السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هل يخوض السيسي الحرب الثالثة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الوجه الذى يشع نضارة وبراءة صار شاحبًا، والابتسامة التى تملأ الوجه توارت خلف أنين مكتوم، والشعر الأسود الذى يتدلى ليصارع لفحات الهواء أصبح ينتظر المصير المحتوم، والجسم الذى تعجز عن رصد تفاصيله من فرط الحركة سكن بعد أن طاله الخمول، والعيون اللامعة الشقية انكسرت خلف جفون أرهقها السهر، والنظرات التى تسابق السراب انزوت تحت الأقدام، والأحلام التى تتحدى بساطة الحال أمست قاصرة على مرور ساعة واحدة دون آلام.
ما بين الأطباء تاه التشخيص، وما بين علاجات لأمراض شتى سقم الجسد، وليتهم قالوا من البداية إنه المرض اللعين، لكنها آفتنا فى مصر، لكل تشخيصه وفتواه فى الدواء، غير عابئ لا بالمريض.. ولا بالأعراض، وإن كنت فقيرًا.. فالموت ينتظرك فى مستشفيات متهالكة، وأطباء غير متخصصين، وإن كنت ثريًا ولو لم تسترح نفسيًا للأطباء فى الداخل.. فأموالك تحجز لك فى كبرى مستشفيات الخارج.
اعلم أن من توقفت أمامها بالكتابة هى واحدة من آلاف، أو ربما مئات الآلاف، فلا توجد إحصائية بالأرقام الصحيحة، لكن معايشتى لحالتها جعلتنى اكتشف أمورًا كثيرة تتعلق بمن تسلل المرض اللعين لينهش أجسادهم، مثل التشخيص، ثم العلاج، وبخاصة الكيماوى منه.
فى مصر.. ووفقًا لما أكده د. محسن مختار أستاذ الأورام بقصر العينى، ثلاثين ألف مريض بالسرطان من بين كل مائة ألف مواطن، ووفقًا للحملة القومية لمكافحة السرطان.. لدينا ١١٣ مصابا من بين كل مائة ألف مواطن، هذا التضارب فى الأرقام جعلنى لا أعول كثيرًا على الإحصائيات، لكن الثابت أن النسبة الأكبر من المرضى مصابون بسرطان الكبد، وهو ما أكده الدكتور محمد عبدالوهاب مؤسس مركز زراعة الكبد بجامعة المنصورة، يليه سرطان الثدي؛ حيث اجتمعت أكثر من إحصائية على أن نسبة سرطان الكبد ٢٣ فى المئة وأغلبها عند الرجال، و١٣ فى المئة من المرضى جاءهم السرطان فى الثدى وجميعهم إناث، ونسب أخرى ما بين أربعة وخمسة فى المئة جاءهم المرض فى المثانة والبروستاتا، وأعداد المرضى تتضاعف ثلاث مرات بحلول عام ٢٠٥٠.
فى هذه الزاوية.. كتبت أن أكبر إنجاز حققه السيسى هو إعلانه الحرب على فيروس (سى)؛ فهو إنجاز لا يقل عن حربه على الإرهاب، لذلك.. لا مفر من إعلان الرئيس حربًا ثالثة على السرطان، ومن دون تعليمات منه سيظل المرض ينهش فى أجساد المصريين، خاصة الفقراء الذين يتعرضون لتشخيص خاطئ يفوت عليهم فرصة العلاج المبكر.
مطلوب إحصائيات صحيحة توضع بين يدى الرئيس، وخريطة لأكثر المحافظات تعرضًا للإصابة، وهى فى حوزة الدكتور محمد عبدالوهاب مدعومة بالصور، وأظن أن حملة موسعة للوقاية كفيلة بمحاصرة المرض، وخطة سبقتنا إليها بعض الدول كفيلة بالقضاء عليه، ولعل تجربتنا فى مواجهة فيروس (سى) عنصر مهم من خطة شاملة لمواجهة سرطان الكبد.
لن يعلن أحد الحرب على السرطان إلا بتعليمات من الرئيس، هكذا اعتدنا، فهل يفعلها السيسي، لتكون حربه الثالثة بعد الإرهاب وفيروس «سي»؟.