الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

تيار الأصالة والتجديد في الإعلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعتبر صناعة الإعلام فى العصر الحديث واحدة من أقوى البنيات الصناعية التى عرفها العالم ومصدر قوتها يكمن ليس فقط فى تلك الأموال الهائلة التى تستثمر فيها، بل أيضًا فى هذا التأثير الخطير الذى تلعبه على مستوى الأفراد والجماعات والحكومات والأنظمة ناهيك عن التطورات المتلاحقة والتقنيات المعقدة التى تشهدها اليوم والتى تزيد من فاعليتها وشدة تأثيرها، ومن أجل هذا كان الاهتمام بدراسات وأبحاث الإعلام فى دول العالم المتقدم فى أوروبا وأمريكا على وجه التحديد منذ عقود عديدة إيمانًا منها بعظم قوة وتأثير الإعلام فى تطور المجتمعات، ونحن فى العالم العربى اكتفينا فقط بالترجمة لما يقوله الغرب من نظريات وأبحاث والنقل لنظريات وأفكار غربية تم طرحها فى مجتمعات غير مجتمعاتنا تختلف فى العادات والتقاليد ومستوى التقدم الاقتصادى والثقافى عنا!
وأصبح الواقع الإعلامى المصرى والعربى فى أبحاثه العلمية ودراساته يؤكد عدم رغبتنا فى التجديد أو الابتكار لنظريات إعلامية تعبر عن هويتنا وشخصيتنا وأفكارنا، وباتت الصورة النمطية السائدة تتمثل فى هيمنة البحوث والدراسات الكمية والإحصاءات والأرقام وتحليل المضمون والتحليل الإحصائى لاستجابات المبحوثين أو القائمين بالاتصال على أسئلة استمارات البحث، وأحيانًا ما يخضع التحليل والتفسير للمعطيات الرقمية الكمية التى تأتى أحيانًا بلا معنى ولا طعم، لأنها قد تعتمد على عينات غير ممثلة للمجتمع، وعلى أسئلة نمطية يجيب عنها المبحوث بطريقة سطحية أو بدون اكتراث، لكن يتم قبولها كبحث علمى ويحصل الباحث على تقديرات ومراتب عليا! ومن هنا تلجأ أغلب البحوث والدراسات المصرية والعربية إلى عدد محدود من النظريات والنماذج المحدودة التى تفترض ثبات الواقع الاجتماعى والاقتصادى وتوازنه، وتبعية الإعلام لهذا التوازن الوظيفى، وضرورة أن يعمل من أجل الحفاظ عليه!
وظهرت فى الافق بارقة أمل وشعاع مضيء للبحوث الإعلامية العربية من خلال «تيار الأصالة والتجديد فى بحوث الإعلام العربية» الذى جاء يوم مولده فى ختام المؤتمر العلمى الثالث للمعهد الدولى العالى للإعلام بالشروق تحت عنوان «نحو أجندة مستقبلية لبحوث الإعلام» الذى عقد برعاية الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى ومحمد فريد خميس، مؤسس أكاديمية الشروق، وبإشراف الدكتور أحمد عبدالرحيم، رئيس مجلس الإدارة ورئاسة الدكتور محمد سعد إبراهيم، عميد المعهد، وقد بلغ عدد أعضاء التيار خلال ساعات من تأسيسه ٤٠٠ أستاذ ومدرس وباحث فى الجامعات المصرية والعربية، والعدد فى تزايد مستمر، ويستهدف التيار تبنى ودعم التجديد فى الأطر النظرية والمنهحية فى بحوث الإعلام والتحول من النمطية إلى التجديد والإبداع وصياغة أجندة مستقبلية لبحوث الإعلام.
ويستهدف هذا التيار أيضًا تنمية قدرات الباحثين وتشجيعهم على ارتياد مجالات بحثية جديدة وإلزام الكليات والمعاهد والأقسام بتنفيذ خطط بحثية خمسية ملزمة للقيد بالماجستير والدكتوراه وبحوث الترقيات ورصد وتحليل الاجتهادات والإضافات المعرفية والنظرية والمنهجية فى بحوث الإعلام وإصدار تقارير دورية وعقد سيمنار علمى دورى وورش عمل حول الاتجاهات الحديثة فى الأطر النظرية والمنهحية، ولعلها المرة الأولى فى الجامعات والأكاديميات المصرية التى تقوم بتدريس الإعلام لتأسيس تيار بحثى جديد من خلال عدد من أساتذة الجامعة فى كليات الإعلام بالجامعات والمعاهد المصرية وأكاديميات والباحثين والخبراء فى مجال الإعلام فى مصر والعالم العربى، وفى مقدمتهم الأستاذ الدكتور محمد سعد عميد معهد الإعلام العالى الدولى بالشروق وأستاذ ورئيس قسم الإعلام بالمنيا.
وبالفعل تم تقسيم الباحثين إلى مجموعات بحثية فى كل مجالات الإعلام وتخصصاته، لكتابة تقارير كل ثلاثة أشهر عن حالة التخصص فى هذا الفرع أو ذاك، بالإضافة إلى عقد سيمنارات وملتقيات علمية ومؤتمرات لبحث الموضوعات الجديدة فى الإعلام، وكيف يمكن لبحوث الإعلام أن تكون ظهيرًا أكاديميًا للدولة المصرية.
إن تأسيس هذا التيار البحثى الجديد يستهدف تنمية قدرات الباحثين وتشجيعهم على ارتياد مجالات بحثية جديدة، وإلزام الكليات والمعاهد والأقسام بتنفيذ خطط بحثية خمسية ملزمة للقيد بالماجستير والدكتوراه وبحوث الترقيات، كما أنه يهدف أيضًا إلى رصد وتحليل الاجتهادات والإضافات المعرفية والنظرية والمنهجية فى بحوث الإعلام وإصدار تقارير دورية وعقد ملتقى علمى دورى وورش عمل حول الاتجاهات الحديثة فى الأطر النظرية والمنهجية.
وكانت باكورة نشاط تيار الأصالة والتجديد إعداد قاعدة بيانات إلكترونية لرسائل الماجستير والدكتوراه والبحوث المنشورة فى الدوريات والمؤتمرات العلمية تمهيدا لتصنيفها وتحليلها وتحديد الفجوات البحثية وصياغة أجندة بحثية مستقبلية تطرح للنقاش والحوار العلمى فى عدد من السيمنارات العلمية فى كليات وأقسام الإعلام.كما تم اتخاذ مقر للتيار فى وسط القاهرة لكى يستطيع الباحثون الوصول إليه والمشاركة فى فعالياته البحثية دون عناء السفر.
وكما قال أمير الشعراء أحمد بك شوقى: «بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم لا يبنى ملك على جهل وإقلال». فهذا التيار البحثى الذى ولد قويًا فى مجال بحوث الإعلام العربية، ربما يكون نواة لتيارات أخرى فى مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والوحدة العربية بعد ذلك!