ليلة كاملة أبحث فيها من "طاليس" حتى "أفلاطون" حتى وجدت ضالتي في سطر واحد بين مؤلفات كثيرة وهو أن الفضيلة والعدالة ليست سوى ما يعلنه أو يحدده الأقوى سواء كان شخصا أو دولة؛ فهم هذا المعنى هو بداية الخيط للوصول إلى قاتل خاشقجي؛ ويفتح التكهنات إلى أن ما جرى كان انتحارا وليس قتلا؛ يبدو الأمر صعبا في شرحه لكن هل تتذكرون فيلم "الشيطان يعظ" ذلك المأخوذ عن قصة للأديب نجيب محفوظ؛ حينما هرب "شطة" مع "وداد" ولنعتبرها هنا ليست امرأة حسناء ولكنها "الفكرة" تلك التي هرب بها من قبضة "الديناري" لكنه ذهب ليزرعها في أرض فتوة ظالم متآمر وإن كان يدعي العفة؛ الديناري استكثرها على "شطة" وأرادها لنفسه بحكم سطوته؛ أما "الشبلي" فاغتصبها عنوة بعدما اطمأن أن خط الرجعة انقطع بين "شطة" وأهله؛ الغريب في الأمر أن كل "شطة" لجأ لـ"الشبلي"؛ لم يدرك أن "الديناري" برغم غضبه لم يقترب من أم شطة ولا من والد "وداد" عم طناحي الطعمجي؛ بعد كل تلك الصراعات كانت النتيجة قتل "شطة" لأنه اتخذ قرارا بالهرب بالفكرة لكن لم يكن لديه الوعي أين يزرع تلك الفكرة؛ لم تكن لديه الحيلة أن يدافع عنها في حارته؛ رفض زواجها وإن كان عنوة؛ فتم اغتصابها أمامه جبرا؛ كان هناك حلا ثالثا وضعه لنفسه "سقراط" بعدما رفض الهروب وشرب "سم"، "لا تقف عند المعنى اللفظي"؛ ولكن أجب على سؤال عم "خيري"؛ ذلك العجوز الذي أمسك يد شاب كان يقذف بيته من الخارج بالطوب؛ فقال له: أمجنون أنت هل تقذف أهلك وبيتك بالطوب؟، رد عليه الشاب وقال: لقد أهانوني وضربوني وظلموني؛ فرد عليه العجوز: عليك بالصبر؛ فقال: صبرت وصبرت وسئمت؛ فأشاح له بيده وقال له: أنت فقدت حيلتك مع أهلك فكيف ستجدها مع غيرهم؟ في بيتك أنت سيدا ولو كنت عبدا؛ وخارج دارك عبدا وإن كنت سيدا فراجع نفسك.. لم يراجع الشاب نفسه ظل يقذف بيته بالطوب.. ومع كل طوبة كان رابطا ينقطع حتى صار غريبا لا يهابه الناس.. لا أعرف إذا كان "شطة" سيعي حديثي أم سيرفضه لكن لو كان عاقلا وقرأ آخر الأخبار بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة بين السعودية وتركيا للبحث في اختفاء "خاشقجي" لأدرك أن الأخير انتحر.
آراء حرة
حواديت عيال كبرت "41".. أنا أعرف من قتل "خاشقجي"
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق