع متجهم لا يروق للمُعاصرين ، ويتطلعون إلى ما يُثبت فيهم الثقة بأن الحياة ليست ماسخة.
عنوان الكتاب: "أبي كما لم يعرفه أحد"، يختصر الفكرة ويكثفها ويكشف عن جوهر الرؤية التي يستهدفها خيري. للآباء المشهورين جوانب لا يعرفها إلا الأبناء، وحكاياتهم الذاتية ليست إلا محاولة لاستكمال الإطار الموضوعي الذي يبحث عنه من يعرفون الرابط بين هؤلاء الآباء جميعًا؛ الوطن.
قد يتباين تقييم قارئو الكتاب لعطاء الأفذاذ الذين يضمهم كتاب خيري، لكن الحقيقة الراسخة التي لا تقبل الاختلاف تتمثل في الدور البارز الذي يقومون به في تشكيل شخصية مصر، وقوتها الناعمة الصلبة التي تتجاوز المؤشر السياسي التقليدي إلى الشعر والفيلم والقصة والرواية والابتهال والصحافة والأغنية والموسيقى والفن التشكيلي والمسرح والكاريكاتور.
مصر فاحشة الثراء بالتعدد والتنوع هي موضوع الكتاب غير المسبوق في موضوعه ومُعالجته، ذلك أنه يجمع بين الفكرة الصحفية المتوهجة، في زمن تتراجع فيه الأفكار والصحافة معًا، والأسلوب الأدبي الذي يحترم جلال اللغة ويُدرك أنها أداة للإضاءة واقتحام الأعماق، فضلًا عن التشكيل السينمائي الذي يتحول معه كل حوار إلى مشروع فيلم قصير ذي بناء درامي مشوّق مُثير.
يتحدث الأبناء عن آبائهم في حب ومودة، وهل يَملُك الابن إلا أن يفعل؟، أمّا القارئ فإنه يستغرق في القراءة فيهمس لنفسه: هؤلاء آباؤنا وليسوا آباء آية وإيمان ونادر وأسماء وإيزيس وشجون وغيرهم.
كتاب خيري حسن وجبة دسمة مشبعة، البطولة فيها للإنسان الذي قد يكون مُمثلًا فذًّا أو شاعرًا عبقريًا أو كاتبًا رائدًا، لكنه إنسان في المقام الأول. في هذا الإطار، لا ينبغي النظر إلى حوارات خيري كأنها الوثائق التاريخية، بل إنها شهادات دافئة تعود بنا إلى الدفء الذي نفتقده، والعظمة التي نبحث عنها في ظل الارتباك والتخبط الذي يُهيمن على واقع متجهم لا يروق للمُعاصرين ، ويتطلعون إلى ما يُثبت فيهم الثقة بأن الحياة ليست ماسخة.