الثلاثاء 14 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

مليون مسلم ومسيحي يحتفلون بـ"أمير الشهداء" في الأقصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تبدأ الاحتفالات فى العاشر من شهر نوفمبر المقبل، وتستمر لمدة أسبوع حتى ١٦ من نفس الشهر، ويتم قبلها نصب آلاف الخيام لاستقبال الزائرين الذى يرغبون فى المبيت خلال أيام المولد، فيما أعدت مديرية الأمن بالمحافظة، بقيادة اللواء طارق علام، خطة أمنية محكمة لتأمين الاحتفالات، كما تتوالى الاجتماعات فى الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر من كل عام للتنسيق بين الجهات المعنية لإقامة المولد.
وتقول السيرة فى المدونات المسيحية، إن مار جرجس مر بسلسلة من العذابات تحملها بإيمانه بعقيدته وشجاعته، حتى صدر الحكم بقطع رأسه فى أول مايو ٣٠٣ ميلادية، وكان عمره ٢٣ عاما، ودفن فى مدينة «اللد» بفلسطين بواسطة خادمه سقراط، فيما أن تاريخ الكنيسة القبطية يذخر بالشهداء من أمثاله، ولكن مار جرجس يتفرد عنهم جميعا فى نظر البسطاء فى كونه «سريع الندهة» أى سريع الاستجابة، فالبسطاء يناجونه فى ضيقاتهم شفيعا لهم ولا يشكون للحظة فى استجابته السريعة لتضرعاتهم، وهناك كثير من الكتب التى تتحدث عن معجزاته معهم مثل إخراج الأرواح الشريرة والشياطين وتبشير العقيمات بمولود ذكر اسمه رومانى، وفى أغلب هذه المعجزات يظهر مار جرجس فى صورة فارس أو ضابط منقذ، وتتواتر كثير من الروايات عن ظهور مار جرحس فى مولد الرزيقات، ورواد المولد يتجمعون كل ليلة خارج خيامهم فى انتظار ظهوره، وهم يشدون على الدف: «نورك بان على الصلبان.. يا رزيقى يا أبوالشجعان.. على ديرك يا رزيقى أنا جاي.. شايل الخيمة والعيال.. صوتك جانى فى المنام.. قالى تعالى يا بنى قوم».
وفيما يخص تاريخ دير مار جرجس وملحقاته بجبل الرزيقات؛ حيث يقع الدير على مسافة ١٣ كم جنوب، أرمنت و٥ كم جنوب غرب قرية الرزيقات، وحتى يكون معروفًا عن باقى أديرة مار جرجس الأخرى فى مصر أطلق عليه اسم دير مار جرجس الرزيقات نسبة إلى القرية القريبة من الدير، وصحن الكنيسة كبير يتكون من ٦ بواكى و٣ خوارس، والجميع مغطى بالقباب من الطوب اللبن وللكنيسة ٢٤ قبة، كما تضم الكنيسة هيكلًا رئيسيًا باسم القديس مار جرجس، شفيع الدير، وهيكل باسم الأنبا متاؤس الفاخوري، وهيكل الأنبا أنطونيوس، وهيكل السيدة العذراء، وهيكل باسم الملاك، وهيكل الشهداء، وصحن الكنيسة.
وبدأت أول فعاليات لعيد مار جرجس بالرزيقات فى سنة ١٩٧٥م، وأصبح تحت إشراف البطريركية مباشرة؛ حيث أشرف على أول عيد للدير الأنبا أغاثون النائب البابوى، وحضره الأنبا صرابامون، يشاركهم القمص أنجيلوس الأنبا بيشوي؛ حيث نجح أول عيد نجاحًا كبيرًا، وتم منع كل نواحى العبث واللهو خارج أسوار الدير وداخله، وفى سنة ١٩٧٦ زار قداسة البابا شنودة الثالث دير مار جرجس بالرزيقات، متفقدًا الإنشاءات الجديدة وليطمئن على سير الرهبنة وروحانية الرهبان.
وبعد أن تقرر إطلاق الاحتفالات بمولد الشهيد، تم البدء فى تطوير الدير؛ ففى مارس ١٩٧٦ انتهى من بناء السور الشرقى بالطوب الأحمر من أساس من الخرسانة المسلحة بنفس الارتفاع حول مساحة الدير كلها، كما تم توصيل مياه الشرب من جهة قريبة من الدير، وألغيت الملاهى وساد الجو الروحي، وتمتع كثير من المرضى بمعجزات الشفاء وتوصيل الكهرباء للدير وشراء ماكينة تستعمل فى وقت لانقطاع التيار الكهربائى، وقد أسهم فيها بعض المحبين للدير، كما انتهى الدير فى نفس العام من بناء ٢٠ دورة مياه جديدة لخدمة الزوار الذين يحضرون فى المناسبات المختلفة، وكذلك بناء ٥٤ حجرة ملاصقة للسور الشرقي. وبمرور الأعوام، أصبح يزور دير مار جرجس بالرزيقات حوالى ١٠٠ ألف شخص، ثم وصل عدد زواره من ١٠ – ١٦ نوفمبر عام ٢٠٠٨ نحو مليون شخص (مسيحى ومسلم)، حسب ما أوردته إحصائيات الكنيسة وقتها، ثم توقفت الاحتفالات بعد ثورة ٢٥ يناير بسبب حالة الانفلات الأمنى، واحتراق أكثر من ١٥٠ خيمة داخل الدير خلال احتفالات نوفمبر ٢٠١١، واستمر التوقف لمدة ٤ أعوام قبل أن يعود مجددا فى ٢٠١٦ بأعداد أكبر من السابق، وهو الأمر الذى جعل من الخروج بتلك الاحتفالات إلى بر الأمان هدفا كبيرا ومهمة سامية على عاتق المسئولين.